الوليد الحسين الرجل النموذج .. بقلم : بدرالدين حسن علي
badrali861@gmail.com
عشت في كندا حتى اليوم 15عاما ، ونفس هذه الأعوام ما يزال يعيشها صديقي في الخليج ، وتحديدا في المملكة العربية السعودية ، ولكن الود والإحاء والصداقة ظلت قائمة بيننا لم تنقطع أبدا ،
فقد ظللنا طيلة هذه السنوات على إتصال دائم ، خاصة في النت والهاتف ،
يكاد يعرف عني كل صغيرة
وكبيرة ، كما أكاد أحس بأنفاسه ، أحيانا تمتد المحادثة الهاتفية لساعة
كاملة ، نكون فيها قد ناقشنا الكثير من الموضوعات ، وتبادلنا بعض
التكليفات الأسرية والأخوية وننجزها بروح أخوية بلا شكر أو عرفان ، أقرأ
جميع الصحف السعودية في النت ويفعل مثلي فيما يتعلق بجميع الصحف الكندية
.
بالطبع الحياة في كندا وأمريكا وأوروبا
مختلفة عن تلك التي في السعودية وقطر والإمارات وغيرها من البلدان
الخليجية والعربية ، وهناك الكثير الذي يجمع بين الناس هنا وفي الخليج ،
وهناك أيضا فوارق بين الحياة هنا في كندا وتلك التي في السعودية، مؤخرا
أتى عدد كبير من أصدقائي في السعودية إلى كندا ، بعضهم تركوا عائلاتهم
هنا وعادوا للسعودية لمواصلة عملهم ، وجميعهم هنا في كندا سعداء يتنسمون
الحرية صباح مساء ، في الفترة الأخيرة تلقيت عددا من الإتصالات الهاتفية
يسألون عن الرجل النموذج الوليد الحسين ، ودائما ما أرد أنه بخير ، رغم
إدراكي التام أنه يتعرض لمحنة ، ليس هو فقط ولكن حتى أسرته ، عندما غادرت
السودان تركت في غرفة منزلنا لافتة كبيرة تقول : سأصبر حتى يعجز الصبر عن
صبري ، سأصبر حتى يأذن الله في أمري ، سأصبر حتى يعلم الصبر أني صابر على
شيئ أمر من الصبر
هناك أغنية شهيرة جدا في السودان وفي العالم العربي خاصة السعودية ،
بغنيها المطرب الكبير صلاح بن البادية بقول فيها :
يا ملك عايزينك ديمة تكون ملك ... ملك عظيم يا زول
وبقول كمان :
قالوا الأمير زي الملك
ده كذب يا زول
كيفن أمير يعادل الملك
طبعا السودانيون يحبون الغنا والفرفشة والجدية والكلام الجد ، السعوديون
أيضا يحبون الغنا و ........ومازلت أذكر تلك الفتاة السعودية الكويتية ،
حلا الترك وأيام الفرج
لي أصدقاء قدموا وما زالوا أروع الأعمال الفنية في السعودية ،
عفوك الملك سلمان لي صديق إسمه الوليد الحسين محتجز في أحد
السجون السعودية للشهر الرابع على التوالي ، ولا يعرف أحد ما هي تهمته ،
وهو مقيم في السعودية لنحو 15 عاما إقامة قانونية ويعمل في قطاع
الإلكترونيات خدم و يخدم السعودية وكذلك وطنه السودان
يخبرنا التاريخ أن الرئيس الأميركي فرانكلين
روزفلت ومؤسس المملكة العربية السعودية الملك عبد العزيز آل سعود توصلا
إلى اتفاق عام 1945 على متن المدمرة الأميركية "كوينسي"، وأن هذا الاتفاق
أعيد تجديده عام 2005 بين الرئيس الأميركي جورج دبليو بوش والمملكة
السعودية، من أجل مصالح جيوإستراتجية ومصالح إقتصادية بين البلدين
والحضارة هي قبل أي شيء مجموعة من القيم مثل
الحرية والعدالة الإجتماعية ، فهلا أصدرت أوامرك بإطلاق سراح الوليد ،
فهو قد قضى سنواته ال 15 في خدمة بلده وخدمة السعودية ، ولا يمكن أن يكون
ذلك جزاؤه !!!!!