الى متى سنظل فى انتظار الحكومة الجديدة
د . صلاح الدين خليل عثمان
13 November, 2011
13 November, 2011
بسم الله الرحمن الرحيم
تحدثت كثيرا وكالمعتاد دون جدوى ، ويحسن بنا الآن أن نعود الىالتأكيد على القضايا الأساسية المتعلقة ونستطلع آفاق الحل السياسى وتشكيل الحكومة المرتقبة ، الاجتماعات والمماطلة أضحت بادرة خطرة تنمو وتستفحل وتتمثل فى بذربذور الأوهام والتفكك داخل صفوف الأحزاب ، وتعلمنا من التجارب أن الخلاف فى الرأى وتعدد وجهات النظر لا يترتب عليهما بالضرورة حدوث تأخير أو انقسامات بل يمكن أن يؤدى التنوع فى الآراء والمواقف الى وحدة وطنية أقوى وأصلب ، غير أن هذه الوحدة لا تتحقق الا من خلال منهج وطنى يدعو الى التغيير فى كل شئ ، ومن المذهل حقا أن نرى المؤتمر الوطنى يضع من الشروط التعجيزية لشكل الحكومة الجديدة . أعتقد أنه آن الأوان لتجاوز مثل هذه العقبات وندع حديث النيات ونحاول أن نضع أيدينا على لب الخلاف سياسيا كان أو فكريا أو ايديولوجيا حتى تذوب كل الجمل والشعارات الملتهبة ويعود الوفاق وتزول الأحطاء المتصلة بحرية الفرد و المجتمع . أقول وأكرر القول مالم نتسلح بالنظرة الشاملة الى هذا الوطن وما لم ننطلق فى معالجة كل القضايا الجزئية من نظرة كلية ، فان شعاراتنا المرحلية مهما بدت وطنية ستسبب الفرقة والشتات بدلا من الوحدة و التجمع . اننا لا نرسد ان نخوض معارك ضارية وعنيفة فى الميادين السياسية أو العسكرية لانها لا تحقق شيئا لكنها فرصة لاختراق صفوفنا ، واذا صح هذا على القوى السياسية تجنب الوقوع فى هذه المصيدة . ان الظروف التى يمر بها السودان تمثلت فى ضرورة التغيير وتشكيل الحكومة الوطنية وقبول الأمر الواقع تمشيا مع الربيع العربى وبدون خسائر فى الأرواح وهذا فى اعتقادى عين العثل .
لقد حفل الجو السياسى طوال سنين انقلاب الانقاذ بضجيج شديد اختلطت فيه الصوا بط وتضاربت الآراء وتصاعدت المهاترات وأساليب التشديد الكلامى حتى بلغ الصدام حد اراقة الدماء وكثرت المزايدات فى سوق السياسة الحزبية ن وقد أعاد عذا الى الأذهان صورا من الماضى كنا نظن أنها اندثرت نهائيا تحت الأنقاض السياسية . نعم أعادت الى الأذهان صور من عهد حرب الكلام واتسمت بطابع رد الفعل ازاء تصرفات الآخر ولم تأخذ بطابع الفعل . الوقت الآن وقت مصارحه و الاسراع بالحكومة ضرورة حنمية ومرتهن بنضجنا السياسى أى بقدرتنا على ادراك الحقائق ادراكا لا تحد منه العواطف وان ترتب عليها النتائج اللازمة فى صراحة لا تحد منها المجاملات . نريد أن نكون دولة ديموقراطية عصرية وعلمية نحرص على وحدة القوى الوطنية واشاعة جو من الحرية فلا يمكن أن نصنع سعادة الناس رغم أنوفهم ولكن حين يحس الناس و الشباب منهم أنهم يعيشون فى سجن تضيق فيه سبل الحياة سينفجرون وتنتهى الحجج وتفتح الآفاق واسعة ويأتى التغيير مهما بلغتا لتضحيات فى مذبحة الوطن من أجل حياة حرة كريمة ووطن شامخ
أ . د / صلاح الدين خليل عثمان أبو ريان.... أمدرمان
salah osman [prof.salah@yahoo.com]