اهدار المال العام .. واهدار دماء الأبرياء!!
14 June, 2010
royalprince33@yahoo.com
(1)
لا أدرى لماذا يتعامل الأنقاذيون مع هذا البلد وأهله على هذا النحو وعلى طريقة من له ثأر (بائت) أو مغصه وحقد دفين أو من لا علاقة له بهذا الوطن من قريب أو بعيد .. ولا داعى أن نعيد ونكرر مقولة الأديب الطيب صالح (من أين اتوا هؤلاء) بعد أن رحل عن دنيانا الفانيه وبعد أن غير ما قاله من قبل فى آخر ايامه ولا ندرى السبب الحقيقى فى ذلك حتى الآن علما بأن مقاله ذاك (من اين اتى هؤلاء) كتبه فى ظروف افضل من التى تعيش فيها البلد الآن حيث لا أنفصال مؤكد فى الجنوب على الأبواب .. ووقتها لم تستفحل أزمة دارفور كما هو حاصل الآن ولا أحد يدرى الى أين تذهب وهل تقود اقليم دارفور الى نفس مصير الجنوب أم لا؟
اما بخصوص اهدار المال العام فمن يصدق أن باخره سودانيه ضمن اسطول الخطوط البحريه السودانيه راسيه على ميناء السويس المصرى منذ أكثر من عامين بكامل طاقهما وعددهم 24 فردا يحصلون على مرتباتهم كامله اضافة الى بدل سكن ومصاريف أخرى وحتى لو نقص أحد افراد طقم الباخره جاء بديلا له بالطائره، بل ما هو انكأ من ذلك ان المسوؤلين فى الشركه من وقت لأحر يأتى أحدهم ويحصل على مبلغ 350 يورو يوميا وربما أكثر من ذلك اضافة الى المصاريف والرسوم المعروفه التى تحصل عليها سطات الموانئ التى ترسو فيها مثل تلك الباخره وما هو مريب ان الباخره كانت فى بداية الأمر معطله لكن تم اصلاحها منذ فتره طويله لكنها لا زالت فى مكانها، ومن قبل كانت هنالك باخره أخرى محجوزه فى دبى لعدد من السنوات حتى تم بيعها لا ندرى كيف وبكم، بناء على قرار قضائى صدر بعد قضيه لتاجر يمنى يقيم فى دولة الأمارات أسمه (الحظى).
للأسف هذا دور الصحافه الجاده لا صحافة الطيب مصطفى الذى يستيقظ فى كل صباح يوم جديد لكى يكتب مقالا من اجل هدم وحدة البلاد مع ان اتفاقية نيفاشا تنص على العمل من اجل وحده جاذبه والآن يلوم بعض الصحافيين فى الشمال الجنوبيين لخروجهم فى مظاهرة تؤيد الأنفصال بدلا عن الوحده!
وللأسف هذه الملفات المطويه وما يدور فى الخطوط البحريه والخطوط الجويه السودانيه وغيرهما من المؤسسات الحكوميه يحتاج لمن ينفض عنها الغبار ويكشف الحقائق وسوف تكون مذهله دون شك وتوضح مدى التأثير السالب الذى احدثه التدخل السياسى والأنتماء العقائدى فى هذه المؤسسات وغيرها من المجالات فى السودان خلال هذه الفتره الأنقاذيه فى العشرة الأوائل وحتى اليوم.
(2)
اما بخصوص اهدار دم الأبرياء فلا أظن سودانيا ينسى حادثة اغتيال الفنان الخلوق خوجلى عثمان قبل عدة سنوات بواسطة قاتل قيل انه مجنون رغم انه اتى من أم بده دون أن يتهجم على اى مخلوق فى الطريق حتى وصل دار اتحاد الفنانين وأنتظر حتى وصل الراحل الشهيد خوجلى فسدد له عدة طعنات وبعد فترة سمعنا عن انه هرب ولا ندرى حتى الآن ماذا حدث له وهل تم القبض عليه وعوقب أم لا؟
تكرر نفس المشهد ونفس الفعل قبل عدة أيام وبصورة تسئ للبلد بكامله حيث اعلن عن هروب الأربعه المحكوم عليهم بالأعدام فى قضية الدبلوماسى الأمريكى ومعه سائقه السودانى.
هذا الهروب الذى لا يمكن ان يستطيعه اى محكوم آخر ظالم أو مظلوم، يستدعى محاسبة علنيه وتقديم استقالة تبدأ بوزير الداخليه ومدير السجن وعدد من كبار الضباط المسوؤلين والا يقتصر العقاب على فئة من صغار الجنود.
وهذه المسأله تستدعى قبل ذلك كله ان تعود المؤسسات الحكوميه السودانيه كما كانت فى السابق فتستوعب السودانيين دون تمييز بسبب اتجاهاتهم الحزبيه والفكريه.
ومسوؤلية هروب هؤلاء القتله تقع فى الأول والآخر على عاتق النظام كله لأنه خلال العشرين سنه الماضيه افرغ تلك المؤسسات من اى سودانى صاحب خبره وخلق لا يدين للنظام بالطاعة والولاء حتى لو لم يكن متحزبا بصورة واضحه.