انا ونقد ..هل من حرج !! … بقلم: عبدالباقى الظافر
18 March, 2010
تراسيم
alzafir@hotmai.com
الاستاذة زينب البدوى سفيرتنا الى الاثير ..وصاحبة اقوى برنامج حوار على شاشة ( BBC ) البريطانية .. لديها استراتيجية اعلامية للتعامل مع ضيوفها ..ترفض ان تلتقيهم الا فى الاستديو وعلى الهواء مباشرة ..(بت البدوى) تخشى ان يؤثر (طق الحنك ) المسبق على حيادها الاعلامى ..لذلك تظهر فى كل لقاءتها وهى بكامل الاحترافية والمهنية.
قبل سنوات خلت ..زرت مستشار الرئيس الحالى والوزير السابق دكتور الصادق المهدى .برفقة الصديقين رحاب طه وعادل سيداحمد خليفة .. وبعد عشاء جمع ما لذ وطاب ..ابتدرنا حوارا صحفيا ..سألت الدكتور الصادق المهدى .. ان كان توتر علاقته مع ابن عمه الامام ناتج عن فشل مصاهرة اجتماعية ..رتبت لتجمع الصادقين .. الدكتور لم ينفى الواقعة ..ولكنه استبعد اى نتائج سياسية لمسألة القسمة والنصيب ..وصنف هذا السؤال بأنه محرج .
كان لى شرف محاورة الرئيس الراحل أحد الميرغنى ..وعلى طاولة الحوار .سألته ان كان هو الطالب الوحيد فى مدرسة الاشراف ..وبصبر وادب نفى الواقعة ..وعدد نفر من زملاء الدراسة ..واعتبر البعض السؤال خروجا عن الذوق والادب .
كنا ضيوفا على السيد الصادق المهدى ..الذى عرف بالصبر ورحابة الصدر ..لم يحتمل سؤالا ساخنا.. عن المبالغ التى قبضها عدا ونقدا من الانقاذ .. فى سبيل تسوية الممتلكات المصادرة .. ولم يرد على السؤال المحرج صراحة .. ونبهنى صحفى صديق ان سؤالى ..لم يراع حرمة بيت الامام .
بينى والدكتور نافع على نافع قصة .. كانت فصولها على الهواء مباشرة ..حيث غضب نائب رئيس الحزب الحاكم من سؤال محرج .. واخرج ديباجته ..وصنفنى اننى من الرفاق ..الذين ضاقت بهم الارض غربا .. ثم عادوا اضطرارا للوطن .
سردت بعض من هذا التاريخ ..وانا اتلقى العديد من رسائل العتاب ..والكثير من التعليقات الغاضبة..اثر تقديمى لسؤال مهنى للاستاذ محمد ابراهيم نقد ..وفحوى السؤال ..ان الايمان يلعب دورا مها فى حياة السودانيين .. وعطفا على هذه المقدمة المقتضبة سألت سكرتير الحزب الشيوعى ان كان يصلى ؟.. رد الشيخ نقد بصدق يحسد عليه "انه الان لا يصلى " ..وعلق على السؤال بأنه يشبه اسئلة محاكم التفتيش .
انا لا اقصد احراج الساسة ..او وضعهم فى ركن ضيق .. ولكن الذى يتصدى للعمل العام ..ويضع نفسه نموذجا يحتذى به .. عليه ان يتنازل عن خصوصيته .. ويرفع جلبابه .. كما يدعو رئيس تحرير هذه الصحيفة ..وهو اول ما فعلته وانا ارنو لاكون ممثلا لدائرة بحرى فى البرلمان القادم .
الصحفى هو مرسال للرأى العام ..يكون أكثر مهنية ..كلما عبر عن ما يريد ان يعرفه المواطن العادى ..حتى لو كان الامر محرجا للسيد السياسى .