الولايات المتحدة تقول انها فقدت الاتصال بحمدوك الذي تحول الي رهينة في مكان مجهول

 


 

محمد فضل علي
26 October, 2021

 

من هي الجهة التي استخدمت البرهان وورطته ليجد نفسه في مواجهة العزلة الدولية ومواجهة العالم منفردا بعد ساعات قليلة من بيانه الذي لامثيل له في مبرراته ودوافعه في كل السوابق الانقلابية التي شهدها السودان من قبل.
ماجري في السودان بالامس و البيان الذي اذاعة الجنرال عبد الفتاح البرهان يعتبر عملية اغرب من الخيال ويصعب تفسيرها بالمنطق المادي اللهم الا وصفها بعمي البصيرة بكل ماتحمله تلك العبارة من معني والتي تطلق في العادة عند تورط جهة او شخص ما في اتخاذ موقف او قرار غير ضروري تنتج عنه خسائر فادحة وجسيمة لنفس الجهة او الشخص الذي اصدر القرار.
من المعروف ان المواطن السوداني والجنرال عبد الفتاح البرهان لايملك القدرة ولا الخبرة ولا الخلفية السياسية التي تجعله يقوم بمثل هذا العمل الذي نتجت عنه عزلة دولية كاملة ومبكرة لتلك المغامرة الطائشة فمن هي الجهة التي استخدمت البرهان في التخطيط وتنفيذ هذه المغامرة ليصبح اشبه بشخص اجبر علي السير ماشيا علي حقل الغام ...
وكيف يبرر البرهان انقلابه علي شركاء الحكم بالفشل والاخفاق وهو الشريك الرئيسي في تلك المرحلة من الحكم.
من الواضح ان الجنرال البرهان قد اناب في بيانه عن مراكز القوي والفساد واعوان النظام السابق باصدارة قرار بتجميد قرار لجنة ازالة الفساد والتمكين وقرارات اخري ترتبت عليها ردود فعل شعبية غاضبة وانتفاضة شعبية حقيقية من المرجح ان تتواصل وان تتزايد قوتها وزخمها بالتزامن مع الدعم الدولي الكامل لحركة الشارع السوداني والذي من الممكن ان يتطور ايضا الي قرارات دولية رادعة قد تصل الي مرحلة التدخل الدولي المباشر اذا استمر سقوط الضحايا وقتل المتظاهرين والمعارضين للمغامرة الانقلابية او اللجوء الي حشد بعض الميليشيات المسلحة لمواجهة الطوفان البشري الهادر في الشوارع السودانية الذي يتحدي الانقلاب بعد ان انضم الي جبهة الرفض الشعبي للانقلاب حتي اكثر المعارضين والمتحفظين علي سياسات وتوجهات الحكومة الانتقالية مثل الحزب الشيوعي السوداني وجهات وجماعات وافراد انضموا الي جبهة المقاومة الشعبية للمغامرة الانقلابية الطائشة علي الرغم من تحفظاتهم ورفضهم للكثير من سياسات وتوجهات الحكومة الانتقالية .
خطورة الامر اصبحت تتمثل في احتمال استخدام المعتقلين من الحكومة الانتقالية كرهائن في سابقة ليس لها مثيل في تاريخ السياسة السودانية بطريقة اثارت مخاوف المجتمع الدولي من النتائج التي من الممكن ان تترتب علي هذا النوع من الابتزاز الاجرامي الخطير.
وفي هذا الصدد فقد قال المبعوث الأميركي الخاص لشؤون القرن الإفريقي ان بلاده قد فقدت الاتصال برئيس الوزراء السوداني المعتقل عبد الله حمدوك وانها قد حاولت الاتصال به لمرتين تكللت بالفشل مما قد يفتح الباب امام تصعيد دولي في مواجهة السلطة الانقلابية التي يمثلها حتي هذه اللحظة في العلن الجنرال البرهان وحده اذا استمر الوضع علي ماهو علية دون التاكد من سلامة رئيس الوزراء السودانية وبقية الوزراء المعتقلين او عدم الكشف عن اماكن اعتقالهم وتمكين اسرهم وبعض الجهات القانونية من مقابلتهم في اماكن اعتقالهم.
احتمال نجاح المغامرة الانقلابية في السودان يعتبر حتي هذه اللحظة وبكل المقاييس وبالنظر الي قرائن الاحوال وردود الفعل الداخلية والخارجية يعتبر صفر بالمائة اذا جاز التعبير ..
ومن الصعب التهكن بما قد يحدث خلال الساعات القليلة القادمة والمصيرية وما يمكن ان يحدث في السودان وهل يستمر البرهان ومن معه في المكابرة المسلحة والقمع وتحدي الشارع وتجاهل العزلة الدولية ام يتعقل الرجل ويبادر بنوع من حسن النية لفتح الباب امام تسوية سياسية سيكون اقل ثمن مقبول لها من اجل الحفاظ علي الامن والاستقرار وكبح جماح تدخلات دولية توفرت كل اسبابها ومبرراتها هو اعادة اللامور سيرتها الاولي والافراج الغير مشروط عن رئيس الوزراء وبقية الوزراء المعتقلين والسماح لهم بمباشرة اعمالهم دون قيد او شرط والجلوس معهم علي طاولة واحدة لبحث صيغة لاستمرار تلك الشراكة المعطوبة والفاشلة اصلا باعتبارها امر واقع يصعب اصلاحه عن طريق الانقلابات واستفزاز مشاعر الملايين وبطرق ووسائل غير قانونية او دستورية لفرض الامر الواقع وتمرير اجندات معينة.
/////////////////////

 

آراء