الوطن من ثقب حقوق الإنسان
العدل الإلهي والعدل الفطري الانساني ، وكل القيم الدينية والانسانية الوضعية ، وكل الحضارات والثقافات والتراث الانساني التاريخي ، تتفق على ارساء قيم حقوق الإنسان ، وتبادلها والحفاظ عليها.
وكل العالم حولنا يضع ويقتبس ويطابق ويشاارك ، ويشترك ويؤكد المعايير الإنسانية والقيم والاخلاق المقتبسة من كل الديانات وعادات الشعوب ، يتفق ويطبق ويحافظ على تلك الحقوق بإعتبارها القاسم المشترك الاعظم والضرورة القصوى والتي تمهد لحياة وتعايش كريمين.
ونحن في السودان لا نرعى ذلك ولا نطبقه وعليه وجب الان ان نتمثل للعدل الالهي وللقيم الانسانية في مراعاة حقوق الانسان.
ولأن الله سبحانه وتعالى نفسه قد كفل تلك الحقوق ، المعيشية المشتركة بمبدأ (الناس شركاء في الماء والنار والكلأ ) ، ثم الحقوق الفكرية والتوجه ( وهديناه النجدين )، (انا هديناه السبيلا اما شاكرا واما كفورا) ، وكفل الله في كتابه حق الخلاف والتنوع ( وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً ۖ وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ ).
انا ارى ان في السودان استلاب كامل في الحقوق ، ادى الى ما نحن فيه اليوم .
*فحق الإنسان السوداني مسلوب في الأسس والمناهج التربوية والتربية الاجتماعية :-*
- فلم تؤسس مناهجنا التربوية التعليمية على اساس وضع ومراعاة وتطبيق حقوق الانسان في عيشه ورفاهه وعيشه وامور دنياه.
- لا توجد حوافز تربوبية لمراعاة حقوق الاخر ، والمناهج مبنية على الغلبة ، والانا وحب الذات وعلى المنافسة بالتفرد ، والانفراد بالرأي .
- لم نرب على اساس انهاء حالة الفضول والتغول والطمع فيما في يد الاخرين.
- لم نرب على اساس العمل الجمعي والخير للجميع win-win living .
*والانسان السوداني حقه مسلوب رسميا :-*
- لا يعرف الحكام عندنا حقوق المواطن الفردية واخر ما يهمه هو المواطن .
- الاختراقات في حقوق الانسان ظهرت في ممارسة السياسة ، والحكم يدحرج لإدارة كل الوطن من حزب واحد مثلما نحن فيه الان ، ومن اولى اولويات حقوق الانسان ان يمثل في ادارة وطنه ان لم يك شخصيا وبكفاءته فبممثليه ، لكن :-
- التمثيل نفسه يتدحرج للموالاة السياسية لفريق دون بقية المواطنين ويعصف بحقوق الاخرين ، ويقصيهم ويهضم حقهم حتى في العيش في الوطن وهذا اكبر ظلم.
- من حق الانسان ان يمثل بلده بالشروط المرتضاة في الدستور المتفق عليه وفي الاعراف متى ما كان أكفأ.
- من حق الانسان ان يحكمه حاكم متفق عليه ، ممن يؤثر فيهم النزاهة والعدل والامانة والوطنية .
- من حق الانسان ان يكون حرا في فكره وفي حرية تعبيره في حدود اللياقة واحترام حقوق الاخرين كما قال مانديلا
My freedom ends, when your freedom starts.
- من حق الانسان ان يراجع حكامه ويحاسبهم ويناصحهم ويرجعهم لجادة الطريق ان كبو وان جنفوا وظلموا ، وعصوا الله ، من حقه ان يخرج من طوعهم بما يرضي الله ، وبشرط اتقاء طريقة التي تؤدي لفتنة اكبر ، فلا طاعة لمخلوق في معصية الخالق ، ومن حقهم عليه ان و
يشكر لهم ان احسنوا.
- من حق الانسان ان يبفى في وطنه ولا يهجر قسرا او دون قسر الا اذا اختار ذلك.
- من حق الانسان ان يكون له رأي مباشر او عبر ممثلين (ان صدقوا واتقوا وعدلوا ، رأي في كيفية ادارة وطنه وكيفية نمائه وتطويره وكيفية المحافظة عليه وكيفية علاقاته الخارجية ، وكيفبة سباسته ، وكيفية توزيع ثروته وكيفيه تطوير تنوعه .
- من حق الانسان ان يعيش آمنا حرا مطمئنا في وطنه والا يسرق نومه وراحته والا يتنقص امنه والا يخاف في كل العالم الا في وطنه.
- من حق الانسان العيش بحياة كريمة وان تراعى كرامته ودينه وعرضه وارضه واملاكه واسرته.
- من حق الانسان ان يعبر عن حريته و شعوره ويشارك الناس بوحدانه وملكاته وامكاناته وان يعبر عنها دون انتقاص لشعور الاخرين .
- من حق الانسان ان يتأكد من ان حقوقه تأتيه كاملة وغير منتقصة.
- ومن حقه ان ينتج ويجد خبزا ووقود (نارا)، وان توفر له الدولة مقومات الانتاج والعيش الكريم بمعايير ترفى لمستوى عيش الاخرين.
*وحقوق الوطن مهضومة :-*
- فمن حق الوطن الا يتشاجر عليه الاضداد ، ويهينوا كرامته وسمعته ومقدراته ويقسموا ارضه .
- من حق الوطن ان يحافظ الناس على سمعته وعلى ماركته ووجهه بين الشعوب.
والحقوق الاداب العامة مهضومة ومعدومة ، فنحن شعب لا نراعي اداب الشوارع والاماكن العامة ولا نقدر حقوق الاخرين فيها ، ومن حق المواطن ان ؛-
- تمهد له حكوماته الطريق وتيسر له التواصل والا تتخذ ذلك استثمارا خاصا يخص حزب بعينه لأن المدخول العام من هذا الاستثمار هو حق المواطن.
- والحقوق في الخدمة المدنية مهضومة ، لأن كثير ممن يقدم الخدمة لا يعرف ولا يؤمن بحق الاخرين وانه انما هو خادم لهم ،فمن حق الانسان ان تكون الشرطة خادمة له والأمن خادما له والجيش خادما له والرئيس خادما له وكل الوزراء واعضاء الحكومة. لكن :-
- حقوق الانسان عندنا في نوعية الحكم والحوكمة مهضومه في التمثيل وفي التجويدط ، تجويد الاداء وتجويد الاداىة ، وغير عادلة وغير نزيهة وغير امينة وغبر واعية لحقوق الوطن والمواطنين لأننا بسهولة لم نترب على ذلك وحكوماتنا منا وليست منزلة من السماء .
نحن نحتاج ان نراجع حقوق الانسان وتربيتنا بمعرفة حقوق الانسان ، وان نعرف كيف نراعيها ان كنا حكاما او محكومين .
وانعدام حقوق الانسان هو السبب الاول والاساسي لما نحن فيه .
ونحتاج ان نراجع فيمة الوعي لتقاسمنا للسلطة والثروة والعدل والهوية والتنوع
*ونحتاج ان نراجع تآريخنا وعلاقاتنا الخارجية.*
ونحتاج ان نعي ان الشعب السوداني الان لا يرضى هضم الحقوق ولا يرضى ان يكون تابعا دون ان تراعى حقوقه او ان ياخذها عنوة .
ونحتاح ان تعي حكوماتنا ان الشعوب ما عادت يتيمة وان العالم الخارجي الان اصبح اب من لا اب له وعضد من لا عضد له ويمين من لا يمين له ونصير من لا نصير له ، متى ما اجحفت الحكومات ومتى ما خرجت عن منظومة العالم ومتى ما هضمت الحقوق واكثرت العقوق.
واخيرا نحن نستحق ان نملك معارضة عادلة تعرف حقوقنا وحقوق الوطن .
ونحناج ان نجد وطنا صالحا بعيدا عن الصراع الايديولوجي بين يسار ويمين.
حاشية :-
"ربما اكون اليوم معك وغدا ضدك بقدر ما تكون انت من الحق "
والله من وراء القصد
rafeibashir@gmail.com