الوحده الملعونه !! … بقلم: تاج السر حسين
24 December, 2009
royalprince33@yahoo.com
وهل يعلم أهل السودان المشفقين على وطنهم والحادبين على مصلحته وعلى تماسكه ووحدته، لماذا الوحده ملعونه حسب وجهة نظر الأنفصالى الطيب مصطفى؟
الوحده ملعونه يا سادتى لأن الوحده بين الشمال والجنوب التى نمتناها ونذرنا لها انفسنا ونعمل من أجلها ليل نهار تمنع الطيب مصطفى من تمرير مشروعه الأنفصالى الأقصائى الأحادى الداعى لسودان يعمه الظلام ويحكمه الأسلام السياسى الذى لا يطبق من الدين سوى البتر والجلد كما حدث بعد سبتمبر 83، لكن قيم مثل المساواة والعداله بين المواطنين ومحاربة الأحتكار والفساد والمفسدين لا قيمة لها فى تلك الدوله (العروبيه الأسلامويه) التى ينتظرها الطيب مصطفى وأظنه سوف ينتظر طويلا !!
ومن عجب ان الذين نظروا لقوانين سبتمبر سيئة السمعه تلك هم نفسهم الذين ينظرون الآن لقانون امن الدوله وللأستفتاء على الوحده أو الأنفصال!
والوحده ملعونه لأن الأنفصالى الطيب مصطفى يريد سودانا فى الشمال يهيمن عليه حزب المؤتمر الوطنى منفردا ويصبح كل خارج على سلطته مرتد وكافر يجب أن تدق عنقه.
فالجنوب باعتباره مسيحيا كما يرى الطيب مصطفى يسبب كثير من القلق والأزعاج للمؤتمر الوطنى ووجود الجنوبيين فى السلطه يضائق الطيب مصطفى وربما يؤدى هضم حقوقهم الى اعمال الفصل السابع والى تؤدى الى تدخل القوى العظمى، فالطيب مصطفى وجماعته يخشون الناس ولا يخشون الله.
ولذلك يتمنى أن يرى السودان الشمالى كالفريسة وحده فيهمين عليه ويتحدث باسمه ويفرض عليه (دولة الخلاوى) الطالبانيه التى تستوحى توجيهاتها من ثقافة المحاكم الشرعيه فى الصومال ، ولا يهم بعد ذلك ان يصبح السودان مثل افغانستان أو أن تتحول بحاره الى مأوى للقراصنه واللصوص!
ان ما يظهره الطيب مصطفى من غضب عارم ضد الوحده وضد المساواة بين السودانيين جميعا وضد التعدديه الدينيه والثقافيه يؤكد بما لايدع مجالا للشك أن هذه الوحده مطلب حيوى وضرورى لشعب السودان لا غنى له عنها وعلى المخلصين فى الشمال والجنوب التمسك بها أكثر من اى وقت مضى وفى ذات الوقت عليهم ان يعملوا متضامنين متحدين بكل قوة من اجل التحول السلمى الديمقراطى ومن اجل تحقيق العداله ومن اجل الحريه.
ما ردده الطيب مصطفى من قبل بأن الجنوبيين المسلمين عليهم الأختيار بعد الأنفصال فى الأستفتاء عام 2011 بين الجهاد ضد الحركه الشعبيه لأعلان الدوله الأسلاميه فى الجنوب أو أن يتجهوا جنوبا ويصبحوا لاجئين أوأن يهيموا بوجوههم نحو اراضى الدنيا الواسعه، يؤكد بأن الوحده وازالة المؤتمر الوطنى سلميا هو الحل الذى لا حل غيره فى السودان.
كم هو مؤسف أن يردد انسان عاقل مثل هذا الكلام الذى يدعو فيه مواطنين اصلاء بان يحاربوا اهلهم أو ان يصبحوا لاجئين داخل وطنهم؟
ولكى يزال المؤتمر الوطنى سلميا وعن طريق صناديق الأنتخابات فلابد من العمل على تشكيل حكومه قوميه تحافظ على روح نيفاشا وتحتفظ للجنوب بحقوقه كامله وتعمل على حل مشكلة دارفور حلا عادلا، وتعيد عملية التعداد من جديد وتوفر الحرية فى اجهزة الأعلام لكافة الأحزاب والمثقفين وأن تعيد كذلك عملية التسجيل التى دار حولها كثير من اللغط وأن تتيح الفرصه لكافة السودانيين للمشاركة فى تلك الأنتخابات وأن تشرف عليها وعلى الأستفتاءات القادمه كلها ثم تخلى طرفها وتسلم الوطن للسلطه الجديده على نحو سلمى ودون احتقانات كما حدث من حكومة سرالختم الخليفه بعد اكتوبر 1964 وكما حدث من الحكم العسكرى بقيادة سوار الذهب بعد الأنتفاضه، وبغير هذا فالطوفان!
وفى الختام اطرح سؤالا موجها للأخوه فى الشقيقه مصر، الا يشعرون بالخطر من مثل هذه الأفكار الجهاديه المتطرفه التى يروج لها الأنفصالى الطيب مصطفى؟
الا تحمل تلك الأفكار فى داخلها نذير خطر كبير على مصر وأصحاب العقول يميزون دون ان يحتاجوا منى الى كثير شرح وتفصيل مع من يمكن ان ينسق الطيب مصطفى اذا - لا سمح الله - حقق امنيته فى انفصال الجنوب وفرض هيمنته على شمال السودان ؟
ومع من فى مصر تلتقى افكار الطيب مصطفى الذى لا يبعده عن المؤتمر الوطنى سوى فترة زمنيه تحسم مسالة الوحده أو الأنفصال؟
آخر كلام:-
اللهم احفظ السودان واحدا موحدا سالما مسالما آمنا مطمئنا وأبعده عن الشر والأشرار.