الوفاق الوطني… اسم الدلع الجديد للمحاصصات السياسية 

 


 

فيصل بسمة
12 April, 2022

 

بسم الله الرحمن الرحيم و أفضل الصلاة و أتم التسليم على سيدنا محمد.

في هذه الأيام النحسات من تاريخ الشعوب السودانية تداعت جماعات من: الأرزقية و الطفيلية السياسية و إنتهازي الطآئفية و الصوفية و الحركات المتمردة المسلحة و الفاقد السياسي للجماعة الإنقاذية المتأسلمة (الكيزان) و العديد من أصحاب الغرض و العاهات السياسية و في أوسطهم المرتزقة و عملآء دول شمال وادي النيل و شبه الجزيرة الأعرابية و الخليج الفارسي تداعوا متهافتين يتبارون في صياغة و إخراج ”مبادرات“ أسموها ”وفاق“ و وصفوها بأنها ”وطنية“ و تدعو إلى ”التعافي“...

و الملاحظ في أغلب هذه ”المبادرات“ هو الحرص الشديد على عدم إغضاب اللجنة الأمنية العليا لنظام الجماعة الإنقاذية المتأسلمة (الكيزان) من العسكر الإنقلابيين و المرتزق حميدتي قآئد مليشيات الجنجويد (الدعم السريع)...

و يأتي ذكر (ثورة ديسمبر المجيدة) في تلك ”المبادرات“ من باب الموضة و (حاكونا حاكونا) مع تحاشي ذكر مقاضاة مدبري إنقلاب الثلاثين من يونيو ١٩٨٩ ميلادية و محاكمتهم على ما إرتكبوه من جرآئم و فساد ، و مع تحاشي ذكر خطوات تفكيك النظام و الأجهزة التي تمكنت و ترتبت على ذلك الإنقلاب ، و مع التقاضي عن الحديث عن مقاضاة مرتكبي مجزرة فض إعتصام القيادة العامة في يونيو ٢٠١٩ ميلادية و قتل الثوار الذي ما زال مستمراً...

و تتحاشى كل ”المبادرات“ الخوض في كيفية معالجة الإنفلات و العبث و الفوضى الأمنية السآئدة ، و تفاصيل الخطوات التي تتبع لإصلاح الضعف و العوار البآئن في القوات المسلحة و بقية القوات النظامية و التخلص من سرطان المرتزق حميدتي و مليشيا الجنجويد (الدعم السريع) و بقية المليشيات المسلحة و قادتها من المرتزقة المتمردين و كتآئب الظل الكيزانية التي عاودت نشاطها العلني ، و عوضاً عن ذلك تتحدث بعض من تلك ”المبادرات“ عن (دمج) المليشيات في القوات المسلحة و القوات النظامية الأخرى مما يجعل الباب مفتوحاً على مصرعيه لولوج أمرآء الحروب و القتلة و المرتزقة و الجهلة و العملآء و الأجانب في القوات النظامية (عشان يتمو الناقصة)...

جوهر هذه ”المبادرات“ هي تناسي كل ما كان من أمر الثورة و الحفاظ على الوضع الهلامي السآئد الأن ، و صرف الشعوب السودانية عن ثورتها و عن المناداة بالحرية و التغيير و الإصلاح الحقيقي و الشامل و العدالة و مقاضاة و محاسبة القتلة و المجرمين و الفاسدين و عوضاً عن ذلك محاولات إلهآء الناس بالأحاديث السمجة المكررة عن سخافات ”الوفاق“ و ”التعافي“...

الهدف الأساسي من هذه ”المبادرات“ هو ضمان إفلات عسكر اللجنة الأمنية العليا لنظام الجماعة الإنقاذية المتأسلمة (الكيزان) من المحاسبة و نيل العقاب على الجرآئم التي إرتكبوها في حق الثوار و الشعوب السودانية مع إعطآءهم الحصانات اللازمة ، و كذلك الحفاظ على المكاسب السياسية و المحاصصات التي حصلت عليها تلك الجماعات الإنتهازية و المتمردون و المرتزقة و بالأخص المحافظة على ما سمي زوراً و بهتاناً إتفاقية سلام جوبا...

و سنام كل تلك المبادرات هي خلق أجسام سيادية و تنفيذية و تشريعية و قضآئية صورية (لا تودي لا تجيب) تكرس هيمنة العسكر المتورطين و حميدتي و تضفي عليهم الشرعية مع المحافظة على مصالحهم و مصالح الجماعات الإنتهازية و الدول الراعية لهم (الشقيقة و البعيدة) ، ثم بعد ذلك الهرولة إلى الإنتخابات من ذات الصناديق المخجوجة المصنوعة الدوآئر في شمال الوادي و شبه الجزيرة الأعرابية و الخليج الفارسي و إريتريا و تشاد...

إنتخابات تعيد تدوير ذات النفايات السياسية القديمة البالية ، إنتخابات مستعجلة و غير نزيهة تقود بلاد السودان و الشعوب السودانية في ذات الطريق القديم... طريق الفشل و أحزاب الأفراد و الجماعات السياسية و الإنتهازيين و العملآء و المرتزقة و المغامرين من العسكر الموهومين... طريق الدبابات و الإنقلابات و البيانات الأولى التي لن يتوقف بثها من المذياع و شاشات التلڨزيونات ، و التي أوردت بلاد السودان الإحتراب و الهلاك و الدمار و الفوضى و أورثت الشعوب السودانية التخلف و الفقر...

لا بديل للثورة الشاملة التي تقضي على الجماعة الإنقاذية المتأسلمة (الكيزان) و الأرزقية و الطفيلية السياسية و الإنتهازيين و المرتزقة مع المحاسبة...

ثورة تقيم دولة المؤسسات و العدالة ، ثورة تحقق السلام و الإصلاح و النمآء...

و الحمد لله رب العالمين و أفضل الصلاة و أتم التسليم على سيدنا محمد.


فيصل بسمة

fbasama@gmail.com

 

آراء