اين ميثاق حماية الديمقراطية ؟ المشهد السياسي اليوم في السودان ما اشبه الليله بالبارحه !

 


 

 

استيقظ السودانيون ما قبل 30يونيو 1989م على ارهاصات فشل انقلاب ضد الشرعيه قاده اللواء الزبير محمد صالح الذي تم سجنه في جبل اولياء ثم اعقبه انقلاب العميد عمر حسن البشير الذي اطلق سراح اللواء الزبير محمد صالح الذي صار نائبه .
المشهد العام يثبت شهادة وفاة الاسلام السياسي الامر الذي يوصد الباب بقفل ثقيل امام عوده الفلول ففى تونسى حل البرلمان وانتهى حزب النهضة الاخونجى نهاية دراماتيكيه اما في المغرب حزب العداله والتنميه الذي حكم البلاد بعشريه سوداء منى بهزيمه من العيار الثقيل جدا شطبت وجوده السياسي بعد ان سارع قادته لتقديم استقالاتهم وهو ايضا حزب اخونجى اسلاموى وبالتالي لا عوده للاسلام السياسى الذى انكشفت عورته نتيجه لمتاجرته بالدين.
مع كل هذه الحقائق انصار الجبهه الاسلامية في السودان يستقوون بالتقيه التى اجادتها اللجنه الامنية الحاكمه في البلاد والتى ما فتئت تحمى رموز النظام المباد وترفض محاكمتهم واطلقت لهم العنان في تهريب اموالهم وتهريب رموزهم الى مصر والامارات وتركيا وماليزيا وسمحت لديناصورات اعلام البشير بمزاوله عملهم نهارا جهارا امثال ضياء الدين بلال ومن لف ملفه وجرى مجراه فنالوا من الثوره والثوار .
اللجنه الامنية ترفض اخطر شعار لثوره ديسمبر الظافره وهو شعار العداله ترفض تعيين قانونيين مشهود لهم بالكفاءه على سبيل المثال ترفض تعيين البروفيسيور هنود ابيا كدوف رئيسا للقضاء كما ترفض تعيين المحامى الاستاذ كمال الجزولى نائبا عاما تخاف خوف الغزاله من الاسد .
السؤال الذى يطرح نفسه يا برهان وحميدتى طالما حمدوك فشل فشلا ذريعا في تنفيذ سياسات حكومة الثورة وهذا شيء طبيعي فالرجل لم يسبق له ان عمل وزيرا في اى حكومة سواء كان ديمقراطيه او ديكتاتوريه ناهيك من منصب رئيس الوزراء لماذا لم تستبدلوه بخبير اقتصادى شهد له العالم بالكفاءه مثل الدكتور بشير عمر فضل الله الذي عمل وزيرا للماليه في الحكومة الديمقراطية الثالثة كما عمل وزيرا للطاقه ووزيرا للاعلام اذا كنتم وطنيون وتحبون الوطن بدون اى مكايدات سياسية فالرجل هو البديل الصالح لحمدوك الذي اثبت فشله لكنه يخدم اجندتكم وزيارته للدعم السريع الخصم اللدود للثوار تثبت ذلك.
باختصار الشعب السودانى مل وتململ من هذا الفيلم الهندى الثقيل لهذا لم تخرج الشوارع هادره وثائره تدين الانقلاب العسكري وتحمى الديمقراطية فلا عجب ان كان حديث مجالس المدينة يشكك في مصداقيه وصدقيه الانقلاب ويعتبرونه مسرحية لان الذين اقتحموا التلفزيون في الساعات الاولى من الصباح وتمكنوا من الدخول إلى استديو البث الاذاعى وطالبوا ببث المارشات العسكرية عندما لم يستجيب لهم المسؤول الذى اكتشف عدم جديتهم غادروا مبنى التلفزيون دون اذاعة البيان الاول للانقلاب .
وعلامة الاستفهام التى تطرح نفسها بالحاح شديد لماذا لم نشاهد عقب كل انقلاب عسكري دعاه ميثاق حماية الديمقراطية ؟ اين هم ؟
بقلم
الكاتب الصحفى
عثمان الطاهر المجمر طه
هيلفاكس

elmugamar11@hotmail.com

 

آراء