باقان اموم .. هل ابصر شجرا يسير

 


 

 

الخرطوم : علاء الدين محمود

 دائما ما تأتي تصريحات الفريق سلفا كير ميارديت نائب رئيس الجمهورية ورئيس الحركة الشعبية وحكومة الجنوب دائما ما تأتي تصريحاته مصدقة ومؤمنة لتصريحات كان قد اطلقها فاقان أموم الامين العام للحركة الشعبية وربما يدل هذا على المكانة التي يحتلها الرجل في الحركة الشعبية ليس فقط على مستوى الموقع القيادي التنظيمي ولكن ايضا الفكري الشيء الذي دفع احد منسوبي الحركة الى ان يقول لي في حديث معه إن المطلوب هو أكثر من باقان واحد بالحركة الشعبية . وربما يكشف هذا عن المقدرات التي يتمتع بها باقن اموم ولعل المثال الاكثر سطوعا على اهمية التصريحات التي يطلقها باقان اموم ماذهب اليه قائد الحركة الشعبية ورئيس حكومة الجنوب سلفاكير ميارديت عندما حذر نائب الرئيس السوداني وقائد الحركة الشعبية لتحرير السودان من ان القوات المسلحة التابعة للحركة يعاد تنظيمها حاليا استعدادا للدفاع عن نفسها في حال نشوب الحرب مجددا بين الشمال والجنوب ، وهي التصريحات التي تحمل مضامين لا يمكن تأويلها الا بمقارنتها بالتصريحات التي اطلقها باقان اموم خاصة ان تحزيرات سلفا كير جأت عقب الاتهامات التي ساقها باقان أموم ضد الحكومة السودانية بتسليح المدنيين في الجنوب لتشجيع العنف بين القبائل قبل الاستفتاء على مصيرا لجنوب ، ولعل من ابرز الخلاصات التي خرج بها باقان اموم حول سير تنفيذ اتفاق نيفاشا للمصالحة الوطنية ان الاتفاق لا يسير جيدا على مستوى تنفيذ بنود الاتفاق وقال باقان اموم في وقت سابق أن أهل المؤتمر الوطني ظلوا في مغالطات معهم في بنود واضحة في اتفاق السلام، وأنهم والمؤتمر الوطني ظلوا في شد وجذب، فأصبحت هذه الخلافات تبديدا للجهد والوقت وتأجيلا للاستقرار مشيرا إلى أن هذا السلوك «لن يجعل وطننا دولة جاذبة لأبنائها الذين فروا لشتى دول العالم» الى ان يصل باقان بقوله الى (الحقيقة ان الحركة الشعبية في ظل جهدها لتحقيق التحول الديمقراطي والانتقال بالسودان الي فضاء التعددية والحريات قابله اصرار من المؤتمر الوطني علي ابقاء الوضع الشمولي ودولة الحزب الواحد  في مكانه او عدم تغييره تغييرا جذريا كما كان يجب ان يكون عليه الحال ,هذه هي طبيعة الصراع بين المؤتمر الوطني والحركة الشعبية مع العلم اننا القوي السياسية الوحيدة التي دخلت عبر اتفاقية سلام داخل جسم الانقاذ وتحاول ان تحدث تغييرا لصالح التحول الديمقراطي في السودان ,والوضع بالنسبة لي ليس ان الحركة تخلفت عن دخول تلك المؤسسات في الحقيقة دخلناها لكن ما حدث ان المؤتمر الوطني يضع العراقيل امام تفكيك دولة الحزب الواحد  هذا ما يحدث سواء في الاعلام او في الامن) وربما ماذهب اليه باقان أموم لم يجد وقعا له فقط لدى الحركة الشعبية بل حتى لدى المجتمع الدولي الذي يسارع هذه الايام ممثلا في الولايات المتحدة الامريكية الراعي الرسمي للإتفاق لجمع الشريكين مرة اخرى بعد كل هذه السنوات من توقيع اتفاق نيفاشا على طاولة واحدة لاجل بحث سير تنفيذ الاتفاق وتقييم ما أنجذ على صعيد الاتفاق وهي العملية التي تجرى هذه الايام في الولايات المتحدة وكان المبعوث الامريكي الى السودان  سكوت غراتيون قد صرح قبيل بدء هذه المحادثات بين الشريكين بواشنطون تحت رعاية داعمي اتفاق نيفاشا المقدر عددهم بثلاثين دولة ، قال  أن الولايات المتحدة ترغب في إحياء الاهتمام بإرساء السلام في جنوب السودان المهدد بتجدد العنف ، مؤكدا على ضرورة التوصل الى اتفاقات على ترسيم الحدود وتقاسم الثروات والسلطة في السودان ، ولتقييم التزام المجتمع الدولي تجاه اتفاق السلام الشامل الذي عقد بضاحية نيفاشا بكينيا في العام 2005م . وهو النشاط الذي بدأ امس بالعاصمة الامريكية واشنطون تحت مسمى ( منتدى داعمي اتفاق السلام الشامل) البنود التي اعلنها المبعوث الامريكي والتي وضعت منذ الامس في طاولة ( منتدى داعمي اتفاق السلام الشامل ) ما كان لها أن تصبح موضوعا يتناوله المنتدى لو ان اتفاق السلام على مستوى التنفيذ كان يسير جيدا ، ولأن الاتفاق يسير متعثر الخطى كما ذكر باقان اضطر الشريكان للذهاب مرة اخرى للوسطاء والولايات المتحدة لأجل أعادته الى جادة التنفيذ السليم والخلاق وهو الامر الذي كان قد توقعه باقان من قبل عندما تصاعدت أزمة ابيي لدرجة انسحاب وزراء الحركة الشعبية من الحكومة لتجد نيفاشا نفسها كما قال احد قيادات الحركة الشعبية في غرفة الانعاش تنتظر تشريح الاطباء الامريكان فإما أن تسير كما يجب ناحية التنفيذ أو ان يقرر رعاة الاتفاق الفشل في مساعيهم وهو الامر الرهين بما ستخرج به قرارات ووصفات اجتماعات ( منتدى داعمي اتفاق السلام الشامل ) وهي الاجتماعات التي تهدف كما يقول المبعوث الامريكي إلى «تنشيط الالتزام الدولي وإعادة إحياء الاهتمام الشديد الذي كان لدينا في نيفاشا في 2005 مذكراً بضرورة تحقيق تقدم قبل الاستفتاء حول استقلال جنوب السودان» و كان عدد من القيادات الجنوبية قد قالوا ان نيفاشا بحاجة الى رعاية ابوية عندما اجتمع العام الماضي ممثلين لحكومة جنوب السودان وكينيا وناقشا مسار تنفيذ اتفاق السلام الشامل، وقال حينها وزير الخارجية الكيني ان مجلس وزراء منظمة الايقاد يعتزم تحديد ميقات لاجتماع تقييمي شامل لاتفاقية السلام في جيبوتي (وهي العملية التي لم تتم )، ووصف رئيس وفد حكومة الجنوب وزير التعاون الاقليمي ميال بنيامين في ذلك الاجتماع اتفاقية المصالحة الوطنية الموقعة في نيفاشا بالطفل الكيني وانه بحاجة الى الرعاية الابوية، وان الوقت حان للحكومة الكينية لمعرفة مدى تنفيذها واخذ المبادرة لتقييم العقبات التي تواجه الاتفاقية، معددا العقبات التي تقف امام التنفيذ ، ولئن كان هذا ما قد ذهب اليه عدد من القادة الجنوبيين ( الحاجة الى رعاية ابوية للاتفاق ) فقد توقع باقان اموم شيء من هذا القبيل  في اعقاب تصاعد أزمة ابيي وكذلك عندما انتقد الأوضاع في البلاد خصوصاً الحريات الصحافية والسياسية، وقال إن هذه الأوضاع دفعت السودانيين إلى اللجوء إلى الخارج، مشيراً إلى أن عدداً كبيراً من السودانيين غادر إلى اسرائيل على رغم العوائق التي تعترضهم. ورأى أن تدهور حال الحريات هو نتيجة للمشكلات التي تواجهها البلاد ويصنّفها «دولة فاشلة». وذكر أن الحريات شرط أساسي لإجراء الانتخابات، ورأى أن التعدي عليها بداية للرجوع إلى الحرب، ولا يساعد على الاستقرار والانتقال إلى الديموقراطية. وقال إن هناك تدهوراً في مجالات سياسية واقتصادية، ويبدو أن لعنة الفشل تلاحق الشريكين حتى تحت ظل هذه الوصاية الدولية والتي يبدو أن دليلها قد حار وهي تبحث في تقريب الشقة بين الطرفين بعد أن فشل  المبعوث الرئاسي الامريكى اسكوت غرايشن فى تقريب شقة الخلاف بين شريكى نيفاشا حول نتائج التعداد السكانى، قبل أن ينهي الاطراف الثلاثة الاجتماعات المشتركة مقررين إستئنافها في الخرطوم منتصف يوليو القادم وسط تبادل للإتهامات   وكان باقان اموم قد اعلن عن امكانية حدوث خلاف كبير بين الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني خاصة فيما يتعلق بقضايا الاستفتاء وحق تقرير المصير وذلك عندما اعرب الامين العام للحركة الشعبية عن مخاوفه من عدم تمكن البرلمان من إجازة قانون الإستفتاء على حق تقرير المصير قبل نهاية اجله فى بداية يوليو القادم وتم ذلك خلال تنويره للاعلامين العاملين العاملين بالخارج قبل شهرين فى فندق (غراند فيلا) مضيفاً:" قدمت الحركة الشعبية مسودة لقانون الاستفتاء للمؤتمر الوطنى منذ سبتمبر الماضى ولم يجاز القانون حتى الان و اخشى ان تكون هذه بداية لخلاف كبير و نقطة إنفجار ما بين المؤتمر الوطنى و الحركة الشعبية ولعل التقارير الوافدة من العاصمة الامريكية تأتي مصدقة لما توقعه باقان اموم حيث وقف حمار التفاوض في عقبة متعلقة بما ذهب اليه اموم بالاضافة الى الاستفتاء برزت كذلك قضايا مثل ترسيم الحدود ، والترتيبات الامنية ، وابيي ، والانتخابات والاحصاء . وربما يقود الفشل في حسم هذه الملفات الى تحقق المحازير التي وضعها اموم في تصريحاته السابقة وبالتالي نسف كامل للاتفاق وقد اعرب عدد من المشاركين في منتدى داعمي اتفاق السلام الشامل عن مخاوفهم كون ان تنفيذ الاتفاق لايسير كما يجب وفي هذا الاتجاه اكد الجنرال لازاراس سيمبويا الوسيط الكيني في اتفاق نيفاشا للمصالحة الوطنية ان اتفاقية نيفاشا تواجه بصعوبات كثيرة وقال ان الطرفين وبعد مرور اربعة اعوام على الاتفاق لازالا يحتاجان الى بناء الثقة مرتأيا ان الرحيل المبكر لرئيس الحركة د جون قرنق قد ألقى بظلال كثيفة على التنفيذ بجانب ظلال قضية دارفور التي اثرت سلبا على السلام ، وعلى الرغم من التأكيد الذي بزله غازي صلاح الدين رئيس الوفد الحكومي في المنتدى ان الحكومة تعمل على تنفيذ اتفاق نيفاشا رغم المصاعب والعقبات التي تواجهها ، بالرغم من ذلك الا ان رئيس وفد الحركة الشعبية مالك عقار اعرب عن احباط الحركة الشعبية من سير تنفيذ الاتفاقية مبرأ ساحة الحركة الشعبية من المساهمة في تعطيل تنفيذ الاتفاق عندما أكد التزام حركته بالتنفيذ وعدم العودة الى الحرب مجددا ، غير ان عقار يرى في اجتماعات واشنطون التي انفض سامرها دون التوصل الى شيء ، يرى فيه فرصة اخيرة للطرفين لإستكمال تطبيق الإتفاقية . غير ان المشاركين في المنتدى لم يجدوا أفضل من تقديم النصح للطرفين بالتحلي بالروح الطيبة حتى يتم تنفيذ بنود الاتفاق في المواعيد المضروبة لذلك ، ليتفرق سامر المنتدى دون التقدم الجدي على امل انعقاد اخر في السودان ليتبادل شريكا الاتفاق المؤتمر الوطني والحركة الشعبية الاتهامات مجددا محملا كل طرف الاخر مسؤولية الفشل وبينما حمل ربيع عبد العاطي مستشار وزير الاعلام الحركة الشعبية مسؤولية عدم توصل المنتدى الى نتائج ملموسة في عدد من القضايا عندما قال ان ماحدث في المنتدى من تعثر امر متوقع بسبب ماوصفه بتشدد الحركة الشعبية في رفض نتائج التعداد السكاني ، في ذات الوقت نجد ان المتحدث الرسمي باسم الحركة الشعبية ين ماثيو قال ان المنتدى كان بمثابة الفرصة الاخيرة لتطبيق اتفاق السلام مؤكدا ان حركته ستتجه الى حلول اخرى اذا تعثر الحوار بين الجانبين لتسوية القضايا العالقة ، وعلى الرغم من عدم افصاح ماثيو عن ماهية الحلول الاخرى التي ستلجأ اليها الحركة الشعبية الا ان الواضح هو ان اللغة العنيفة بدأت تتسلل الى خطاب الشريكين الامر الذي ربما يعزز ما ذهب اليه فاقان اموم من ان إمكانية حدوث نقطة انفجار بين الشريكين      

 

آراء