اليابان وأنابيب النفط فى جنوب السودان

 


 

د. أحمد خير
2 September, 2010

 

يدور لغط بين المثقفين فى شمال السودان حول ماسيحدث بعد الإستفتاء المزمع فى يناير 2011 بما معناه هل سيبقى السودان متحدا كما هو ولكن على أسس جديدة تكفل الحرية والديمقراطية للجميع ، أم أن نتيجة التصويت من المرجح أن تكون فى صالح إنفصال الجنوب وبها يصبح السودان فى شكل جغرافى جديد تقطنه قبال متفرقة باعدت بينها حدود جغرافية جديدة كفلت لكل جزء السيادة الكاملة على أراضيه بمسميات لم تظهر بعد .
أسوق ذلك نتيجة ما أوردته وكالات الأنباء حول مايدور  وراء الكواليس . ليس بين قيادات الشمال والجنوب ولكن بين أطراف أخر. والأطراف الأخرى هنا شملت شركات أجنبية باتت تعمل وتتعامل مع السودان المقسم كأنه واقع وليس فى علم الغيب كما يتوهم بعض من أبناء السودان !
نعلم أن سوق المال والأعمال يتطلب العمل بجد وتصور ماسيحدث وسرعة إتخاذ القرار وليس إنتظار ماسيحدث وإلا فات القطار.  لذا هناك من له جاهزية الإستثمار فى جنوب السودان بحكم ماسيحدث من إنقسام أو إنفصال أو إستقلال ومن أولئك شركة تايوتا تسوشو اليابانية التى  كما أوردته وكالات الأنباء تقدمت  بإقتراح للحكومة الكينية لإقامة خط أنابيب بترول فى جنوب السودان بما مقداره بليون ونصف بليون دولار أمريكى .
الخط المقترح سيربط مناطق إنتاج البترول فى جنوب السودان بميناء لامو  فى جزيرة لامو الكينية .
لقد ناقشت الشركة اليابانية مقترح إقامة مشروع أنابيب النفط كما جاء على لسان مديرها التنفيذى السيد/ تاكاشى هاتورى مع المسئولين فى الحكومة الكينية والشركة بصدد عرض الموضوع على حكومة جنوب السودان .
كما جاء فى تصريحات شركة تايوتا تسوشو أن سعة الأنابيب المقترحة ستكون 000 و450 برميل يوميا وتمتد إلى مسافة 400و1 كيلومتر (870 ميل) .
بالطبع المشروع اليابانى ( على الأقل بصورته الراهنة ) لم يعطى بالاً لأنابيب البترول القائمة الآن الممتدة من مناطق الإنتاج فى جنوب السودان إلى ميناء بورتسودان . ونتساءل: هل كل مايحدث الآن فى جنوب السودان هو من باب الضغوط على حكومة الشمال ، أم أن الوهم الذى نعيش فيه  القائل بأن الإستفتاء سيكون فى صالح وحدة التراب السودانى  هو مجرد أكاذيب تكشفها حقائق ؟
أتمنى أن تعمل الحكومة المركزية بأقصى مالديها وأن توسع من مواعينها لإشراك  كل من يمكنه أن يعين فى جعل الوحدة جاذبة حتى وان لم يكن هناك من الوقت مايكفى لإقناع أهلنا فى الجنوب . ولايأس مع الحياة .
Ahmed Kheir [aikheir@yahoo.com]

 

آراء