بالدارجية العظمى ..(والقال ليكم منونقد دا شيوعي )؟؟!! بقلم: جمال علي حسن

 


 

 


قال لي (والله البلد دي مافيها حكومة)..فقلت له بسرعة (ومافيها معارضة كمان)!! وقد ظننت حتى تلك اللحظة انني امارس ونسة خفيفة الحمل على زهني ..اي ذلك النوع من الونسة غير المرهقة في التفكير ووزن الكلام والنقاش الجاد ..
لكن وبشكل مفاجئ تحول النقاش الذي كانت تلك هي عناوينه الى نقاش جاد جدا بيني وبين هذا المثقف السبعيني صاحب الميول الماركسية ان لم اصفه بانه ماركسي في كمال اعتقاده الفكري .. والذي ساعد في تطور النقاش هو موافقة الرجل لي في فكرة ان البلد (مافيها معارضة) بل حماسه الشديد لهذه الفكرة بشكل جاد ..
قال لي نعم مافي معارضة والمعارضة السياسية الموجودة في السودان (مانافعة بي بصلة) بدليل ان الحكومة تقتات من غباء المعارضة عشرين عاما او يزيد ..
فلو تحدث اي معارض سياسي للانقاذ عن خطأ اتفاقية نيفاشا في الاقرار بمنح حق تقرير المصير للجنوب مثلا عبر استفتاء اهل هذا الاقليم فسيتصدى له المؤتمر الوطني ببساطة ويقول له (ياخي نحن اخر ناس ادينا الجنوبيين هذا الحق) فقبلنا كان تجمع الاحزاب المعارضة قد اقر بحق تقرير المصير في مؤتمر اسمرا الاول اي قبل ان يفكر الناس في نيفاشا او يجلسوا على طاولة النقاش..
لاتوجد معارضة سياسية في السودان هذه العبارة التي قلتها للرجل على سبيل المزاح في بداية حديثي معه هي في اعتقادي عبارة صادقة وحقيقية ..
السيد الصادق المهدي في حواره مع الحرة قال ردا على الاتهام له ولحزبه بالهرولة نحو المؤتمر الوطني قال (مافي حد في الاحزاب المعارضة وخاصة المؤتمر الشعبي عندو لسان يتهمني به لانني الوحيد الذي لم يشترك في هذا النظام ولم يشارك حزب الامة فيها اطلاقا باي صيغة من الصيغ او شكل من الاشكال)..
والصادق يقول هذا الكلام وراعي الضان في الخلاء يعرف الذي بين الانقاذ وحزب الامة من (عاطفة وحنان ياناس)..وانا لم اقل صفقات ..
لاتوجد معارضة سياسية في السودان الان وجلسة سكرتير الحزب الشيوعي مع دكتور نافع في احدى طاولات مؤتمر الدوحة كانت تلك الصورة الملتقطة والرائجة لتلك الجلسة تقول كل شئ ..لكنها تقول ايضا لطلاب الجبهة الديمقراطية بالجامعات والذين لا يهدأ غضبهم من تصريحات نافع واستخفافه الدائم بقياداتهم تقول تلك الصورة (على مهلكم ياهؤلاء انتو زعلانين في الفاضي والجماعة متونسين اخر ونسة)..
وبالمناسبة من المحتمل ان تكون تعبئة دكتور نافع لهؤلاء ضده بسبب استخفافه بقياداتهم  ومنهم نقد نفسه يمكن ان تكون قد تسببت في احداث وحوادث دامية او ملاسنات وتهديدات بين طلاب الوطني وطلاب الجبهة الديمقراطية ..
وحين كنت اتحدث  عن هذه اللقطة الرائجة مع  العم الماركسي المعارض للحكومة وللمعارضة معا ..قال لي (والقال ليك منو انو محمد ابراهيم نقد دا شيوعي.؟؟؟!!!).. الى هنا تحول النقاش من الفضاء السياسي الى فضاء فكري يتناول قضية تصنيف سكرتير الحزب الشيوعي السوداني عند بعض الماركسيين بمايسمى بالتيار التحريفي عند الشيوعيين اوالتيار (الخورشوفي) نسبة الى خورشوف وهذا كلام كتير ..
لكن الكلام المختصر اقوله للمعارضة السودانية (والله لو كنتم بتفكرو في تغيير النظام بي حالتكم دي معناها الانقاذ دي إلا تموت في حادث حركة او موت الله ساي)!!!..

جمال علي حسن [jamalgo2@gmail.com]

 

آراء