انقلاب جبريل ابراهيم .. قراءة جديدة

 


 

 

انها معركة كسر العظم وإثبات النفوذ وفرد العضلات..
الدكتور جبريل ابراهيم يعتمد على المكون العسكري والحركة الإسلامية لفرض ارادته وتثبيت حكم الحركة الإسلامية ، بينما تراهن لجنة تفكيك التمكين على الشارع الثوري الذي أسقط البشير حيث تعتقد أن لجنة تفكيك التمكين هي آخر قلاع الثورة التي صمدت في وجه التآمر ...
من جانب آخر، كل من حزب الأمة والاتحادي الأصل يقفان في خندق واحد مع الدكتور جبريل في هذه المعركة ، فهذه القوي التقليدية تخشى من تمدد تيار الشباب الذي وضع حداً لنظام الوصاية والرعاية الابوية والارث التاريخي، لذلك وحدت أموال حزب البشير أعداء الثورة وجمعتهم في منصة واحدة، وكذلك يراهن الدكتور جبريل ابراهيم علي الدعم القطري في استرجاع نموذج دولة البشير وعكس معادلة تفكيك التمكين..
اما الدكتور حمدوك فقد ظل محايداً حتى هذه اللحظة ويمارس لعبة إطلاق الوعود البراقة والحديث المتكرر عن الغاء الديون، وقد اقتربت الازمة من عتبة داره، فهو يفضل الانتظار حتى يجد التبرير المناسب للوقوف مع الطرف المنتصر ..
غاب الدكتور جبريل عن أزمة ارتفاع سعر الدولار ومهاجمة تجار العملة من قبل تفكيك التمكين، وهي معركة تُعتبر من اختصاص عمل وزارته ، و لكن الأولوية هي استرجاع أموال الحركة الإسلامية من قبضة لجنة تفكيك التمكين.
والتطور الجديد والذي جرى اليوم هو لجوء الجنرال جبريل للمليشيا عن طريق تغيير الحراسات الأمنية الخاصة به والاعتماد على مليشيا القبيلة، وذلك تزامن مع إصدار أوامر صارمة لموظفي وزارة المالية بعدم التعامل مع لجنة تفكيك التمكين او السماح لاعضائها بدخول المكاتب، كما هدد الموظفين الذين يخالفون تعليماته بالفصل والطرد من الخدمة..
وقد لاحظ بعض الشهود انتشار قوات حركة العدل والمساواة أمام مكتب الدكتور جبريل مما يوحي بان المعركة في طريقها للتطور وربما تكون البندقية والمليشيا هي البديل للصندوق الانتخابي..
وهناك من يرى ان سيناريو الحرب الأهلية الذي حدث في لبنان في القرن الماضي سوف يلقى بظلاله على الخرطوم، وقد بدأ قادة المليشيات في رسم حدودهم الخاصة داخل الوزارات الحكومية..
عندما زرت لبنان قبل عدة سنوات سألت اللبنانيين عن الخط الأخضر، وهو خط كان يفصل بين المتحاربين ويقسم بيروت الي شرقية وغربية، وكان يتصدر نشرات الاخبار، ذُهلت عندما علمت ان الخط الأخضر عبارة عن برميل قمامة يفصل بين جانبي المدينة ، وكل من يجتازه في ساعة معينة يتعرض للقتل من قبل القناصين...
نعم هذه البداية الصحيحة للحرب الأهلية ، ولا يوجد ضوء في آخر النفق كما يتوهم الدكتور حمدوك ، بل توجد قنبلة مسمارية سوف تقتل الجميع..

 

آراء