انتهى عهد التمكين والتسييس

 


 

 


بسم الله الرحمن الرحيم

اعلن الاخ عمر البشير ان حزبه يعكف حاليا على برنامج اصلاح شامل اهم محاوره اصلاح الخدمة المدنية واعادتها سيرتها الاولى . وهو بهذا يشير الى الاخطاء التى نجمت عن التمكين وغيره  من  سياسات . والحقيقة اننا كثيرا ما نقع فى اخطاء نعض عليها اصابع الندم ، ربما عمل اخفقنا او فرطنا فيه ، أو ذنب اقترفناه أو حماقة ارتكبناها فى حق أنفسنا أو غيرنا . الندم احساس لايمكننا  تجاهله ، قوى وقاسى اذا لم نتجاوزه بسلام ،علينا ان نستفيد منه ، نوجهه لصالحنا دون ان نسمح له بان يبدد جمال حياتنا ويؤثر على مستقبلنا . فعندما يحاصرك الواقع يتردد فى بالك كثيرا ، لو لم أفعل كذا أو لو انى فعلت كذا أو لو انى لم افرط وكنت متيقظا  اكثر لكان ذلك افضل ، ولكانت الظروف أحسن . عموما المرء لا يعيد الماضى ، لأن الماضى عندى شئ انتهى بحسناته واخطائه ، والعيش بين طياته والتحسر على اخطائه ضرب من الجنون . وليس سهلا علينا ان ننسى الماضى ولكن علينا الا نسمح بعد اليوم لافكار بالية مضت وشعارات مفر وضة ذبلت ان   تستمر . فمثلا الشعارات المرفوعة قرابة الربع قرن من الزمان ( لا رأى يعلو فوق رأى حزب المؤتمر – التمكين وتشريد المؤهلين –الولاء قبل الكفاءة وحسن الاداء  ) وغيرها من الشعارات التى تسببت فى النكسة السياسية والاقتصادية التى نعيشها الآن . وتجدنى اقول للاخ عمر هناك فرصة لاعادة ما تبقى من كوادر مؤهلة ما دامت الشمس تشرق والقلب ينبض والذنب يغفر والحياة تسير والحسنات يذهبن السيئات الأوطان باقية والاحزاب والانظمة زائلة والاحتكام لصوت العقل ضرورة . انتهى زمن السكوت والمرجلة والمناكفات  والمراوغات والمناورات وجميعها لا تجدى .علينا نبذ الحرب والدمار والجلوس حول طاولة الحوار حتى تنعم بلادنا بالهدوء والاستقرار . بات من الضرورى الآن ان نعمل على تقوية النسيج الاجتماعى  والسياسى وتحكيم العقل أملا فى غد مشرق . بلدنا حبتها الجغرافيا بمساحة واسعة وخيرات وفيرة هجمت عليها ذئاب جائعة طائشه ، آمل ان يقدموا للمحاكمة  امام الملأ فهم نخبة  لا شئ يحشمها ولا يخجلها ، فى بلد تعلو فيه انات المرضى واصوات اليتامى فى المسكرات وتبكى فيه شرائح حقوقها الضائعة ، عجز اقتصادى يخيم وارتفاع اسعار يعجز المواطن فيه عن خبزة يسكت بها صفير امعائه . فلا الناس اطعمته ولا نخبة الفساد سألته ، لان لسان حالها (الدولة أنا وأنا الدولة )  . والنتيجة المحزنة الهروب الواضح الفاضح المستمر من الاستحقاقات الدستورية والديموقراطية لان هذا الامر يتعلق بصولجان الحكم وكرسيه .  عندها تنهض الشعوب المستبد بها الجائعة فاقدة الحرية ضد الحكام المتخمون حد المرض أكلا وشربا وفسادا ونهبا واستبدادا مطالبة باسقاط الانظمة . وبعد نهاية التمكين أقول لشهر سبتمبر الماضى .. ياشهر سبتمبر كم انت استثنائى ، لازهارك شكل آخر والوان اخرى ، ولفاكهتك طعم الثورة والتغيير ورائحة الصدق المفقودة . وبعد تعليق سياسة التسييس نامل ان يتغير الخطاب السياسى . فالذى يتامله من غير الدخول فى تركيبيته السيمولوجية ولا خلفياته المعرفية وافكاره لا يجد شيئا يستطيع ان يصمد امام أى برهان بسيط . نامل دائما فى اتخاذ القرارات الصائبة . السودان امانة فحافظوا بالصدق عليها ، لا نريد للاجيال القادمة ان تلعن صنيعا اردناه جميلا وانقلب بخلافاتنا سيئا وقبيحا

د / صلاح الدين خليل عثمان أبو ريان   ----------  امدرمان 
prof.salah@yahoo.com
////////
////////////

 

آراء