امكانية الانصهار بين الثقافتين الشرقية والغربية: محاضرة القاها الأستاذ محمد أحمد محجوب يوم 25 سبتمبر 1940 .. ترجمة د. عبدالرحيم عبدالحليم محمد

 


 

 

 

امكانية الانصهار بين الثقافتين الشرقية والغربية
محاضرة القاها الأستاذ محمد أحمد محجوب يوم 25 سبتمبر 1940 بالمركز الثقافي السوداني بالخرطوم
ترجمة د عبدالرحيم عبدالحليم محمد
قبل نحو نصف قرن ، صدح الشاعر روديارد كبلنج:
آه.. فالشرق هو الشرق
والغرب هو الغرب
توأمان لن يجتمعا في درب
كان ذلك في وقت كان بوسع الانسان أن يحيا حياة طابعها الاكتفاء الذاتي حينما كان بمقدور العائلة والقبيلة او الأمة العيش في إنكفاء وغير عابئين إطلاقا بشأن العائلات الأخرى أو القبائل أو الأمم. قد تعاني الأمم أو تزدهر، أن تتحطم أو تحطم فلم يكن مصيرها بالضرورة يعني شيئا للآخرين، لكن ومع التقدم العلمي الذي يجري الآن والتقنية الحديثة ودخول الآلة وعصر الطاقة والسكك الحديدية والطائرات والاتصالات اللاسلكية ، والعديد من الاختراعات الأخرى ، فقد تغير كل ذلك الآن فإن حربا بين الصين واليابان لا بد لها وان تلقي بظلالها تأثيرا على الأمم الأخرى في الشرق الأقصى. لقد أصبحت العلاقات بين كافة الامم المتحضرة ، وثيقة جدا حتى بات من المستحيل أن تجد أمة تعتمد على الموارد الخاصة بها لتحيا حياة طابعها الأمان والسعادة.
ومنذ أن صدح الشاعر روديارد كبلنج بشعره ذاك ، ، فقد تغيرت الأشياء بدرجة عظيمة وحلت الأفكار الجديدة محل القديمة، فانه ولطالما كان هناك بالتأكيد صراع من أجل البقاء بين الكائنات، فهناك بالمثل صراع من اجل البقاء بين الأفكار. إن تلك الافكار التي تتجه لأن تسمو، هي تلك التي تفي بالاحتياجات المتغيرة للإنسانية، فقد تبنت الانسانية منذ البداية التواءم الحكيم بين بين نظامين هما الصراع من أجل البقاء والتحالف من ناحية لحفظ النوع، ومن الناحية الاخرى، اضافة قوة إلى قوة أخرى للاستفادة من ناتج القوتين . وسوف يستمر هذا المنحى. لقد حاربت الأمم ولا زالت تقاتل بعضها البعض، كما تحالفت الأمم مع بعضها وألغت تلك التحالفات ولا زالت تبحث عن تقوية العلاقات القديمة وإقامة أخرى جديدة. إن الهدف الأسمى لكل الأمم المتحضرة سواء كانت راغبة أو مجبرة، هو وحدة العالم وهنا دعوني استخدم مصطلحا أحسنوا في صنعه هو مصطلح " المؤسسة العالمية".
إن تحقيق المؤسسة العالمية ، يتطلب التقريب بين أمم الأرض وهذه مهمة أجيال قادمة. وقبل احراز نجاح حقيقي في هذا الخصوص، فانه لا بد أن يكون لكافة الامم هدف مشترك وهذا بطبيعة الحال هو هدف البحث عن الكمال الإنساني وهذه هي مهمة الثقافة....الثقافة الحقيقية التي تستمد صدقيتها ليس من الكتب وإنما في الحياة ...من طموحات ومن عواطف الرجال.. أنه لو كان ممكنا أن يتم الإتيان بثقافة الشرق وثقافة الغرب في لحظة تزاوج مبهجة بينهما ، فإن ذرية هذا الزواج ستكون بلا شك ، وضع حجر الزاوية في صرح المؤسسة العالمية. دعونا اذن نحاول مناقشة امكانية انصهار الثقافة الشرقية والغربية بأمل يراق ، هو أن يقود هذا الانصهار الى تحقيق تلك المؤسسة العالمية كهدف نهائي للانسان في سعيه نحو الكمال الإنساني.
يالرغم من أن التعريفات عادة قاتمة لا تقود أحيانا الى نوع من للضياع والنسيان ،إلا أنها أنها ضرورية عند استهلال أي معاهدة( هذا لا يعني أنني أمنح محاضرتي المتواضعة هذه ذلك الاسم الفخيم الذي تعكسه كلمة معاهدة). الكلمة الهامة الواجب تعريفها في موضوعي هذا هي كلمة "ثقافة" لا أهدف هنا إلى العكوف على جهد بحثي بشأن أصل كلمة :ثقافة" من حيث كونها أغريقية كانت أو لاتينية أو أنجلوساكسونية أو ألمانية أو عربية ، إذ يكفي معرفة مدلول الكلمة وما ترمي اليه. إن الثقافة -كما يقال-هي البعد الفكري للحضارة .ان للثقافة عناصر هي (1) الإلمام التام بأفضل ما يمكن التفكير فيه أو قوله بشأن ما يهمنا فكريا وروحيا واجتماعي في سعينا لايجاد حلول للمشاكل التي تواجهنا افرادا و جماعات (2)الدين من حيث كونه يمنحنا منفذا –لفهم الجانب الروحي والكمال الأخلاقي كونه يعلمنا حب الجاروالتعاطف مع الفقير واليتيم ونكران الذات والعمل لما فيه الخير العام(3) قهم الغرائز التي توجه مصائرنا والتي لا يمكنها مساعدتنا ما لم تُنقى وتوجه بالتعليم.
بالطبع ، فإن الاقصر والاكثر شمولا في التعريفات كافة ، هو حكمة سقرط المشهورة "أعرف نفسك" ، فمعرفة المرء لنفسه ما هي الا دراسة متقنة وفهم شامل للماضيء والحاضر واستقراء للمستقبل، انها دراسة للعالم الخارجي والبيئة ظاهرا وباطنا. لماذا يجب أن نعرف أنفسنا؟؟ يجب ان يكون ذلك لمعرفة عيوبنا لمعالجتها ومعرفة مكامن القوة فينا لاستغلالها, إن "أعرف نفسك" هو شعار فلسفة كانت تستهدف الكمال الإنساني. إن للثقافة معتى أكثر اتساعا من المعاني التي يعزونها إليها. إن الثقافة ليست استشرافا فكريا لوحده كونها تشتمل على الجانب الاجتماعي وحافز أن تعمل وتساعد الآخرين لكي يكونوا فاعلين للمجتمع بشكله الواسع.، إنها الرغبة في إزالة الفظائع الإجتماعية، واستجلاء وقهم سلوكيات الناس وانها أيضا الطموح النبيل لأن نترك العالم بشكل أفضل مما وجدناه عليه، فالثقافة إذن ليست إرضاء لرغبتنا في أن نعرف ولكنها السعي نحو الكمال الإنساني.
تتاثر الثقافة في كل أمة بالبيئة وتتأثر بسلوك الناس وطبيعة المنطقة التي يقطنون فيها وطبيعة التعليم الذي نالوه. إن الثقافة هي العقائد والأديان والمعتقدات فكل هذه العوامل تلعب دورا في تشكيل ثقافة الناس. لكن هنالك العديد من الجوانب التي تجمع بين الأمم ، فلو كانت هناك ثمة اختلافات فانها لا تؤثر في هيكل الثقافة ، وما يفرق بين الثقافات هو خطوط عريضة تميز هذه الثقافة عن تلك وهذه لعمري تمنح – اللمسة الأخيرة في اللون والضوء والظل للوحة او أخرى ، وتظل الخطوط المميزة الكبري لكلا اللوحتين واحدة. إن الأديان رغم اختلافها في التفاصيل والمعتقدات والعقائد تعمل كلها تجاه هدف واحد وهي منح المؤمنين مرسى آمنا يقيهم من الشك والصراع الفكري ويبعث فيهم الأمل في عالم مستقبلي أفضل يعوضهم عما شاب حياتهم من قصور. أما التعليم فهو المادة الملزمة الوحيدة التي تقوم بتلطّف الفوارق والاختلافات وتضييق الفجوات بين الناس وتقريبهم من بعضهم البعض طالما كان هناك تعليم يسمو بالأمم وبوحد هدفها.
التعليم ، لا بد أن يكون له شقين : فقبل كل شيء ، عليه أن يعد النشيء بقدر الإمكان ، أن يلعبوا دورا إيجابيا في العالم ، ثانيا أن يوقظ الروح ويحييها ما أمكن ، في اقليم ما ، أعني أن يوقظ الروح لاستلهام الجمال والاعجاب بكل ما هو نبيل وصادق وسامي بصرف النظر عن الجنسية أو الدين. ولتحقيق هذه المرامي ، فلا بد للتعليم من أن يعتمد على تزويد النشيء بمعرفة غير متحيزة. إن هذا التاريخ الذي يدرس في المدارس لا بد من أن يبرز مفاخر الأمم بلا مبالغة وأن يعلي قيمة العلاقات الودودة بين الدول وما يجمع بينها من جهود مشتركة تجاه اقامة صرح المؤسسة العالمية. لو أطلَّت العلاقات العدائية بين الدول في دراسة التاريخ ، فانه يجب إدانة وشجب مثل هذه الإطلالة. أن ذلك بلا شك ، سيأتي بجيل في كل أنحاء العالم لا يحمل عداء لأى أمة تسعى لأن تضيف نصرا لانتصارات العالم ووداع كل الذي أدى في الماضي الى تقييد تقدم الانسانية أو أعاقة تقدم الأمم في رحلة حجها الطويلة نحو المؤسسة العالمية.
لقد تم بذل العديد من الجهود لتوحيد الخطط الدراسية في كافة أرجاء العالم. وقد أقيمت العديد من المؤتمرات الناجحة بغرض الوصول إلى حلول للمشاكل التعليمية، إلا أن الفوضى الدولية ونظرية أن "الأقوى هو الأصوب " ، التي انتعشت من خلال الفاشية والنازية والصراع اللوني أو تحامل البيض ضد العناصر الملونة والاستغلال الإمبريالي أو الرأسمالي كما يحلو لأحد أصدقائي تسميته وما تنطوي عليه من عدم تساو للحقوق...كل هذه صغوبات يمكن ذكرها.لا بد من إزالة هذه الأمور قبل أن ينم تبني أحد أنواع التعليم للشرق والغرب.. للبيض ولاجناس الملونين كذلك. قبل تمازج ثقافتي الشرق والغرب واتخاذهما الطريق نحو الكمال الإنساني ....المؤسسة العالمية.
إن تلك العوائق ومهما بدت صعبة ، فإن الانسان لن يعجز عن التغلب عليها .لقد أعد الانسان العدة سلفا لمواجهة ذلك كما أعدت حكومة العالم المثالية العدة لذلك وحقيقة ان عصبة الأمم فشلت في أداء مهمتها، لا يعني أن فكرة الحكومة العالمية قد أثبتت فشلها. لقد فشلت عصبة الأمم لأنها بدأت في استيلاد جراثيم تحطيمها بنفسها. إن تعاون الدول الوطنية لايجاد بديل هو أمر واضح ، فإما أنه يجب على الدول الوطنية أن تتعلم كيف تتعاون مع بعضها بدلا عن التنافس ، أو أنه من المحتمل أن تتوقف الدول الوطنية الصغيرة عن نيل استقلالها بشكل فاعل. نتيجة ذلك أنه ستهيمن على العالم عدة امبراطوريات عظمى وأن كل واحدة منها في سعيها لسلامتها الخاصة، ستحطم النسيج الكلي للحضارة. إن الإنسان أعقل من أن يسمح بحدوث هذه الكارثة لأنه يعي قيمة إرثه وثراء تراثه. لذلك فإن الإنسان على استعداد للتخلي عن الخيال القائل بأنه ، في حياة المجتمع ، لا يوجد عالم يتجاوز إرادة الدولة الفردية. لقد وجد الانسان سلفا منطقة وسطى بين الاستقلال الكامل والإعتماد الكامل من خلال أنظمة روابط الشعوب وبهذا يضع الكثيرون أسسا قوية للحكومة العالمية بالشكل الذي وضعه المفكرون المحدثون للعلوم السياسية . وبهذا فانه من المؤكد أن يحل الانسان كخطوة نحو السيادة الذاتية عبر دولة الرابطة السياسية كبديل عن النظام الإمبريالي الحالي البغيض. إن علاج التصادم اللوني أو ما يسمى بتحامل الرجل الأبيض ضد العناصر الملونة، سيأتي عبر التزاوج وتلك لعمري خطوة اتخذتها الإنسانية سلفا ، كون أن الهوى والجنس لا بلد له أو حاجز. ، الناتج عن ذلك سيكون هجينا يعكس كل صفاء العناصر البيضاء وكل شجاعة وذكاء العناصر الملونة. وماذا عن أصعب المسائل كلها؟....نظرية أن الأقوى هو الأصح التي يساندها الألمان والإيطاليون؟ إن الحل هنا نفسي صرف ، فإن وجود كلا الديكتاتوريتين سببه عقلية خاطئة للديكتاتوريين وأممهم. إن الديكتاتوريين يعبرون عن أناتهم ويحدثون في ذلك صراخا كبيرا وهنا وحينما تحس الامم بضعفها ، تنقاد لديكتاتوريها بلا هدف. ولسوف تزول النازية والفاشية بزوال هتلر وموسيفيني أو من خلال أول لكمة تسدد لهما من الديمقراطيات الكبرى . وهنا دعونا نأمل في انحسار وسقوط الحركتين في أمد قريب.
وعلى افتراض محو أو تخطي كل الصعاب ، فكيف يتسنى لنا توحيد التعليم في كافة أرجاء العالم؟ باعتباره الخطوة الوحيدة التي ستقرب ثقافتي الشرق والغرب إلى بعضهما البعض.إن الإجابة سهلة جدا. لا بد أن تكون لدى الحكومة العالمية هيئة في مجال التعليم ليس فقط في الدول المتخلفة ولكن في كل اجزاء العالم متحضرة أو غير متحضرة وبين أوساط البيض والملونين. نحتاج الى تطوير حد أدنى شامل من الجهد التعليمي بين كافة الأمم. إن علينا تنظيم جهد لتبادل الأساتذة والطلاب بين كافة الامم حتى تتجاوز أنظمتنا التعليمية طابعها الإقليمي الحالي. إن علينا امتلاك القدرة لتقديم الاستشارة إلى الامم التي تجد نفسها محتاجة للمؤن الكافية والمعلمين. لقد فعل السودان ذلك مؤخرا عندما طلب مشورة هيئة دي لاوار. بالطبع ، فهناك حاليا بعض التبادل الثقافي ولكنه موجه نحو تنمية تاثيرات وطنية بعينها بدلا عن بناء وسيلة للفائدة العالمية. وبينما لا بد من تشجيع التبادل ، فلا بد أيضا من شجب ذلك النوع من التأثير الثقافي الموجه.
لقد شهد الزمن القديم تبادلا ثقافيا بين الشرق والغرب ، حينما ساندت الفلسفات الإغريقية العرب في العصر العباسي، و حينما درس العرب سقراط وأفلاطون وأرسطو ومريديهم، كما درسوا حياة الإغريق ونظرياتهم في الحكم والأدب والفن وهكذا أسسوا فلسفتهم الخاصة. لقد أصبح العرب من ناحيتهم نوافير معرفية حيث استمدت أوروبا الغربية كافة مواردها الثقافية من الميراث الثقافي العربي..
كان ذلك في زمن ماضي ، وحاضرنا الآن يدعو إلى علاقات وثيقة وتعاون بدرجة أكبر مما كان في الماضي، في زمن ازدادت فيه احتياجات الإنسان وأصبح المجال المعرفي من الإتساع بمكان بحيث لم يعد بوسع أمة واحدة تغطيته دون مساعدة الأمم الأخرى. لقد وصلت وسائل النقل والإتصالات إلى أوجها ففي نفس اللحظة الواحدة ، يمكنك الإستماع إلى الأخبار في آسيا وأفريقيا، وإنك لتجد أستاذا جامعيا يحاضر في لندن عن الإشتراكية ، يستمع اليه الناس ليس في جامعة لندن فحسب وإنما في كافة أوروبا وآسيا وأفريقيا. فما الذي يمكن توقعه إذن ما لم يكن التبادل والإنصهار بين الثقافتين الشرقية والغربية.؟؟
يبدو واضحا الآن أن الشرق لا يمكن أن يدير ظهره للغرب رافضا لكل ما هو غربي أو يدير الغرب ظهره للشرق راقضا كل ما هو شرقي. لا بد للشرق من أن ينال بعض التكيف الغربي لكي يحتفظ بروحانيته، كما لا بد للغرب من أن ينال تكيفا شرقيا لاحداث توازن في ماديته. لقد اتضح للشرق أن روحانيته وحدها لن تنتج الأثر المرجو، كما أدرك الغرب أن ماديته جرثومة استولدت مصيره في مصانعه. يحتاج الشرق إلى بعض اللحم من الغرب ليهضمه، فعلى سبيل المثال ، فإن بعض اللحم الضأني مع شرائح من لحم الخنزير ، ستكون مقيدة لمعدة الشرق الحساسة ، كما يحتاج الغرب لبعض البهارات لجعل لحمه لذيذا ومهضوما. لقد فقد الغرب شهيته سلفا وما العلاج إلا في روحانية الشرق وخياله وسحره.
نهران يتدفقان بقوة تجاه بعضهما البعض و لسوف يلتقي التوأمان. لكنني أحس أن من واجبي كأحد الذين ولدوا في الشرق ونال ميزة نيل بعض التعليم الغربي ، مع أن ذلك تم في بلدي، أن أوجه تحذيرا لأبناء بلدي ولإخواني في الشرق بأن علينا الا ناخذ أكثر مما نعطي بحيث يكون الاستيراد والتصدير متبادلا ومتساويا. لا بد لنا من الاستفادة من تعليم وثقافة الغرب، على ألا يجعلنا ذلك خالعين لأزيائنا الوطنية .إن علينا بالمثل ، التأثير في الغرب بثقافتنا وأن نمنحنهم الضوء والطافة لإضاءة وتنقية حضارتهم المادية. الشرق والغرب سيلتقيان ولكن لا بد أن يلتقيا كمتساويين، كنظراء لا كخادم وسيد، فإذا كان استيراد الثقافة الغربية سيؤدي الى استرقاق أفكارنا، فدعوني أقوم بإغلاق كل الأبواب والنوافذ بحيث لا يأتي ضوء أو هواء من الغرب. لكن يحدوني الأمل ، وليس ذلك بلا سبب، أن تبادل الثقافات سيزيل كافة النظريات الإمبريالية ، والصدام اللوني ومقولة أن الأقوى هو الأصح وكل تلك الأفكار الرجعية كآثار من الزمن الماضي ولذا يجب أن يكون شعارنا عفا الله عما سلف.
سيلتقى التوأمان ، وستكون النتيجة إنسياب نهر موحد من الثقافة، كنهر النيل الذي هو ناتج عن النيلين الأبيض والأزرق، فبعد أميال معدودة شمال أم درمان ، لا يستطيع أحد أن يخبر أين الأبيض وأين الأسود. سيكون لكل أمة ثقافتها ذات العلامة المميزة لكن ستعطي كل أمة وتأخذ وسيشارك الجميع في المصلحة المشتركة للأمم ، ولسوف يكون العائد من ذلك إنسجام كامل بين الشرق والغرب، الأجناس البيضاء والملونة، فإذا ما ظهر أى تباين فلن يكون ذلك مرعبا بل سيضيف إلى الجمال الساحر لذلك التناغم ولسوف يساعدنا ذلك في الوصول إلى الهدف النهائي للإنسانية في سعيها نحو المزيد من الكمال ... المؤسسة العالمية ووحدة العالم. لن تكون هنالك امبراطوريات أو مستعمرات، ولسوف يتحد الأسود مع الابيض كما فعلا في ويسكي بوكانون (بلاك آند وايت)
وداعا وحظا سعيدا لكم جميعا
المصدر:
Khartoum perspectives: a collection of lectures given at the Sudan Cultural Centre Khartoum in the 1940s and 1950s
Hawley - Michael Russell for the Abdel Karim Mirghani Cultural Centre in Khartoum - 2001


يعني نوعي الويسكي بلاك آند هوايت المنتجان لدي شركة James Buchanan

abdelrmohd@hotmail.com

 

آراء