الناس فى شـــــنو! … بقلم: د. أحمد خير/ واشنطن
هناك مجموعة فى كل دولة من دول العالم يسلط عليها الضوءوتصبح مدعاة للضحك والنكات التى تكاد تقلل من شأنها. بعض من تلك المجموعات توصف بالسذاجة . ربما المجموعة لاتحمل كل تلك الصفات ولكن يكفى أن تتهم فيعم صيتها الأرجاء مما يتصعب عليها الخروج من الدائرة المغلقة التى حشرت فيها وذلك بفعل مايتناقله عنها كل من علم بأوصافها . وهذا التناقل فى الغالب ما يكون شفاهة وفى جميع الأحوال يتخذ العامة مايقال عن مجموعة من تلك المجموعات مجالاً للضحك والسخرية! بالطبع طبيعة البشر المائلة إلى الترويح عن النفس ماوجد لذلك سبيلا ! فكانت وستظل الدعابة جزءً لايتجزأ من طبيعة البشر فى كل مكان وزمان !
من تلك المجموعات واحدة يلصق بها كل مايمت للغباء وسوء التصرف . مثالاً على ذلك أن يأتى أحدهم ويقول:
كان هناك ثلاتة أشخاص حكم عليهم بالإعدام .أحدهم فرنسى والآخر بريطانى والثالث من مجموعة من تلك المجموعات .قدمت إليهم ثلاثة وسائل لتنفيذ الحكم وعلى كل منهم إختيار الوسيلة التى يتم تنفيذ الحكم بها. تقدم الفرنسى وإختار المقصلة. عند تنفيذ الحكم حدث عطب فى تلك المقصلة. الشئ الذى أدى إلى إطلاق سراحه . بعده تقدم البريطانى وإختار المقصلة فاطلق سراحه هو أيضا. بعدهما جاء دور الرجل الذى من المجموعة فإختار حبل المشنقة. صاح أهله الذين كانوا من ضمن الحضور مشيرين عليه إختيار المقصلة . إلتفت إليهم قائلا: ماقالوا ليكم ماشغاله !
هناك مجموعة أخرى أشيع عنها أنها تتسم بالغباء . رفعوا عريضة إلى الحاكم محتجين على مايطلقه البعض عليهم وهم براء من كل مايقال عنهم . طلب الحاكم من كل أفراد القبيلة التجمع فى أحد دور الرياضة " الإستاد" كى يتمكنوا من تبرئة ساحتهم مما يقال عنهم ، على أن يختاروا الأكثر علما منهم ليجرى له إختبار ذكاء . دعى الحاكم كل من يشك فى ذكاء تلك المجموعة الحضور فى المكان والزمان . فى الموعد المحدد خاطب الحاكم الجمع وتقدم الشخص الذى وقع عليه الإختيار من قبل المجموعة . سأله الحاكم : مامجموع واحد زائد واحد ؟ من الغريب أن كل أفراد المجموعة من الحضور فى الإستاد أخذوا يصيحون قائلين: إعطيه فرصه تانية إعطيه فرصة تانية !
وفى الأسبوع الماضى خرج علينا البرلمان السودانى بنبأ أن أحد الأعضاء الكرام تقدم بإقتراح لإدخال عقوبة الرجم بالحجارة على من يرتكب الزنا !
مايدعو للحيرة هو أن السودان الغارق فى مشكلات لاحصر لها يجعلنا نظن بأن البرلمان مشغول فى إيجاد الحلول لتلك المشكلات ومن ضمنها مشكلة الإستفتاء وما سيئول إليه حال الوطن بعد التاسع من يناير 2011 . ولكن البرلمان السودانى يعتبر مجموعة قائمة بذاتها الشئ الذى يحعلنا أن نتوقع منها الكثير المثير الخطر ولكن كما يقولون " البلقى هواه يضرى " أو كما يقول صديقنا الباحث فى الفلكلور السودانى الدكتور/ عبد الله على إبراهيم " البلقى هواه يضرط" وبالتالى وجب على أعضاء البرلمان السودانى أن يختاروا بين أن يضروا أو يعملوا بما جاء به الدكتور / عبد الله على إبراهيم . ونقول لهم: إرتفعوا إلى مستوى المسئولية وفكروا فى طريقة تخرجون بها البلاد من المأزق أو المآزق التى تكتنفها .
Ahmed Kheir [aikheir@yahoo.com]