ام درمان. خمسه سنين معاك(٣)

 


 

 

ماضي الذكريات .
** هناك محطات مهمة جدا بمافيها من طرائف شهدناها وعشناها في ام درمان خلال وجودي بها كما قلنا للفترة من ١٩٧٠ إلي ١٩٧٥م .
اذكر ذات مرة في العام ١٩٧٣م قد طلب مني صديقنا مولانا عبدالعاطي الاسد والذي كان قاضيا بمحاكم ام درمان ان اشارك بفاصل غنائي( حيث كنت ناشطا في الغناء والعزف علي العود منذ سنوات دراستنا بالاهلية الوسطي ب وبمدني الثانوية وفي الجامعة ايضا ) وذلك في مناسبة زواج جيرانهم بحي ودنوباوي واعتقد كانت المناسبة في منزل الزبير علي ، فذهبت لمولانا في القسم الاوسط بام درمان حيث كان يحقق مع الطلاب المعتقلين بالقسم بسبب اشتراكهم في مظاهرات زيادة سعر السكر من ثلاثه قروش للرطل الي خمسه قروش.. وكان مولانا يطلق سراحهم . وبعد الانتهاء من عمله المسائي قلت له ان عندي ارتباط معين في حي بيت المال بدعوة من الاخ الراحل ( عتب) الذي كان يعمل بالنقل الميكانيكي في حفل عشاء بمناسبة وداع لشقيقه الاصغر الدبلوماسي الفاتح عبدالله يوسف بمناسبة نقله كقنصل للسودان في اسمرا قبل ان تستقل ارتيريا من اثيوبيا.. فقال لي مولانا عبدالعاطي ان الفاتح صديقه وزميله بكلية الحقوق بجامعة الخرطوم . فذهبنا سويا بعربة مولانا الفلوكسواجن الي بيت المرحوم عتب وقضينا وقتا جميلا معهم وتغنينا قرابة ساعة من الزمان وتناولنا العشاء ثم ودعناهم وذهبنا الي حيث يوجد بيت العرس في ودنوباوي.
المهم في الامر ومن طرائف الاشياء انه بعد الانتهاء من الحفل قابلنا في الحي الكابتن الراحل كمال سينا لاعب المريخ المشهور وهو من سكان ودنوباوي القدماء وصديق لمولانا عبدالعاطي الاسد وكان الطقس باردا والساعة قد تجاوزت الواحدة صباحا حيث قال كمال سينا وهو من ظرفاء ام درمان لمولانا عبدالعاطي انتظروني قليلا.. فدخل الي منزلهم و اتي وهو يحمل صحن مليان بمديدة تمر ساخنة ومعها معلقتين فالتهمناها بإستمتاع عالي جنب باب الحوش. ثم حكي لنا كمال سينا ان الرئيس نميري اتي اليوم لمناسبة عزاء بالنهار في ودنوباوي وله صداقة مع سينا .. فقال للرئيس ان الحاجة وضعت .. شوف لينا دفرة سريع للسماية فرد عليه الرئيس( ياكمال هل شفت ليك رئيس دولة بشيل قروش في جيبه؟)
وكان الدكتور بهاء الدين إدريس وزير الدولة بالقصر ومستشار الرئيس جالسا خلف الرئيس. فقال كمال سينا للرئيس ( اهو باب الله قاعد وراك .. خليه يدينا) فضحك نميري ضحكة عالية ونفذ له الطلب.
النكتة هنا ان باب الله هذا في ماضي الزمان كان امين مال السيد الامام عبدالرحمن المهدي وهو الذي يصرف المال حسب توجيهات الامام. وبالتالي فان اهل ودنوباوي بمافيهم نميري وكمال سينا يعرفون اهمية باب الله. ولذلك ضحك نميري حينما شبه سينا الدكتور بهاء الدين بباب الله.
تلك كانت من طرائف ام درمان وظرفائها ومن سرعة بديهة كمال سينا وايضا من فهم نميري للموضوع دون ان يعرف د. بهاء الدين التشبيه.
ونواصل ... ابقوا معنا ؛؛؛؛؛

bashco1950@gmail.com
///////////////////////

 

آراء