انقلاب ام ثورة ؟!

 


 

 

مناظير الاحد 7 يوليو، 2013
drzoheirali@yahoo.com





* وصفت الحركة الاسلامية السودانية صاحبة انقلاب 30 يونيو 1989 والاب الشرعى لحزب المؤتمر الحاكم فى السودان  خلع مرسى بانه  انقلاب على الشرعية والديمقراطية، وهو حديث مضحك  لانه اولا ياتى ممن دبر انقلابا عسكريا على الشرعية، وثانبا لانه مجاف للحقيقة، فما حدث فى مصر هو استجابة لمطلب الجماهير الثائرة، وإلا فان ما حدث فى السودان فى اكتوبر 1964 وابريل 1985 هو انقلاب عسكرى ايضا حيث استجاب الجيش لمطلب الجماهير الثائرة وضغط كى يتنحى المخلوع عبود والمجلس العسكرى فى اكتوبر وهو نفس ما حدث للمخلوع مبارك فى مصر،  كما أطاح الجيش بحكم المخلوع نميرى فى ابريل استجابة لمطلب الجماهير وهو نفس ما حدث  للمخلوع مرسى،  فما الذى يجعل خلع الآخرين ثورة وخلع مرسى انقلابا حتى ولو كان رئيسا منتخبا ؟.

* هنالك ثلاث خيارات لا رابع لها لخلع الحاكم المتشبث بالسلطة، الاول التمرد أو الانقلاب العسكرى والنماذج كثيرة فى العالم، والثانى الثورة الشعبية المسلحة كما حدث فى ليبيا، أما الثالث فهو الثورة الشعبية المدنية التى يساندها الجيش كما حدث فى مصر والسودان ولا يمكن ان نسمى ذلك انقلابا عسكريا !!


* رغم الثورة العارمة بمصر لم اتوقع ان يستجيب لها الجيش بسبب ضغوط أمريكا التى تقدم له معونات عسكرية سنوية تقدر بمليار وربع المليار دولار، ولقد خطط الامريكان منذ 2004 لتهيئة الاجواء فى الدول العربية لسيطرة تيار الاسلام السياسى على الحكم  كوسيلة فعالة لدرء خطر الارهاب الاصولى لقناعة أمريكية بان انشغال هذا التيار فى مشاكل الحكم ببلاده وامتصاص غضبه بممارسة السياسة واتاحة المجال له للمنافسة الديمقراطية على السلطة يجعل امريكا فى مأمن منه، وعندما تهيأت الفرصة بثورات الشعوب فى دول الربيع على الدكتاتورية لتحقيق المخطط الامريكى عملت امريكا بجهد مباشر لمساعدة الاخوان فى مصر على الوصول الى كرسى الحكم.

* غير ان الجيش المصرى أثبت انه جيش حر لا يسمح لاحد بالتأثير على قراره، فجاءت استجابته الرائعة لمطالب الجماهير الثائرة التى احتشدت تطالب بسقوط تيار الاسلام السياسى الذى لم يقدم شيئا لمصر بل عمل من اجل ترسيخ سلطته وعزل الاخرين فكان من الطبيعى ان يثورعليه  الشعب ويستجيب الجيش !!

* توقعت ان يقدم تيار الاسلام السياسى  فى مصر تجربة مغايرة لما حدث فى السودان وايران تقنعنا بإمكانية وجود تيار اسلامى سياسى اصلاحى حقيقى يسعى للاصلاح، ولكن ثبت بالدليل العملى انه لا يسعى إلا لتمكين نفسه حتى ولو أدى ذلك لضياع بلاده  كما حدث فى السودان وايران وكاد يحدث فى مصر لولا الصحوة المبكرة للشعب المصرى والاستجابة الرائعة لجيشها !!

* ويبقى ان نتساءل : ( هل يعنى بيان الحركة الاسلامية رفضا من المؤتمر الوطنه وحكومته للتغيير الذى حدث فى مصر؟) .

صحيفة (الجريدة) السياسية اليومية
www.aljareeda-sd.net/en/day/

 

آراء