بعد اعتداء نيس الإرهابي: فرنسا على سطح صفيح ساخن .. بقلم : بدرالدين حسن علي
badrali861@gmail.com
قال د. باتريس ماغي " أبو شيراز " الزوج السابق للفنانة الممثلة الرائعة
تحية زروق ، الذي عاش في السودان عدة سنوات ، ومن أهم إنجازاته إخراجه
لمسرحية " البرجوازي النبيل " سودنة وإقتباس الراحل المقيم حسن عبدالمجيد
، أن فرنسا تعيش حاليا فوق سطح صفيح ساخن بعد مذبحة نيس وغيرخا من
المذابح التي نفذها الإسلام الإرهابي ، كأنما هم مجموعة من " أنصار
دونالد ترامب " عدو المسلمين في الولايات المتحدة الأمريكية .
وقال باتريس : لست من أنصار لعبة كرة القدم ، ولكني أعلم جيدا حزن
الفرنسيين على خسارتهم لكأس أمم أوروبا في أرضهم ، وهذا يعني رغم حزننا
الشديد على رحيل الأبرياء ، ولكن التوقيت سيء للغاية .
فقد استيقظ الفرنسيون على اعتداء إرهابي جديد يقف
وراءه فرنسي - تونسي. وككل مرة تتجه الأنظار مجددا نحو مسلمي فرنسا الذين
"يقفون بين نارين: الخوف من الإرهاب والإسلاموفوبيا"
فرنسا تعيش تحت صدمة كبيرة بعد هجوم نيس الذي
أودى بحياة 84 قتيلا وخلف عشرات الجرحى. وبمجرد أن بدأ الحديث عن أن ما
حدث اعتداء متعمد بدأت ردود أفعال الهيئات الإسلامية في أوروبا تتوالى
وتندد كلها بالحادث الدموي حتى قبل تحديد هوية الفاعل وإعلان أي جهة
مسؤوليتها عن ما وقع.
فقد دعا المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية،
المسلمين إلى الدعاء بالرحمة لضحايا هجوم نيس الذي وصفه بـ "الهمجي" في
صلاة الجمعة. وأدان المجلس في بيان له نقله التلفزيون الفرنسي الرسمي
الاعتداء بشدة، معربا عن مشاعر "التضامن والتعاطف" مع أسر الضحايا
ومتمنيا الشفاء للمصابين، ومعتبرا أن هذا الاعتداء استهدف "بلادنا في
العيد الوطني 14 يوليو، الذي يجسد الحرية والإخاء والمساواة".
اعتداء نيس يأتي بعد ثمانية أشهر من اعتداءات باريس التي أوقعت 130 قتيلا
في نوفمبر الماضي ، لتغرق فرنسا مجددا في مشاهد من الرعب والدماء، وهذه
المرة في منطقة سياحية تشهد إقبالا كبيرا على كورنيش "برومناد ديزانغليه"
الشهيرة المحاذية للبحر المتوسط، على الكوت دازور.
ويقول كريستيان لوشون وهو مسئول المعهد
الفرنسي لتكوين الأئمة في باريس إن معظم ردود الأفعال الرسمية على مستوى
تمثيليات المسلمين في فرنسا لم تخرج بعد، لكنه يتوقع أن تخرج مسيرات
حاشدة للمسلمين خاصة في مدينة نيس وباريس للتنديد بالهجوم الإرهابي كما
حدث في الاعتداءات السابقة التي شهدتها فرنسا ، حيث خرجت مسيرات من تنظيم
منظمات إسلامية مختلفة منها مسجد باريس وتجمع مسلمي فرنسا ونداء مسلمي
فرنسا.
وأوضح مصدر قضائي أن شاحنة بيضاء اندفعت بأقصى سرعة في اتجاه حشد كان يضم
الآلاف وبينه العديد من الأجانب، وحصدت ضحايا على مسافة كيلومترين.
وأعلنت وزارة الداخلية أن الشرطة قتلت سائق الشاحنة. وقال رئيس مجلس
منطقة نِيس: "كانت هناك أسلحة وأسلحة ثقيلة داخل الشاحنة".
وعن المبادرات الإضافية التي يمكن أن يقوم بها المسلمون للتنديد بما حدث،
ووضع مسافة من كل الاعتداءات التي تقع باسم دينهم، يقول لوشون "الطريقة
الوحيدة للتعبير عن موقفهم هي الخروج في مسيرات. لا يملكون أكثر من ذلك
فهم مجرد مواطنين لا يملكون سلطة تغيير شيء".
"ليس الجميع إرهابيا"
هذه المنظمات والتمثيليات الإسلامية نفسها تندد بعد كل هجوم إرهابي
بتزايد الاعتداءات ضد المسلمين وانتشار الكراهية تجاههم والإسلاموفوبيا.
ويقول لوشون إن فئة من المسلمين تساهم للأسف في الإساءة أكثر للإسلام
ولبقية مسلمي فرنسا:"ليس الجميع إرهابيا طبعا ولكن البعض يزيد من ترسيخ
الصورة السيئة عن الإسلام، فقد نقلت الصحافة الفرنسية مثلا أن مجموعات من
الشباب المسلمين خرجوا في بعض أحياء نيس احتفاء بالمجزرة التي شهدتها
المدينة. وهذا يشكل فرصة للأطراف والأحزاب المتطرفة في فرنسا سواء كانت
يمينية أم يسارية لنشر خطاباتها المتطرفة في المجتمع".
لكن من جهة أخرى يرى الخبير الفرنسي أن المجتمع الفرنسي يشهد تطورا.
ومثلما هناك نماذج سيئة عن الإسلام توجد أخرى إيجابية.
ويعطي المثال هنا بالقول "في الوقت الذي يهاجم فيه بعض من يسمون أنفسهم
مسلمي فرنسا. نجد أن فئة كبيرة تدافع عن البلاد في نفس الوقت. فالأرقام
الأخيرة تشير مثلا إلى أن 25 بالمائة من عناصر الجيش الفرنسي مسلمون".