الهرم الذى غادر دنيانا

 


 

د. أحمد خير
14 August, 2011

 



تقاربنا فى دهاليز الحياة وأجتمعنا فى المكان وفى الزمان وما إفترقنا. وهكذا كان منوال حياة ودروب جمعتنا. وإفترقنا،  جسدين بعيدين ، قريبين ،  وزوايا إتخذناها ملجأ لذواتنا ظانين أن فى تلك الزوايا مكانا للروح تسمو فيها فوق كل منعرجات الحياة ! وكان فى الأفق بادرة لقاء ظننا أننا سنستثمر فيها يقايا  من حياة مخبأة وراء الأ فق فى عالم لم نتعرف بعد على خباياه برغم إمتداد العمر !
قالوا كنت بدرا فى سماء ماحولك وكنت مدارا للأحباب يلتفون من حولك باحثين عن الدفء المعبر به فى الحديث الناعم الباعث على الطمأنينة وفى التصرف السمح الجامع غير المنفر . كنت بدرا فى سماء دنيا شاركتم فى صنعها أنتم وكوكبة توارى بعضها والبعض ينتظر ! ما علم أحد منا أن سماؤكم كانت تمطر فى حقول السعادة لتزهر الورود والرياحين لتسعد الآخرين . نحن كنا فى إنتظار السحب المحملة بنتاج ذاك الدفء المكون للمزن الركامى المحلق فوق ام درمان وخاصة بيت المال والملازمين والموردة والثورة بمدنها وحاراتها وتجمعاتها ، وفى القولد وأبوجبيهة .
قالوا أيضا فى ذلك اليوم الثامن من أغسطس من العام 2011 إحتجب ضوء الشمس فيما بعد الظهيرة وحلقت كل الطيور فى سماوات سوداننا  معلنة أن فى الأفق ماينبئ بحدث مدلهم !
وقالوا أنه بعد ظهيرة ذلك اليوم صعدت روح العبد الموحد بالله والحامد الشاكر لفضله المفتقر إلى الله محمد إبراهيم محمد خير .
قالوا أيضا بذهابك ياضوء الحياة صمت العالم برهة ليمنح فرصة لروحك الطاهرة كى تصعد إلى بارئها بسلام كان هو رمزك فى الحياة وكان ديدنك فى تعاملك مع الآخرين . فهل بعدك ستمطر سحابة على ديارنا ؟! وهل ستنمو الأزهار وتخضر الحقول ؟! وهل سيستمر ذلك الجمع فى لقاءات يوم الجمعة من كل أسبوع؟! وهل ستقام ذات الولائم  فى بيت المال وبنفس الشخوص ؟! أتمنى ذلك لأن فى لقاء الأحبة إستمرارية لأرواح من رحلوا . لتبقى الذكرى فى القلوب .
قالوا انك بدر إنزوى، لن يغيب . وأنك قد ذهبت فى رمضان لأنه الشهر الدى انزل فيه الرحمن القرآن فبأى حديث أو موقف نذكرك وكل الأحاديث والمواقف كانت من إبداعاتك ! فهل بغيبتك ياضوء الحياة ستغيب الشمس عن ديارنا وستتوقف الطيور عن التحليق وهل سيتغير شكل الحياة ؟ أم ستبقى هى الحياة التى أنت اوقدت شموعها وغرست زهورها ونثرتها فى كل ركن لتسعد الجميع ؟!
فيا شقيقى محمد إبراهيم محمد خير ، وأنت فى عالمك الذى إختاره لك رب العزة والجلالة ندعو لك أن يشملك الله بواسع رحمته وأن يدخلك فسيح الجنان . انه سميع مجيب، وهوالقادر على كل شئ . ومالنا إلا الدعاء .
" إنا لله وإنا إليه راجعون "
شقيقك المعذ ب  برحيلك ، المتوسل لله
احمد خير     
Ahmed Kheir [aikheir@yahoo.com]

 

آراء