باقان .. رحلة البحث عن سودان جديد في نيويورك …. بقلم: عمر قسم السيد

 


 

 

 

باقان اموم ..

يتمطى طولا وعرضا في شـوارع نيويورك !

ومن خلفه رجالا يدينون له بالولاء – خوفا ام طمعا في السلطة – لا ندري

هؤلاء بقيادة باقان ذهبوا كما يزعمون لمناقشة قضية دارفور واستفتاء جنوب السودان في جلسة مجلس الامن الدولي يوم الاثنين واخذ ضمانات دول المجلس !

كأن باقان هو رئيس السودان !

بأي شرعية يتحدث عن دارفور وجنوب السودان ؟

وما هو شكل الضمانات التي يريدها باقان ؟

ومن الذي سينفذ هذه الضمانات ؟

الانتخابات السودانية العامة مضت ، واتت اكلها ، تحت عين واذن المجتمع الدولي والعالم اجمع ، وكانت انتخابات مراقبة دوليا كما ارادت الحركة الشعبية والمعارضة السودانية فيما يسمى بتجمع جوبا !

وجاءت النتائج واضحة ومعبرة عن ارادة الشعب السوداني !

فازت الحركة الشعبية برئاسة حكومة الجنوب ، وينتظرها الكثير والكثير !

القبلية والفساد والتفلتات الامنية تهدد الاقليم !

التنمية تقف حجر عثرة امام كل الطموح والامنيات بإقامة دولة جديدة او الانفصال كما يحلو للبعض !

باقان صرّح لصحيفة الشرق الاوسط بان قطار الوحدة قد ولى ولم تبقى منه قطرة امل واحدة  !

لعمري هذا هو الانفصال بعينه !

باقان يقرر مصير شعب بأكمله .. اكثر من " 88 " قبيلة يتحدث بأسمها باقان اموم ، اذن لماذا الاستفتاء ووجع الرأس ؟

لا داعي لصناديق اقتراع ولا اوراق ولا – كلام فاضي -

باقان ينادي بأعلى صوته للانفصال ، وسلفاكير .. رئيس حكومة الجنوب يقف مكتوف الايدي ويستمع لحديث الباقان !

اذن باقان يعلو صوته فوق صوت رئيســه ، برغم انه لا ينتمي لقبيلة الدينكا كبرى قبائل جنوب السودان واكثرها سطوة وجاة .. هو ينتمي لقبيلة الشلك التي ينتمي اليها الدكتور لام اكول .

وعداء باقان للشمال لا يحصى ولا يعد ، فقد تذمر تجاه ما تردد عن عزم رئيس الجمهورية الاستاذ على عثمان طه الاقامة في جنوب السودان خلال الاشهر القادمة ، واعتبره عملا عدوائيا !

ان لشعب جنوب السودان ارادة لا يستطيع ان يسلبها باقان اموم او اى شخص غيره ، واذا اراد ان يكون عبدا لامريكا فليكن وحده !!

الشعب الجنوبي سيقول كلمته في صناديق الاستفتاء كما قالها في صنايق اقتراع الانتخابات

ويتردد ان باقان ورفاقه وضعوا اسما جديدا لدولة جنوب السودان بعد الانفصال !!

اذن ولادة دولة جنوب السودان الجديدة قد اوشك ، ولا شك انها ستكون اكبر مهدد للقارة الافريقية ، وهى استراتيجية قديمة وضعها المستعمر للقارة الافريقية ، ما زال يؤجج نيران الحروب والصراعات ويعيق التجارة والنمو الاقتصادي بها لتنفيذ مخططه ..

جنوب السودان لم يستفيد من " 7 " مليارات من عائدات النفط التى تستقبلها خزانته منذ توقيع اتفاق نيفاشا ، وتفتقر العاصمة جوبا إلى شبكة مياه وكهرباء جيدة، ويعيش معظم المواطنين في " بيوت " أكواخ من الطين والمنازل المؤقتة، وتضطر اليونسيف لتوفير المياه النقية لمنع انتشار مرض الكوليرا.

وقبل ايام قليلة طالبت حكومة باقان بتدخل الامم المتحدة لحل مشكلة الغذاء بالاقليم ، وكل ذلك يدركه باقان جيدا وهو حديث – تجاوز محيط اذنيه – ولكنه اعتاد على ركوب رأسه في كل الاحوال ، لذلك ذهب لنيويورك ليأتي بدولة جديدة تستبيح كرامة وعزة شعب جنوب السودان .

 

Ali Car [mabsoot95@yahoo.com]

 

آراء