بثينة دينار.. الاستغباء لم يكن مقبولا يا منافقة !! 

 


 

 

يبدو ان السياسيين في السودان يفكرون بالعقلية ذاتها التي جثمت على صدور السودانيين لثلاثين عاما عجافا، وان ثورة ديسمبر المجيدة، لم تنجح في تغيير تلك العقلية، بل على العكس وزعتها بالتساوي على الكثير من المشاركين بالعملية السياسية اليوم.

نعم، تلك العقلية لم تتغير وما زالت تعتقد ان المواطن السوداني نموذج مناسب "للاستغباء والاستحمار" والكذب عليه جهارا نهارا دون خجل وحياء، منها على سبيل المثال، قول الوزيرة السابقة بديوان الحكم الاتحادي في الحكومة المعزولة، بثينة دينار انها اضطرت للعودة الى منصبها حفاظا على مكتسبات السلام ومنعا للحرب.

وأوضحت الوزيرة المعزولة في بيان الاثنين 29 نوفمبر 2021، إن ما حدث في 25 اكتوبر الماضي بانه انقلاب، وقالت انه وضع اتفاقية جوبا لسلام السودان وأطرافها “بين حجري الرحي” فى موقف لا تحسد عليه.

وقالت دينار “اننا نرفض الانقلاب رفضا قاطعا، ومن الناحية الأخرى لا نرغب فى العودة إلى الحرب ،والسلام يمثل قضية استراتيجية بالنسبة لنا وللسودان، ولذلك فإنني وضعت فى موقف مؤلم بين امرين أحلاهما مر، المساهمة فى نقض غزل الاتفاقية القائمة على الديمقراطية وقيم الثورة او العودة إلى الحرب".

وأضافت ” قررنا المحافظة على اتفاق جوبا لسلام السودان والانحياز لقضايا الثورة من الموقع الذي اشغله، وسيكون هذا أمرا معقدا وصعبا".

وأضافت ” كل القرارات التى اتخذت فى وزارتي وتقع تحت صلاحياتي وسلطاتي، ساراجعها بانحياز تام لقوى الثورة والتغيير وصوت الشارع وتنفيذا لاتفاق جوبا لسلام السودان".

عزيزي القارئ..

إذا كان النفاق يتضمن قلبا للحقائق وتزويرا للواقع وإظهار للأشياء على نحو مغاير لواقعها، فإن السيدة بثينة دينار هنا، تنافق وتتلون وتتغير كتغير الفصول الأربعة، لتبقى في منصبها كوزيرة بأي وسيلة واي طريقة، منطلقة بذلك من أن الغاية تبرر الوسيلة، ضاربة بعرض الحائط بقيم الثورة السودانية الرائعة التي تنادي بحرية سلام عدالة.

تزعم السيدة بثينة المحرومة من الذكاء السياسي، بأنها ترفض الإجراءات الإنقلابية الأخيرة لجنرالات الجيش وقادة ميليشيا الجنجويد، وبالرغم من هذا، تدعي انها اضطرت للعودة الى منصبها حفاظا على مكتسبات السلام ومنعا للحرب، وهي هنا صراحة تقول بان الحرب ستشتعل مجددا وتقضي على الأخضر واليابس، إذا لم تعد هي لمنصبها السابق كوزيرة في وزارة الحكم الاتحادي، وهذا هو عين النفاق والانتهازية، عندما يقول احد السياسيين، أما أنا أو الطوفان!!

هذه السيدة الانتهازية، إذن تريد ان تقنعنا وتقنع الشارع السودان وببلادة شديدة، بأن وجودها في حكومة الانقلابيين ضروري جدا جدا جدا للحفاظ عن مكتسبات السلام.. لكنها نست أو تناست أن تشير الى تلك المكتسبات المزعومة؟

السلام الذي تتحدث عنه السيدة بثينة، بعيد المنال، لكن هذا هو أسلوب الانتهازيون، يجدون دائما مبرراتهم، سواء كان هذا الانتهازي صحفيا أو كاتبا أو سياسيا، في تبرير انتهازيته بأن المرحلة تتطلب ذلك، وهو يقصد بذلك مصلحته بطبيعة الحال.

إن التقلب في المواقف وبيع المبادئ تحت شعارات كاذبة، صفة لصيقة بالسيدة بثينة دينار التي كانت عضوا في الحركة الشعبية لتحرير السودان -شمال في فترة من الفترات، لكنها شالت (بقجها) والتحقت بياسر عرمان ومالك عقار اللذان انشقا على الحركة الشعبية بعد قرارات مجلس التحرير للمنطقتين في عام 2017، ولذا لا نستغرب ابدا ان تؤسس هذه السيدة مواقفها على قاعدة النفاق والكذب والدس الرخيص لكسب منافع آنية وشخصية.

تقول السيدة بثينة، انها اضطرت للعودة الى منصبها حفاظا على مكتسبات السلام ومنعا للحرب، لكن هل هذا المنصب ماركة مسجلة باسمها.. وهل نست ان اتفاق حمدوك عبدالله آدم وعبدالفتاح برهان، يشير الى حكومة (تكنوقراط؟)، والسيدة بثينة لم نعرف عن خبرتها، سواء انها كانت ترافق وفد الحركة لمفاوضات السلام (كتمومة جرتق؟).

الشعب السوداني ليس شعبا غبيا. انه يعرف جيدا من الذي انقلب على ثورته ومزق الوثيقة الدستورية ثم نصب نفسه حاكما عليهم بقوة السلاح، ويعرف أيضا هؤلاء الانتهازيين الذين وقفوا من الانقلابيين وبرروا انقلابهم المشؤوم. ولذلك نقول لها.. يا أيتها السيدة التافهة.. السودانيون ليسوا أغبياء والإرادة التي أطاحت بالسفاح عمر البشير وبحكمه الذي دام ثلاثين عاما، هي التي ستلقي بالانقلابيين جميعا وبك إلي مزبلة التاريخ عن قريب.. والأيام بيننا.

نقول لكم.. كفاكم ثرثرة ونفاق، وما مواقفكم إلا إفرازا لازدواجيتكم ووجوهكم المتقلبة.. من فضلكم كفى نفاقا والسودان لم يعد يحتمل!؟




bresh2@msn.com

 

آراء