براثن تِرِكْ وشِباك الحكومة وأنياب الخفافيش

 


 

 

لا تختلف مجموعة ترك وما تقوم به عن حكومة حمدوك عديمة الكفاءة وما تفعله ولا الجيش وبقية القوات النظامية ككتلة مضادة يجرها البرهان للحفاظ على مصالحه ولا حميدتي بمجموعة الدعم السريع وهي تتفرج على العبث الذي يحدث ومكتفية بمكاسبها ولا عقار الذي نسي أنه حركة شعبية لتحرير السودان شمال واكتفى بتحرير النيل الأزرق ولا عبدالواحد الغير متصالح مع الكون كله ولا الحلو المتردد في إتخاذ القرار الصائب في الوقت الصحيح ولا مناوي المتقلب المائل حيث تميل الريح بالإضافة لشلة عمسيب وحياة الملك وكل المتقوقعين في أمراضهم النفسية والعصبية والقبلية والمناطقية فكلهم سواء لا يختلفون عن بعضهم البعض لا شكلاً ولا موضوعا ولا جينات ، هؤلاء لا يصلحون أبداً لأنهم لم يُخلقوا إلا للخراب والدمار ناعماً كان أم متوحشا فهؤلاء هم العقبة الحقيقية للسودان وشعبه وما أن تتغير اللعبة التي يمارسونها في صراع الكراسي هذه الأيام إلا ويعيدوننا لنفس المربع الأول لنبدأ نفس الموال ودائماً من جديد .
الناظر ترك في الإدارة الأهلية وبقية النظار والعمد والأمراء والبيوتات الدينية والمشائخ هم من مارس التجهيل والتضليل والاستعباد في كل مجتمعات الشرق وهم سبب التخلف والجهل والمرض الذي يرزح فيه الهدندوة والبجا بصفة خاصة بل كل شرق السودان وحرموه من العلم والتعلم بشتى الطرق ليظلوا هم القادة وغيرهم مجرد تابعين لهم بهذه الصورة العمياء الضالة التي نراها ، وبسبب النظرة الضيقة هذه من تِرِكْ وأمثاله في الماضي والحاضر وعدم السماح للآخرين من غير البجا في الإقليم بالمشاركة السياسية والفكرية في قضايا الشرق تعقدت الأمور أكثر مما أخل بالتوازنات المطلوبة وتأثيرها على المركز لنزع الحقوق ورسم مستقبل الشرق بالصورة المطلوبة ، وقضية الشرق لن يحلها ترك لوحده ولا المجلس الأعلى لنظارات البجا ( المنقوص منه والمكتمل ) ولا حتى مؤتمر البجا منفرداً مشاكل الشرق لابد وأن تشارك فيها كل القوميات في الإقليم وليس البجا وحدهم وبصورة حقيقية ودون استثناء أو إقصاء أو تعالٍ أو امتيازات .
المشهد السياسي السوداني مشهد مؤذ ٍ للنفس والقلب والعقل وكل الحواس بمشاعرها وأحاسيسها وكل شخص سوي داخل السودان أو خارجه لا يستطيع أن يؤيد أو ينتمي لجهة ٍما او يتبع حزباً من الأحزاب أو الحركات والطرق والأفراد أو المجموعات بمشاربها المختلفة أكثر من نسبة عشرين إلى خمس وعشرين في المائة ، ففي ظل هذه الممارسات والمكايدات والتعنصر والشحنات السالبة التي شتت أفكارنا وقراراتنا وأعملت فيها وفينا طعناً وتمزيقاً حتى أصبح من سابع المستحيلات أن نفعل أو نقوم بأي عمل دون إحباط أو معاكسات أو بيروقراطية وخاصة للشباب الذي فقد الثقة تماماً في كل ما يدور أو يحدث أمامه وحوله وأصبح من المستحيل أيضاً أن يصدق أي جهة مهما كان توجهها ومهما نفخت نفسها ورفعت من شعارات أو طرحت من أجندة وقضايا ، لا يستطيع الشباب الوثوق بها أو الإطمئنان إليها إلا بمقدار ضئيل فالكل مشكوك فيه وفي نواياه ونزاهته وللأسف الشديد لم يستطع أياً من هؤلاء الممسكون بزمام الأمور أن يثبت العكس ، لقد تم خداع الشعب السوداني مراراً وتكرارا لأكثر من ستين سنة وتم فيها إهدار ثرواته وهز قيمه وثقته وضرب مجتمعه بكل أنواع الإجرام وأشكاله البائن منها والمستتر وتم تعطيل مسيرته ونمائه وتطوره بصورة ممنهجة وسافرة وخبيثة .
أين يكمن الحل إذاً ؟ يكمن الحل في محو كل شيء يتعلق بالتاريخ أو الماضي أو الأمس ( ما أعنيه هنا هو التنازلات والتسامح ) والنظر إلى المستقبل وأن يتقبل كل منا الآخر بكل ما فيه حتى يكمل بعضنا بعضا ونسد الخلل ونعالج الانقسامات وندفن الفتن والكراهية وإلا سيكون هناك المزيد من الانقسام والتشظي والتشتت والانطواء والانكفاء على الذات بصورة أكثر بشاعة مما نراه الآن ولن تتوقف هذه النيران التي يشعلها البعض هنا وهناك فالحريق لن يستثني أحدا ، أفيقوا هذه دولة وليست حقل تجارب ومساومات ومكايدات وعبث أطفال .

عبدالماجد موسى/ لندن
٢٠٢١/٩/٢٠
seysaban@yahoo.co.uk
///////////////////////

 

آراء