امس البرمجة كلفتنا ربع يوم اظلام وأكثر من ربع يوم ضاع نتيجة عطل

 


 

 

امس البرمجة كلفتنا ربع يوم اظلام وأكثر من ربع يوم ضاع نتيجة عطل وجاءت عربة الطوارئ كالعادة علي مهل تمشي كما يمشي الوجي الوحل !!..

في بلادي الطيبة التي صار كل شيء فيها يسير بالمقلوب أصبح الانقطاع الكهربائي سيفا مسلطا علي الرقاب وهذا ليس الخبر وانما الخبر هو اجتهاد ضحايا ومنكوبي خروج التيار الكهربائي في نزهة قد تطول أو تقصر ومن الطبيعي أن هذه الشركة المختصة بتقديم الخدمات للمواطنين لها هواتف طواريء ومكاتب لتلقي الشكاوى في حالة حدوث ما لا يحمد عقباه عندما يتحول النهار الي ليل دامس ويتعطل كل جهاز رماه حظه السيء بأن يدار بالكهرباء التي أصبحت مشكلتها عصية علي الحل في العاصمة والاقاليم لدرجة أن البلد تقهقرت الي حقبة القرون الوسطى المظلمة !!..
يوم امس كان الحر فيه استثنائي والخروج تحت وابل من الشمس التي تصوب أشعتها مباشرة نحو اعلي الرأس لتنداح ألسنة اللهب الي أخمص القدمين والعرق يجري أنهارا والبيوت لا تطاق والخروج في هذا الجو الخانق من رابع المستحيلات وحتي المياه كثيرا ماتضرب عن العمل وتتوقف الأنابيب عن نشاطها المعهود وتبدأ في الصفير كي تزيد المشهد قتامة وتغيظ العباد وهي تبتسم !!..
تضامن بعض الجيران وانتدبوا واحدا منهم يملك عربة وبنزين لكي يطوف علي بقية مكاتب الكهرباء مناشداً تقديم العون والمساعدة لأن المكتب الخاص بمنطقتنا هواتفه أصابها الخرس وعندما وصل إليهم مندوبنا السامي قالوا انتظروا حتي تات عربة من اسطولنا الذي يجوب الفيافي والغفار والبحار للقيام بواجب إصلاح الحال وعودة الحبيب المنتظر التيار الكهربائي !!..
وظل مندوبنا يلف ويدور لم يترك منطقة بها مكتب للطوارئ إلا ووصلها والامل يحدوه في أن تنتهي المأساة وتشرقق شمس الإدارة المركزية علي ديارنا التي غاب عنها الضياء وتعطلت الأجهزة وصارت غريبة الوجه واليد واللسان !!..
بعد مجهود جبار وكثير من الصبر وقوة تحمل ونشاط زائد جاءت عربة الطوارئ تحمل طاقما مختصا وبدأوا العمل في همة ونشاط وكانوا صريحين منذ البداية بأن هذه المنطقة خارج تغطيتهم ولذلك فهم يطلبون أن يجزل لهم العطاء وان تدبج في حقهم قصائد المدح وأن تقدم لهم انواط الاستحقاق والواجب وان تنزل أسمائهم في لوحة الشرف مع كبار الشخصيات !!..
للمعلومية فإن هذا التيم العالمي الذي وصل للنجدة كان يمتطي عربة الإدارة واستخدم سلمها وحزامها وكل مايتعلق بالعمل كان ملكا خاصا بالإدارة ومع ذلك طلبوا المال نظير الخدمة وفي عرفهم أنه خلال !!..
إلي متي نعيش في هذا التسيب الذي بلا حدود وصار كل واحد منا يضع الدولة في جيبه ولا يبالي !!..

حمد النيل فضل المولي عبد الرحمن قرشي .
معلم مخضرم .

ghamedalneil@gmail.com

 

آراء