الوضع الشاذ .. في حكومة الانقاذ – الحلقة الثانية

 


 

 



awatif124z@gmail.com
كلمة لابد منها :
يبدو أن  كل  مقال أكتبه هنا أو هناك يجعل العديد من جرذان النظام وكلابه الأمنية تخرج من جحورها مذعورة ليس للاساءة لشخصي بعيدا عن الموضوع المكتوب فحسب وانما حديثهم عن  علاقتي بأسرتي وأهلي وهم لا يعرفون من هم ولا أين يعيشون اليوم وهو أمرغير أخلاقي ولا يمت لسودانيتنا بصلة ولا الى تربيتنا ولكنه أمر قد اعتدت  عليه منذ مطلع التسعينيات وإعلاني لمواقفي المبدئية من نظام/اسلاموي / دموي / انقلابي / أخطبوطي / كريه .. وتلك كلها أمور لن تصرفني يوما عن قناعاتي الشخصية أو توقف كتاباتي التي أزعم أنها تعبرعن الملايين من المقهورين من أبناء  وبنات  شعبي ممن اختطف الانقاذيون حتى أحلامهم قسرا وأثروا على  حسابهم .. وذلك  نهج إرتضيته لنفسي ودفعت من أجله ثمنا باهظا يعرفه الكثيرون وسأظل ثابتا عليه  حتى آخر لحظة من حياتي طالت أم  قصرت .. يكفي أن هؤلاء يعملون تحت أسماء وهمية يتفنون في اختلاقها و( يستفرغون ) معلومات ينتجها لهم  خيالهم المريض حينما لا يعرفون عني سوى اسمي وما يقرأونه لي من كتابات واضح أنها تفعل بهم الأفاعيل وتشعل النار في مضاجعهم .. ويكفي كذلك أنهم انما يدافعون عن  قاتلي أطفالنا في دارفور والشرق  وجبال النوبة وجنوب كردفان والنيل الأرزق ومغتصبي نساءنا ومذلي رجالنا .. وهنا لابد أن أنحني شاكرا  ومقدرا لكل  أولئك الذين أعرفهم ولا الذبن لا أعرفهم ممن يدافعون عني علنا وسرا .. ولكل من بعث لي بحرف على بريدي الاليكتروني الخاص فانه تاج على راسي ونجمة تضيئ لي دربي وترقص على سنة يراعي .. وأعلم أن كلا منا يعمل بأصله ويظل عنوانا للبيت الذي جاء منه والأسرة التي أنجبته .. ولهؤلاء الكرام وأمثالهم  أكتب .. وأكتب .. وأكتب .. وسأظل .. والتحية بلا حدود لك ياعزيزتي ( نجلاء سيد أحمد ) أيتها الأم الفاضلة وعبرك لكل نساء بلادي .. بل لكل من يقف في وجه تجار الدين وسماسرة الاسلام  ومن يعملون  لحسابهم ويدافعون عنهم دون وازع من ضمير أو أخلاق وذلك في غباء مركب وغبن مدفون وحقد أسود وكراهية مكشوفة لكل ذي بصر أوبصيرة .
عفوا للاطالة ومعذرة ياسادتي  .. وبالعودة للشاذ في نظام الانقاذ وباختصار وايجاز فاني فقط أشير الى الملامح التالية في هذا الشأن دون تفصيل أو ترتيب أو ذكر أسماء حتى لا أقع في حرج ربما لا أقبله لنفسي.. وظني أن القارئ الكريم بفطنته  ومن الواقع المعاش سيعرف من أقصد ولمن أشير :
- اعتماد الكذب منهجا وعقيدة .
- نظام وضع كل السودان شعبا وأرضا  وإرثا وتاريخا وحضارة رهينة مقابل رجل واحد لا غيره أورث البلد  العزلة وجعلها ( مضحكة ) وسط العالم المتحضر.
- عادة رفع السبابة أو العصا والتكبير والتهليل في مواضع لا علاقة لها بهذا الثلاثي المعتاد من قبل نساء ورجال الانقاذ .
- وزير وحاكم وقاضي و( مسلم !!) يأمر بقتل النفس التي حرم الله الا بالحق .
- جيش عرمرم من  مستشارين ومساعدين لرئيس هارب من  العدالة الدولية وعابر للرئاسة على براميل من ( الخج!!) والتزوير .
- أطفال صغار( شفع) بمقاييس المناصب المعروفة هم اليوم  وزراء وحكام  وسفراء .. لا  بل وعقداء  وعمداء  ولواءات بالجيش والشرطة  .. وكذلك رؤساء تحرير للصحف .. لا بل ورؤساء  مجالس فيها .. لا بل وملاك لمؤسساتها .. ومحللون  سياسيون .. وأساتذة للعلوم السياسية بالجامعات السودانية ( لاحظ جامعات وليس  جامعة واحدة !!).
- إشغال الناس بانجازات مضحكة كمهرجانات للثقافة والغناء والليالي الملاح والتغني بذكرى مناسبات من القرن السابع عشر ونقل مباريات الدوري الممتاز لكرة القدم عبر تلفزيون الدولة الرسمي .... وهلمجرا ( كما يقول أبو الكلام ).
- وزيرة دولة للاعلام وشابة صغيرة تتحدث عن أمور عسكرية محضة مثل الحروب  والمعارك وانتصارات الجيش على الغلابة المساكين في قرى معزولة ولو كانت على رأس جبل .
- وزيرة  تملأ صورتها الشاشة ليل نهار وزجها وأطفالها في دول المهجر.
-  نساء لم يسمع بهن أحد في حياته هن  من يمثلن اليوم المرأة السودانية ويتحدثن بإسمها    في المحافل ومختلف المناسبات ذات العلاقة داخليا وخارجيا .
- حكومة حينما عجزت عن مواجهة معارضيها بالطرق الأخلاقية المعروفة أنشأت مابات يعرف بـ ( الكتائب الجهادية ) و( كتائب الموت ) و( بيعة الموت ) و( الدفاع الشعبي )         و( النفرة الكبرى ) و( كتائب الردع ) وخلافها من مسميات لا  توجد لدى أي نظام في هذا الكون على اتساعه الا في ( سودان الانقاذ ) .
- حكومة أنشأت - بعد 23 سنة عجافا - مفوضية لحقوق الانسان بعد أن قضت على هذا  الانسان وإنسانيته .
- وزيرة تعين شقيقها حارسا لها بدرجة حكومية رفيعة ( التحية هنا لمولانا الجسور سيف الدولة حمدنا الله ) .
- وزير ( دباب) معروف يعين زوجته سفيرة في دولة أوروبية .
- سفارات في الخارج كل من فيها من نفس الأسرة .
- برلمان ( مجلس وطني ) بلا معارضة وكل أعضائه من حزب حاكم لا عمل الا التهليل والتكبير والتصفيق والبصمة على كل  قرار .
- وزير يرفض قرار البرلمان بالمثول أمامه لاستجوابه في أمر يهم البلد ومواطنه .
- نظام  يبيع ملايين الأفدنة الزراعية لدولة أخرى ويمنحها حق التصرف فيها ووفقا  لقانون  تلك الدولة لا قوانين السودان .
- حكومة تنادي بشرع الله وأفرادها لا يطبقونها الا في الزواج ( أحيانا !!).
- حكومة فيها أكثر من 18 من  وزير وحاكم ولاية وسفيرومستشار يحملون جنسيات دول أجنبية بدءا من دولتي الجوار ( تشاد) و( ارتريا) ومرورا بـ ( بريطانيا) و( كندا) وليس انتهاء بـالولايات  المتحدة الامريكية ( الشيطان الأكبر!!).
- حكومة يحكمها دستور مفصلة مواده على مقاسها لا ترغب في تعديله أو تبديله .
- حكومة لا تعرف أدب الاستقالة  وحتى من تجرأ على ذلك رفض رأس النظام  استقالته حتى لا يرسي أدبا جديدا في منظومة الحكم .
- نظام يعذب النساء ضربا  واهانة واذلالا مغتصبا لمن يشاء منهن وقاتلا لمن يشاء ومشردا لمن يشاء  دون أن يرف له  جفن  أو تستقيظ  فيه نخوة أو رجولة .
- نظام تفنن وبرع في خلق العداوات ليس مع دول بعينها وانما مع المجتمع  الدولي بأسره الا  من رحم  ربي منه  .
- نظام يعيش  23 عاما على (باب الله !!) و( رزقه الذي لا يتوقف!) و(نعمه التي لا تنتهي !) دون أن يعمل للإله شيئا مما أمر وكأنما سبحانه وتعالى لا مخلوق له في هذا الكون الا أهل الانقاذ .. وأهل الانقاذ فقط تجلت قدرته وعلت .
- حكومة تتداخل اختصاصاتها  بحيث يصاب بالدوار من  يريد ان  يعرف من هو الوزير  ومن هو المستشار ومن هو الوالي ومن يحكم من ؟؟.
- حكومة  يدفع المسؤولون فيها بأبناء  الغلابة  المغرر بهم الى المحرفة في ساحات  الوغى لمقاتلة ( المتمردين !!!) فيما ينعم ابناؤهم بالراحة والرفاه ورغد العيش ونعيم الحياة والدراسة في أوروبا وأميركا  وكندا وخلافها من دول الغرب .
- حكومة تتداخل فيها مسؤولية الوزير بالتجارة من استيراد وتصدير وخلافهما.
- حكومة تملك جيشا عرمرما من عتاة  المفتين ودعاة السلطان للرجوع اليهم حتى عند سفر الرئيس .
- حكومة أكثر من  90% من رجالاتها لا هم لهم سواء جمع الثروة ( سحتا كان أم حراما) وبناء الفلل والأبراج والزواج مثنى وثلاث ورباع إسغلالا منحرفا للآية الكريمة ومعظمهن في سن بناتهم  وأصغر .
- حكومة جاءت من رحم مهترئ لـ (ثورة ) كذوبة أكلت ( أبوها !) رغم أن الجميع قد سمعوا بــ (الثورة ) التي تأكل بنيها .. لكن ثورة تأكل (أبوها ؟) .
- حكومة أشرس معارضيها اليوم هم جاءوا بها الينا ذات ليلة سوداء .
- حكومة يمارس أفرادها ما يخالف كل ما جاء في محكم تنزيله جهارا نهارا (  الفجور في الخصومة !!). 
- واخيرا : فوجئ المسافرون في  صالة المغادرة بمطار الخرطوم بإبليس وحوله جميع افراد عائلته  فسألوه : على وين ان شاء الله . فضحك إبليس وقال :  خلاص ما  عاد لي مكان  في بلد كل مسؤول  فيه  تنكر لي ونسى جمائلي عليه بعد أن أمرته : ( أنهب .. أسرق .. تزوج هذه وأردف بتلك .. بيع .. إشتري .. أبني .. ساوم .. قاول ...الخ ) ثم  ما أن نفذ وصيتي  وتحقق له  ما أراد من مال وفير ونعيم كثير وزوجة حسناء جاء بلافتة عريضة وملونة ووضعها على مكتبه وعليها : (هذا من فضل  ربي !!!) .

 

آراء