امدرمان مدينة ذهبية على قمة التل: في رثاء الامام ودفع الله حاج يوسف
لا تحدثني عن اسمالها وتأمل الفتلات الذهبية التي تتخلل تلك الاسمال ولا تقل كلمة عن مبانيها العريقة التي تستعصي على معاول الهدم وتظل صامدة بقدرة الله انها مدينة الذهب المكنوز الذي وضعته الجدات في مخابئ سرية لم يستدل عليها احد وعزم عليه الصالحون من الاجداد بآيات الله وقامت على حراسته اسوارها المصنوعة من الطين والحصى والرقيطاء وشأنها شأن كل الاجسام الحية تفقد المدينة الذهبية شيئا من جمالها مع كل شهيق وزفير ومع رحيل أي من رموزها الكبار فقد كسفت شمسها وهي تودع امامها العظيم سليل أكبر الاكابر في حضن تاريخها التليد ليلحق به بعده بايام كبير قضاتها الشاعر العذب رفيع المقام دفع الله الحاج يوسف روح الروح في المثاقفة وسمو القريحة وعذوبة المعشر ولم يكن له وللإمام من ضريع في محبة الشعر وفي ارسائه في اقدس اقداس الذاكرة العاشقة.
نحن الان في اشد احوالنا بؤسا وفقرا وسوء حال ولم يعد لنا الا ان نسأل الله ربنا وخالقنا ان ان يمتعنا بما خلفا من تراث ومن نسل طيب مبارك فيه وقدوة صالحة نسترشد بها على مدى الازمان هنيئا مريئا لهما مقامهما في رضاء الله ونعمائه وفي قلب شعبهما الخافق بآيات الحب والتقدير.
وسلام عليهما الخالدين
melmekki@aol.com