اوراق من الماضي. ام درمان خمسه سنين معاك (٤) .. كتب: صلاح الباشا

 


 

 

صلة لما سردناه في الحلقتين الماضيتين عن زماننا في ام درمان خلال السنوات الخمس( ١٩٧٠ الي ١٩٧٥) .
نتذكر بعض الذكريات الرياضية عن منافسات كرة القدم في دوري العاصمة او المنافسات الافريقية.
فهناك ثلاثةمباريات لاتزال في الخاطر . الاولي كانت بين الهلال ونادي المحلة المصري باستاد الخرطوم في العام ١٩٧٣م حيث كانت المباراة الاولي في استاد المحلة الكبري بمصر حيث كانت نتيجتها لصالح المحلة باربعة اهداف مقابل هدف للهلال .. ثم اقيمت مباراة الرد بعد اسبوعين باستاد الهلال وكانت نتيجتها لصالح الهلال باربعة اهداف لصالح الهلال مقابل هدف للمحلة.. وقد احرز اهداف الهلال كل من الفاتح النقر وقاسم ابوعنجة وعزالدين الدحيش وشواطين .
وقد مثل الهلال في تلك المباراة كل من زغبير في حراسة المرمي وكل من شوقي عبدالعزيز وفوزي المرضي وخضر الكوري وعبدالله موسي( المر) رباعي الدفاع .. وفي الوسط الريشة والاسيد .. ورباعي الهجوم الفاتح النقر والدحيش وقاسم ابوعنجة وشواطين .
لعب الفريقان زمن اضافي نصف ساعة انتهت بدون اهداف مما اضطر حكم المباراة ان يحسمها بالركلات الترجيحية. والتي كسبها فريق المحلة ليغادر الهلال البطولة الافريقية.
اما المباراة الثانية التي لاتزال بالذاكرة بل بذاكرة كل الرياضيين في السودان في ذلك الزمان قبل خمسين عام هي قبول فريق سانتوس البرازيلي الاكثر شهرة في ذلك الزمان حيث كان النجم بيليه ( الجوهرة السوداء ) في قمة عطائه وقد كان كابتنا للفريق . فقد زار سانتوس القاهرة بدعوة من النادي الاهلي الذي كان يترأس مجلس ادارته اللاعب السابق والكابتن والممثل السينمائي ورجل الاعمال ايضا( صالح سليم) . حيث سافر الي القاهرة رئيس نادي الهلال السيد احمد الرحمن الشيخ وقد كان رئيسا لبنك الشعب التعاوني ويرافقه نائب رئيس النادي المهندس عبدالله السماني حيث وجها الدعوة لنادي سانتوس لزيارة الخرطوم والتباري مع الهلال بموجب اتفاق مادي محدد بمافي ذلك تذاكر الطيران والضيافة.
وفي التاريخ المحدد وصل فريق سانتوس الي الخرطوم حيث خرجت الجماهير الرياضية لاستقباله بالمطار.
ومن الاشياء التي لازلت اذكرها بان فئة التذاكر كانت واحد جنيه للشعب وجنيهين للمساطب الجانبية بمقاعد الحديد وثلاثه جنيهات للمسطبة الوسطي وايضا مقاعد حديد . واعتقد كانت المقصورة بخمسه جنيه.
ولاننا في اواسط الشهر فان مبلغ التذكرة كان اكبر من ميزانيتنا كمعلمين وايضا كطلاب بجامعة القاهرة .. ولكن الحل اتي من صديقنا وزميلنا في السكن الاستاذ محمد احمد فضل السيد وكان لقبه ( ابو الزبير) الاستاذ بالاهلية الثانوية العامة بجوار صينية الازهري بام درمان.. وهو اصلا ابن تجار في السوق العربي ومن اهالي قرية طيبة الحسناب بطريق جبل اولياء. فاشتري لنا كمية من التذاكر مسطبة اوسطي بمبلغ ثلاثه جنيه نسددها له عند صرف الرواتب نهاية الشهر . وكنا نحن مجموعة من الاساتذة من الاهلية العامة ومن بيت المال الابتدائية( ب) . واذكر من اساتذة الاهلية في ذلك الزمان ( ١٩٧٣م) الذين ذهبوا معنا الي تلك المباراة من الثالثة عصرا حتي وقت المباراة في السابعة مساء كل من : ابو الزبير و احمد الحاج و علي حسن موسي ويسن الطيب وفضل الله عوض صالح وحسن الحاج وحسن يوسف وعبدالرحيم محمد عبدالرحيم ومحمد الامين و عباس بابكر وساتي احمد الشيخ و مامون عمر . ومن شلتنا ببيت المال الابتدائية شخصي الضعيف ومحمد احمد عبدالوهاب الاسد ونورالدين جعفر حسون وشقيقه عادل وفيصل عبداللطيف وشقيقه عبدالرحمن عبداللطيف وكمال الخير شهلابي و محمد محجوب ومحمود احمد وقيع الله ومحمد الحسن سلامه واحمد الشايب .
ومن الاشياء التي جعلتنا نستاء جدا كبقية الجماهير هي عدم استمتاعنا بالمباراة بسبب لاعب وسط الهلال ( شواطين) الذي اوكل له المدرب مراقبة نجم سانتوس( بيليه) وكتم انفاسه وافساد كل الكرات التي تصله .. برغم هتاف الجماهير له( فكوا ياشواطين ... فكو ياخ ) الي ان خرج بيليه من الملعب مغاضبا .. وخرجت الجماهير ايضا غاضبة علي تصرف المدرب واللاعب معا لانهم اتوا ليشاهدوا فنون بيليه في كرة القدم .. علما بان المباراة اصلا كانت ودية تشريفية. وبالتالي كانت المباراة ماسخه بلا طعم .
اما المباراة التي حققت اكبر شهرة هي مباراة كاس الذهب بين القمتين الهلال والمريخ بمناسبة عيد ثورة مايو السادس بتاريخ ٢٥ مايو ١٩٧٥م والتي انتهت بهدفين لصالح الهلال وحضرها الرئيس جعفر نميري وقيادات الدولة آنذاك .
وخرجت جماهير الهلال تغني برائعة عبدالوهاب الصادق ( الدهب دهب براي منو البقاسمو معايا ) والاغنية اصلا كانت التعب تعبي براي.
ونواصل ؛؛؛؛

bashco1950@gmail.com
/////////////////////////////

 

آراء