الوزير الخالد !
د. زهير السراج
9 February, 2022
9 February, 2022
مناظير الاربعاء 9 فبراير، 2022
manazzeer@yahoo.com
* لم أر فى حياتى شخصا مرواغا وجاحدا مثل (جبريل إبراهيم)، وحتى نتأكد من ذلك دعونا نستعرض بعض إجاباته فى حوار قبل يومين مع قناة سودانية 24 !
* السيد (جبريل) ــ الذى لا يزال يشغل منصب وزير المالية رغم رحيل الحكومة، فى سابقة لم يعرفها العالم من قبل حيث لم نر وزيرا ظل فى موقعه بعد إقالة أو إستقالة رئيس الحكومة ما عدا جبريل وبعض رفاقه ــ دعا إلى "الإسراع بتعيين رئيس وزراء مكلف، واعلن تمسك أطراف السلام في جوبا بتكوين حكومة كفاءات وطنية تضم سياسيين، وألّا تكون حصرًا على التكنوقراط" .. تخيلوا.
* نفس هذا الشخص ورفاقه وحلفاؤه كانوا يطالبون قبل الانقلاب بحل الحكومة وتكوين حكومة كفاءات (تكنوقراط)، ولكنها تحولت بقدرة قادر على ألسنتهم الآن إلى حكومة "كفاءات تضم سياسيين" حتى يستمروا فى مناصبهم، ويبرر ذلك بالقول ان السلطة لا تخلو من الصراع على المناصب والكراسى، رغم انه كان قبل الانقلاب يعيب على خصومه أو (حلفائه السابقين) الذين جاءوا به من اتون المعارك الى قلب السلطة احتكارهم للسلطة، ثم خدعهم وحل محلهم باسم (السلام المسكين) الذى لم نره يتحقق فى اى مكان ولا تزال دارفور تشتعل وتعانى من القتل وسفك الدماء اسوا مما كانت عليه فى السابق وانضم إليها كل السودان، بينما يرفل جبريل فى السلطة باسم السلام ويتحكم فى اموال الشعب الذى يُلهب ظهره كل يوم بسياط الزيادات الجديدة، ثم ينكرها ويعزوها لوزراء آخرين رغم انه وزير المالية المتحكم فى كل شئ، وكأنه عندما يلصقها بغيره يعتقدنا أننا أغبياء لا نعرف مَن هو السبب، إلا إذا كان سيادته من فصيلة التنابلة الذين لا يجيدون شيئا غير التهليل والتصفيق!
*ولا يكتفى الوزير الخالد ــ كنا فى السابق نسمع فقط بالرئيس الخالد، الآن صار هنالك الوزير الخالد ــ لا يكتفى بتكوين حكومة كفاءات وطنية تضم سياسيين، وإنما دعا فى سابقة أخرى الى عزل غير السياسيين (التكنوقراط) عن مراكز اتخاذ القرار، قائلا " يجب الا يكون مَن ليس لديه رأى سياسى فى موضع اتخاذ القرار "، ولتبرير هذا الحديث المختل لم يتورع (جبريل عليه السلام) عن الدخول فى علم الغيب قائلا بانه "لا يوجد تكنوقراط ليس لديه ميول سياسية" .. وهكذا هى السلطة تعمى البصر والبصيرة وتجعل المتسلط يظن انه مَن يملك الحكمة وحده ويعلم كل شئ، غير ان الغريب فى الموضوع ان المتسلطين عادة ما يأتيهم هذا الاحساس ـ حسب علماء النفس ـ بعد سنوات من التسلط، الا ان جبريل أتى إليه بصاروخ عابر للقارات، فملك الحكمة فى اقل من بضعة اشهر بعد احتكاره للحكم، ولا ادرى هل كان سيقول لو استمر بضع سنوات "انا ربكم الاعلى" كما قال فرعون لشعبه، ويُسخرنا لبناء (هرم) يُخلِّد ذكراه ويحتضن جسده الطاهر ويرفعه الى السماء عليه ثيابُ سندسٍ خضرٌ واستبرقٌ ليجد قصره المفروش بالدمقس والحرير وريش النعام فى اعلى الجنان؟!
* ورغم كل ما حُظى به السيد (جبريل) من خلود فى الوزارة وحكمة وسلطة لم يجدها أحد غيره فى اى بلد فى العالم من قبل، فإنه لا يزال حانقا وحاقدا على حلفائه السابقين الذين اجلسوه على كرسى الحكم وعاقبهم على ذلك كعقاب الملك (النعمان) لمهندس قصره (سنمار) الذى ألقى به من فوق القصر العالى، قائلا بانهم كانوا يسعون لابقاء الحركات الموقعة على السلام ــ ( الله يكون فى عون السلام) ــ على هامش السلطة رغم ان حلفاءه اعطوه ورفاقه كلما يريدون من مناصب وزارية وسيادية ومقاعد كثيرة فى المجلس التشريعى (الذى لم تقم له قائمة حتى الآن)، بل انهم جعلوا اتفاقية جوبا صاحبة اليد الاعلى على الوثيقة الدستورية وان احكامها هى التى تسرى إذا تعارض الاثنان، وهو أمر لا يمكن أن يحدث فى اى مكان فى العالم بأن يكون هنالك قانون أو اتفاق أعلى من الدستور، إلا انه اتهمهم ولا يزال بتهميشه ورفاقه رغم انهم كفلوا له كل هذه السلطات التى ابقته فى منصبه رغم حل الحكومة، ومنحته الخلود فى الحكم، فصار لدينا الوزير الخالد، بعد ان كان الخلود حكراً على الرؤساء وحدهم !
manazzeer@yahoo.com
* لم أر فى حياتى شخصا مرواغا وجاحدا مثل (جبريل إبراهيم)، وحتى نتأكد من ذلك دعونا نستعرض بعض إجاباته فى حوار قبل يومين مع قناة سودانية 24 !
* السيد (جبريل) ــ الذى لا يزال يشغل منصب وزير المالية رغم رحيل الحكومة، فى سابقة لم يعرفها العالم من قبل حيث لم نر وزيرا ظل فى موقعه بعد إقالة أو إستقالة رئيس الحكومة ما عدا جبريل وبعض رفاقه ــ دعا إلى "الإسراع بتعيين رئيس وزراء مكلف، واعلن تمسك أطراف السلام في جوبا بتكوين حكومة كفاءات وطنية تضم سياسيين، وألّا تكون حصرًا على التكنوقراط" .. تخيلوا.
* نفس هذا الشخص ورفاقه وحلفاؤه كانوا يطالبون قبل الانقلاب بحل الحكومة وتكوين حكومة كفاءات (تكنوقراط)، ولكنها تحولت بقدرة قادر على ألسنتهم الآن إلى حكومة "كفاءات تضم سياسيين" حتى يستمروا فى مناصبهم، ويبرر ذلك بالقول ان السلطة لا تخلو من الصراع على المناصب والكراسى، رغم انه كان قبل الانقلاب يعيب على خصومه أو (حلفائه السابقين) الذين جاءوا به من اتون المعارك الى قلب السلطة احتكارهم للسلطة، ثم خدعهم وحل محلهم باسم (السلام المسكين) الذى لم نره يتحقق فى اى مكان ولا تزال دارفور تشتعل وتعانى من القتل وسفك الدماء اسوا مما كانت عليه فى السابق وانضم إليها كل السودان، بينما يرفل جبريل فى السلطة باسم السلام ويتحكم فى اموال الشعب الذى يُلهب ظهره كل يوم بسياط الزيادات الجديدة، ثم ينكرها ويعزوها لوزراء آخرين رغم انه وزير المالية المتحكم فى كل شئ، وكأنه عندما يلصقها بغيره يعتقدنا أننا أغبياء لا نعرف مَن هو السبب، إلا إذا كان سيادته من فصيلة التنابلة الذين لا يجيدون شيئا غير التهليل والتصفيق!
*ولا يكتفى الوزير الخالد ــ كنا فى السابق نسمع فقط بالرئيس الخالد، الآن صار هنالك الوزير الخالد ــ لا يكتفى بتكوين حكومة كفاءات وطنية تضم سياسيين، وإنما دعا فى سابقة أخرى الى عزل غير السياسيين (التكنوقراط) عن مراكز اتخاذ القرار، قائلا " يجب الا يكون مَن ليس لديه رأى سياسى فى موضع اتخاذ القرار "، ولتبرير هذا الحديث المختل لم يتورع (جبريل عليه السلام) عن الدخول فى علم الغيب قائلا بانه "لا يوجد تكنوقراط ليس لديه ميول سياسية" .. وهكذا هى السلطة تعمى البصر والبصيرة وتجعل المتسلط يظن انه مَن يملك الحكمة وحده ويعلم كل شئ، غير ان الغريب فى الموضوع ان المتسلطين عادة ما يأتيهم هذا الاحساس ـ حسب علماء النفس ـ بعد سنوات من التسلط، الا ان جبريل أتى إليه بصاروخ عابر للقارات، فملك الحكمة فى اقل من بضعة اشهر بعد احتكاره للحكم، ولا ادرى هل كان سيقول لو استمر بضع سنوات "انا ربكم الاعلى" كما قال فرعون لشعبه، ويُسخرنا لبناء (هرم) يُخلِّد ذكراه ويحتضن جسده الطاهر ويرفعه الى السماء عليه ثيابُ سندسٍ خضرٌ واستبرقٌ ليجد قصره المفروش بالدمقس والحرير وريش النعام فى اعلى الجنان؟!
* ورغم كل ما حُظى به السيد (جبريل) من خلود فى الوزارة وحكمة وسلطة لم يجدها أحد غيره فى اى بلد فى العالم من قبل، فإنه لا يزال حانقا وحاقدا على حلفائه السابقين الذين اجلسوه على كرسى الحكم وعاقبهم على ذلك كعقاب الملك (النعمان) لمهندس قصره (سنمار) الذى ألقى به من فوق القصر العالى، قائلا بانهم كانوا يسعون لابقاء الحركات الموقعة على السلام ــ ( الله يكون فى عون السلام) ــ على هامش السلطة رغم ان حلفاءه اعطوه ورفاقه كلما يريدون من مناصب وزارية وسيادية ومقاعد كثيرة فى المجلس التشريعى (الذى لم تقم له قائمة حتى الآن)، بل انهم جعلوا اتفاقية جوبا صاحبة اليد الاعلى على الوثيقة الدستورية وان احكامها هى التى تسرى إذا تعارض الاثنان، وهو أمر لا يمكن أن يحدث فى اى مكان فى العالم بأن يكون هنالك قانون أو اتفاق أعلى من الدستور، إلا انه اتهمهم ولا يزال بتهميشه ورفاقه رغم انهم كفلوا له كل هذه السلطات التى ابقته فى منصبه رغم حل الحكومة، ومنحته الخلود فى الحكم، فصار لدينا الوزير الخالد، بعد ان كان الخلود حكراً على الرؤساء وحدهم !