الوحده الوحده يا عمر ! … بقلم: تاج السر حسين

 


 

 

 

royalprince33@yahoo.com

الوحده يا عمر .. لا هى بغله تعثرت فى أرض العراق ولا هى جلباب طويل ارتداه الخليفه الثانى فأحتج عليه احد الصحابه ورفض أن يسمع ويطيع حتى يعرف مصدره فى شجاعه نادره لا تحدث هذه الأيام فى بلاد المسلمين وأنما فى بلاد تموت من البرد حيتانها كما قال أديبنا الراحل الطيب صالح تسمونها فى ادبياتكم الجهاديه ديارالكفر.

 أهل تلك البلاد توصلوا بعد معاناة وحروب ودمار مثل الذى نعانى منه الآن الى قيمة انسانيه اسمها الديمقراطيه والعداله الأجتماعيه وحقوق الأنسان فتراضوا وتوافقوا على ذلك، تستجيب الأقليه لرغبة الأغلبيه وتحترم الأغلبيه وجهة نظر الأقليه دون اقحام للدين فى السياسه  مما يعنى انهم يطبقون (ولكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا) أو (لكم دينكم ولى دين) أكثر مما نطبقها نحن.

وعليه فأن الأقتراع والتصويت يقع بعد استيفاء الحوار فى حق البرامج والخطط  والمشاريع وتبادل المصالح والعلاقات بين الدول دون أن يقال هذا البلد غالبيته مسلمين وأقليته مسيحيين وأصحاب ديانات أخرى، فالدين علاقه بين الأنسان وخالقه، وما يهمنا فى العمل العام ما ينفع الناس ويصلح امر دنياهم من خلال العلم والتجارب الأنسانيه حتى نستطيع أن نثنى على المبدع ونكرمه وأن نحاسب المقصر دون أن نتهم بأننا خالفنا امر الهى.

بالأمس شاهدت واستمعت ومعى الملايين ليهودى على قناة الجزيره وهو ينتقد نظام اسرائيل العنصرى الأستبدادى ويطالب بمحاكمة قادتها امام كافة المحاكم، فلماذا يمنع مثل هذا الكلام الشجاع ومخالفة الحكام فى ديار المسلمين بعد أن قال ثانى الخلفاء الراشدين (متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم امهاتهم أحرارا).

على كل الأمر أعظم وأجل من ذلك كله وهو وحدة بلد وتماسكها.

جئتم للسلطه يا عمر .. عن طريق انقلاب عسكرى ووعدتم بانقاذ الوطن فهل انقذتموه؟

نعم كان الوطن يعانى من مشاكل عديده لكنه كان موحدا، والوحده وحدها تكفى وتغنى حتى لو بات اهل السودان كلهم جوعى ومهمشين.

تعذبنا يا عمر وتشردنا وتغربنا عن ديارنا وفقدنا ابناء وأخوان اعزاء نحسبهم من الشهداء، ابادت الحرب الأهليه الملايين فى الجنوب وفى دارفور وأحرقت القرى وأغتصبت النساء، لكن كل هذا يهون امام بقاء السودان موحدا.

كتبنا وأقمنا الندوات ولم نترك سبيلا من أجل الوحده وكنا نحذر من الأنفصال القادم ومنذ زمن بعيد فنحن نعرف السبب ولا نفعل كما يفعل النعام والمطبلاتيه وحارقى الأبخره الذين تهمهم انفسهم أكثر مما يهمهم الوطن موحدا.

الوحده يا عمر لا تتحقق بذهاب سيادتكم ونائبكم الى جوبا والأقامه فيها ولا تتحقق بحوافز أو مغريات فى الزمن الضائع ولا بشراء ذمم وتهجير من الشمال للجنوب أو من الجنوب للشمال.

ولا يمكن ان تتحقق بتزوير الأستفتاء وتزييف ارادة المواطن الجنوبى كما حدث فى الأنتخابات المعيبه التى فرقت السودانيين أكثر مما هى جمعتهم (مبروكه) عليكم !

لكن ما نحذر منه لو حدث تزوير فى الأستفتاء فانتظروا حربا ضروس لا تبقى ولا تذر سوف تلتهم العود اليابس والورق الأخضر.

الوحده يا عمر ان امكن اللحاق بقطارها المتجه بسرعه نحو الأنفصال لا تتحقق الا بنكران الذات وبقرارات تاريخيه شجاعه وتنازل مهما بلغ مداه يتمثل فى تعديل القوانين والدساتير من اجل ذلك الهدف السامى الذى يسمى (الوحده).

فى الأنظمه الديمقراطيه غير الدينيه حينما يتجه رأى الأمه ممثله فى مجلس نوابها المنتخب بصورة شفافه ونزيهه ودون تزوير نحو قرارت لا تتوافق مع مبادئ وقناعات القياده، لا تصادرالقياده تلك القرارات وتعطى نفسها الحق فى فرض بدائل مخالفه، على العكس من ذلك تماما تنسحب تلك القيادة الرشيده من حضور الجلسات خاصة لحظة اجراء التصويت أو تقدم استقالتها لفتره محدوده يتم فيها التصويت ويصدر القرار لصالح الوطن ومواطنيه وبعد ذلك تعود القياده الى مقاعدها.

يا عمر السياسه ببساطه تعرف بأنها فن الممكن وانها تخضع للمتغيرات وليس فيها صداقه دائمه أو عداوه دائمه.

وأنتم يا عمر تقودون حزبا هو حليف  للحركة الأسلاميه (حماس) فى فلسطين وفى ذات الوقت حزبكم المؤتمر الوطنى صديق حميم للحزب الشيوعى فى الصين الشعبيه ، ومع كل هذا التناقض يسخر الطيب مصطفى وشيعته من الشيوعى السودانى!

وهكذا السياسه والاعيبها التى لا علاقة لها بتكبيركم وتهلليلكم و(هى لله لا للسلطه ولا للجاه).

فاذا كان الأمر كذلك والسياسه والعلاقات الدوليه وضرورة التعامل مع العالم جعلتكم حلفاء (لحماس) وأصدقاء للحزب

الشيوعى الصينى الذى يحارب اخوانكم المسلمين الصينيين فلا نسمع لكم صوت احتجاج أو اعتراض أو شجب أو أدانه، فما هى المشكله اذا من أجل الوحده ان تنسوا الدساتير والأتفاقات والمواثيق والعهود التى تصاغ فى الأساس من أجل مصلحة الأوطان ورفهية شعوبها وأن تعلنوا السودان دولة مدنية لا دينيه، دولة المواطنه الحقيقيه التى تجمع السودانيين جميعا ولا تجعل مواطنا منهم درجه ثانيه ولا تميز بينهم  بسبب الدين أو

الجهة أو الثقافه.

وللمزيد من التنازلات أن تجمعوا امة السودان شمالا وجنوبا وشرقا وغربا تحت قيادة جنوبى يرشحه أهل الجنوب لا يفرض عليهم وعلينا ، وأن يكون أحد نوابه من أقيلم دارفور كذلك يختاره أهل دارفور بأنفسهم لا (سيسى) ولا (مسيس)!

ويومها لن يلومكم أحد اذا لم تتحقق الوحده وأختار شعب الجنوب الأنفصال، ويومها سوف تدركون بأن (باقان أموم) هو سودانى

صادق واصيل ووحدوى أكثر مما تتصورون، لكنه ينادى بالوحده على اساس جديد وهكذا كان يتمنى قرنق.

 

 

 

آراء