الموت يغيب جريزلدا أرملة العلامة عبد الله الطيب

 


 

 

الخرطوم ــ (الديمقراطي)

غيب الموت، اليوم الجمعة، البريطانية السودانية التشكيلية والفولكلورية جريزلدا أرملة العالم السوداني الراحل البروفيسور عبد الله الطيب.
وكانت الراحلة أوصت بقبرها جوار زوجها في مقابر (حلة حمد) بالخرطوم بحري، إحدى مدن العاصمة الثلاث.

وجريزيلدا التي توفيت اليوم فنانة وأستاذة فنون تشكيلية وفوركلورية موثقة للعادات والتقاليد السودانية، ولدت ببريطانيا في مارس 1925م، ودرست في مدرسة تشلسي للفنون بلندن، وتزوجت من البروفيسور عبد الله الذي تعرفت عليه أثناء دراسته فوق الجامعية في جامعة لندن بالمملكة المتحدة عام 1945م، ثم حضرت معه للإقامة بالسودان منذ عام 1950م، وتنقلت معه بين الخرطوم وجوبا وكانو بنيجريا ثم الخرطوم من جديد.

عملت الفنانة التي سماها زوجها (جوهرة) بتدريس الفنون في السودان وأسست عدداً من أقسام الفنون الجميلة في بعض المدارس والكليات السودانية، كما عرضت رسومها بالألوان المائية في أشكال عديدة: كروت ومعارض وكتب، وعبرها قامت برسومات توضيحية للعديد من مناشط الحياة اليومية والطبيعة والثقافة والموسيقى في السودان، كما اهتمت بالعادات والتقاليد السودانية.

نالت جريزيلدا (جوهرة) في العام 1976م درجة الماجستير في الفولكلور من معهد الدراسات الآسيوية والأفريقية في جامعة الخرطوم، وقد نشرت عام 2017م، كتاباً رعته مجموعة دال بعنوان “العادات الفولكلورية في أقاليم السودان” ضمنته أطروحتها لماجستير الفولكلور والتي، بنيت على عمل ميداني لجمع ودراسة عادات وتقاليد عدد من المجموعات الإثنية في شمال وشرق السودان، وقد نشرت الدراسة في حينها فاحتوت سجلاً مصوراً وموسعاً للأزياء السودانية الوطنية وصفت فيه تفاصيل أزياء السودانيين التقليدية في شمال وشرق ووسط البلاد النيلي خلال النصف الأول من القرن العشرين وقبل أن تؤدي التغييرات السياسية والاجتماعية الراديكالية لاختفاء بعض الأزياء وأدوات الزينة التي شاهدت جريزيلدا بأم عينيها اختفاءها خلال عقدين من الزمان منذ خمسينيات وحتى سبعينيات القرن المنصرم.

نشرت جوهرة المتوفية صباح اليوم دراسات حول الطمبور، الآلة النوبية الموسيقية التقليدية المستخدمة في مناطق عديدة في السودان ومصر والحبشة؛ وحول تعليم النساء في السودان، كما شاركت عام 1971م بكتابة مقال نشر بمجلة آفريكان آرتس (الفنون الأفريقية) عن حياة وأعمال التشكيلي السوداني الراحل عمر خيري، إضافة للرسوم الداخلية لعدد من الكتب.

وقال المخرج الطيب الصديق المقرب من أسرة الراحل عبد الله الطيب، إن رحيل غريزلدا موجع. وخاطبها ناعيا: ” علمنا عن قرب محبتك لهذا البلد وتعلقك به حتى وفاة عبد الله، وظللت وفيّةً لأحب الأماكن له؛ جامعة الخرطوم والدامر”.

وكانت جوهرة تقيم في منزلها بالرياض، الخرطوم، الكائن في الشارع الذي سمي باسم زوجها الراحل العلامة عبد الله الطيب، وقد توفي عام 2003، بعد حياة حافلة بالعديد من الإنجازات الأدبية والدينية والإذاعية، أهمها مجلداته الموسوعية من أربعة أجزاء بعنوان (المرشد إلى فهم أشعار العرب وصناعتها)، وحلقاته الإذاعية في (تفسير القرآن الكريم)، ومن أشهر أعماله كتاب (الأحاجي السودانية).

 

آراء