بشكل عاجل وسريع: وزير النظافة العامة بولاية الخرطوم

 


 

 

إعادة لما سبق أن طرحناه ،في هذه الصحيفة، بشأن تدهور البيئة في السودان ومقترحات حلها،فإن إقتراحنا القديم / الجديد..هو وجود ولائي للنظافة العامة بولاية الخرطوم ،كامل الصلاحيات.فقد وصلت درجة تدني النظافة العامة بالعاصمة السودانية( دون الصفر) في مؤشر الأداء البيئي العالمي لنظافة المدن،ولم تعد تدخل العاصمة السودانية في قائمة المنافسة !
لقد سبق لنا أن طرحنا فكرة ( انشاء وزارة مركزية للبيئة ) بسبب تدهورها لحد الكارثة في كل بقاع السودان...ولكن لا مجيب...ثم طرحنا فكرة ( المفوضية القومية للبيئة) فذهبت الفكرة مع ادراج الرياح...ثم اقترحنا بأن تكون إدارة العاصمة القومية بشكل استثنائي وقانون خاص ،علي يكون علي رئاسة إدارتها( عمدة المدينة) إسوة بالمدن الكبري...مثل ( عمدة مدينة باريس)، ،( عمدة مدينة لندن)، ( عمدة مدينة نيويورك)، ( عمدة مدينة استانبول) وغيرها من المدن..وله من الصلاحيات المحلية الإدارية والقانونية ما لدي بقية الوزراء بالولاية...وكأننا كنا نؤذن في مالطا.فالقوم عندنا لا تهمهم قاذورات المدينة..ولاتهمهم دهشة القادمين من السودانيين والأجانب الزائرين وهم يشاهدون عبر نوافذ الطائرة للمدينة التي تحتهم ..كيف تسترخي العاصمة السودانية وتتمدد علي (كوشة كبيرة) من الأوساخ...وتسبح علي المستنقعات المتقطعة من طفح المجاري..
ولن نمل التذكير بتدهور بيئة المدن التي أصبحت طاردة للعيش فيها..خاصة صحة البيئة ذات العلاقة الوثيقة بحركة الحياة اليومية.
لهذا نعيد اقتراحنا بضرورة وجود ( وزير للنظافة العامة) بولاية الخرطوم كتجربة قابلة للتطبيق في بقية الولايات.
وبما أن البلاد مقبلة علي تكوين حكومة وفاق وطني تقودها الكفاءات، ذات التأهيل العلمي والخبرة العملية والقدرة علي الخلق والإبداع والابتكار وحل المشكلات..خاصة الخدمات البلدية...فإن تعيين (وزير للنظافة العامة) بالعاصمة القومية ،يصبح مطلبا بشكل عاجل وسريع.
وبطبيعة الحال فإن المهام الأساسية والرئيسية لهذه الوزارة هي ( نظافة العاصمة القومية ) ويستوجب ذلك ضرورة ورسم مسارين ،لا يعطل أحدهما الآخر.
المسار الأول إعادة الهيكلة وتحديثها لعمليات النظافة العامة ،ويشمل ذلك تغيير المفهوم القديم للنظافة العامة من حيث التقنيات والكوادر المدربة والاليات والمعدات والخطط والبرامج في منظومة متكاملة من حيث العمل الميداني والتقييم والقياس والمتابعة والمحاسبة وتعديل البرامج وفقا للمتغيرات.
ثم المسار الثاني،طويل المدي وهذا له خططه وبرامجه ويحتاج الي فرد مقال طويل يقع ضمن ( الرؤية الوطنية للسودان).
وبالعودة إلي المسار الأول،وهو إنقاذ ما يمكن إنقاذه،وازاحة الغبار من وجه الخرطوم ( الجميلة) والعودة بها إلي ماكانت عليه في ستينات القرن الماضي عندما كانت تتمني وضعها الكثير من المدن العربية من حيث النظافة والنظام.
وكما ،اقترحنا،سابقا،ولازال الاقتراح مطروحا باعتباره هو المنقذ ( من الغبار)...استقدام شركة عالمية متخصصة في نظافة المدن للقيام بهذه المهمة، خلال ثلاثة سنوات ، وتوجد شركات عالمية ( متعدية القارات) معروفة بنظافة المدن ،ويمكن استخدامها إما بالتكليف المباشر ،أو عن طريق طرحها في مناقصة عالمية للمنافسة بطريقة ال (BOT).
والسؤال البديهي...من أين سيأتي التمويل؟فالأمر في غاية البساطة ،اذا ابتعدنا من ( الفساد وخراب الذمة المالية) و( البحث عن الكومشن ) كما كانت تفعل الحكومات السابقة.
يستطيع السودان،أن يحصل علي تمويل مالي، لإنفاذ عمليات النظافة،في شكل قروض أو منح أو هبات مالية من الدول الشقيقة والصديقة ،طويلة المدي، أو من المنظمات والوكالات الدولية ذات العلاقة،مثل منظمة الصحة العالمية،منظمة العمل الدولية،برنامج الأمم المتحدة لحماية البيئة،منظمة المدن العربية ...وغير ذلك من المؤسسات والمنظمات الطوعية.
ولن تكون التكلفة المالية كبيرة..ربما في حدود ال ( 600000000) ستمائة مليون دولار أمريكي لمدة ثلاثة سنوات...وذلك يكفي لاستقدام الشركة العالمية بمعدتاها والياتها وعمالها وفنيها وخبرتها مع تدريب السودانيين علي إدارة المشروع بعد انتهاء فترة التعاقد...علي تكون الاشراف علي أعمال الشركة هي اللجنة الفنية تحت إدارة وزير النظافة ،وليست للمحليات أي دور في إدارتها الا من خلال وجود مناديبها في مجلس إدارة العمليات.
د.فراج الشيخ الفزاري
خبير وعضو تجمع الاكاديميين والباحثين والخبراء السودانيين

f.4u4f@hotmail.com
/////////////////////////

 

آراء