الى السيدين البرهان وحميدتي – الحل داخل السودان

 


 

 

قال الإمام الشافعي:
ماحك جلد مثل ظفرك* فتول انت جميع امرك
كما يقول الخواجات وفي نفس هذا المعنى : اذا اردت اتقان عمل ما فأعمله بنفسك
(If you need thing well done, do it yourself)
هذين القولين ينطبقان تماما على مشكلتنا السودانية التي استعصى حلها على الجميع من احزاب، ولجان مقاومة، وامم متحدة، واتحاد افريقيا، والإتحاد الأوروبي، وأمريكا، وآخرين). وسبب استعصائها لأننا نبحث عن حلها خارج حدود الوطن بينما الحل في داخله، وبأيدنا نحن فقط وليس بيد عمرو خارج الحدود. وحتى من بيننا نحن كسودانيين، فإن حل مشكلتنا حصريا بيد هذين الرجلين (البرهان وحميدتي)، سارقي احلام الشعب السوداني “Dream Stealers”.
والله انا ارى ان مشكلة السودان مشكلة سطحية بكل ما تحمله هذه الكلمة من معنى وبالتالي فهي لا تحتاج الى تخدير كامل او جزئي او موضعي ولا حتى تحتاج منا ان نذهب بها الى ابسط عيادة، لأن حلها في سريري كل من البرهان وحميدتي وبعدما ينتهيان من جميع اعمالهما ومشاغلهما اليومية ويتجهان الى سريريهما للنوم. يعني من بساطة مشكلة السودان انها لاتحتاج حتى الى اجتماعات وتكوين لجان ومسهلين داخليين وخارجيين. وهنا اقدم لكل من البرهان حميدتي وصفة سحرية وعملية لحل المشكلة في الروشتة التالية:
قبل الخلود للنوم بخمس دقائق وعندما تستلقيان على سريريكما، ان توجها لنفسكما الأسئلة التالية:
س1: اين موقع قلبيكما من الوطنية وماذا يفهمان عنها؟
س2: ما مدى معرفتكما بعظم الأمانة التي قال عنها الحق تبارك وتعالى (انا عرضنا الأمانة على السموات والأرض والجبال فأبين ان يحملنها واشفقن منها وحملها الإنسان انه كان ظلوما جهولا) الأحزاب (72) .
س3: هل تفهمان معنى الحديث الصحيح ( كلكم راعي ومسؤول عن رعيته، فالإمام راع وهو مسؤول عن رعيته، والرجل في اهله راعي وهو مسؤول عن رعيته، والمرأة في بيت زوجها راعية وهي مسؤولة عن رعيتها، والخادم في مال سيده راع وهو مسؤول عن رعيته).
الم اقل لكم ان حل مشكلة السودان بسيطة، ويكمن حلها في ايجاد هذين الشخصين للإجابة الصحيحة لهذه الأسئلة البسيطة والتي لا يتطلب حلها اكثر من خمس دقائق. وما ان يصبح الصبح الا ويتجهان الى تلفزيون السودان ويعلنا تراجعهما عن انقلابهما المشؤوم ومن ثم يعلنان حل مشكلة السودان من خلال ردهما الصحيح على هذه الأسئلة الثلاثة البسيطة. ويادار ما دخلك شر. ويخلصان من وعثاء السفر، وعناء استقبال الوفود وضيافتهم من خزينتنا الخاوية، وننتهي نحن من كآبة المنظروسوء المنقلب في الأهل والوطن.
وقبل ان اختتم المقال لابد لي من ارسال رسائل خاصة الى السيد/حميدتي ، رئيس اللجنة الإقتصادية، القديمة المتجددة، لأقول له:
ان معظمنا يعلم ان العمارات الكثيرة المنتشرة في العاصمة - والتي لحميدتي نصيب الأسد منها- ان هذه العمارات اغلبها تقوم على اعمـدة خرصانية. وان هذه الأعمدة عبارة عن خلطة تتكون من خرصانة، رملة، حديد، اسمنت، وموية. ولكن السؤال هنا، هل يا ترى كل الذين يعرفون هذه المعلومة بأستطاعتهم ان ينشؤوا اعمدة تحمل حمولة هذه العمارات؟ بالتأكيد الجواب لا. لأن سر هذه الخلطة بيد المهندس الذي درس لست سنوات نال فيها شهادة الهندسةومسجل معتمد لدى الشئون الهندسية. والا اذا ترك الأمر لنا نحن عامة الناس، ولكل من هب ودب يخلط هذه المواد كما يشاء وينشأ بها عمارة على كيفه، فسوف تكون النتيجة بلا شك كارثية.
عشان كده رسالتي التي اود ان اوصلها بهذا المثل البسيط للسيد/ حميدتي، هو ان يعطي الخبز لخبازه ولو ياكل نصفه، وان لا يتشعبط في موضوع الإقتصاد ويلت ويعجن ويركبنا اعمدة الكركابة والتي حتما سوف تهوي بنا قبل ان نصل ام روابة. وعندها سنقول للسودانيين جاكم موت الضان يا تاركين الصلاة.
رسالة اخرى لحميدتي، بأنه نسبة لإنشغالك بحل الأزمة الإقتصادية السودانية فإنك اكيد ما متابع الحرب الروسيةالأوكرانية، لذلك اوصيك بأن تكلف ثرثار الوسط/ التوم هجو، وثرثار الغرب/ عبد الله مسار، بمتابعة القنوات الفضائية لينقلا لك كيف ان ديك السرة السيد بوتن، اصبح يباهي العالم بذهب السودان المنهوب. كذلك لا ينسوا ان يبلغوك ان ديك السرة بوتن، قد اصدر مرسوما أمر بموجبه جميع البنوك في روسيا بعدم تسليم أي كائن كان عمله اجنبية حتى 9 سبتمبر 2022م والمستعجل يأخذ فلوسه بالروبل الروسي الذي هوى لمستوى لم يبلغه في حياته. حيث اصبح كل سنت من الدولار يعادل اكثر من 160 روبل روسي ، علما ان الدولار فيه مائة سنت. معنى كده اصبحت قيمة دهبنا المنهوب والمخزن في روسيا، صفر كبير، تماما كما هو حال قيمة منتجاتنا التي سرقها المصريين مقابل عملة مزورة.
اختتم هذا المقال برسالة اخيرة لهذين الشخصين معا (البرهان وحميدتي) لأقول لهما اهمدوا واحبطوا في الوطا. فحل مشكلة السودان وبشكل حصري داخل السودان (exclusively inside) وبنسبة 95% بيديكما انتما الإثنين. وكل المطلوب منكما ان تعملا بالوصفة السحرية اعلاه وتحكمان صوت العقل وتخلصا النية وتتسلحا بالشجاعة، وتعليا من قيم الوطنية في نفسيكما الأمارة بالسوء، وتستشعرا عظم المسؤولية الملقاة على عاتقيكما وكذلك الأمانة التي تصدرتما حملها ايهما الجهولين الظلومين.
وليعلم السيدين البرهان وحميدتي، انه ما من دولة في وجه الأرض يمكنها ان تعطيكما حلا لمشكلة السودان، بدون مقابل او بدون ان يكون لمصلحة تلك الدولة مصلحة تفوق مصلحة وطنا اضعافا مضاعفة، وإلا لوصمت تلك الدولة بالخيانة الوطنية. ومثلنا السوداني البدوي يؤكد هذا المفهوم و يقول يا سيد حميدتي
"لو بدهنك امسحوا في جمالك".
جدودنا زمان وصونا على الوطن وعلى ترابو الغالي الما ليه ثمن.
وينك يالبرهان ولجنتك الأمنية من هذه الوصية؟

اوهاج م صالح

owhajs2021@gmail.com
////////////////////////

 

 

آراء