بعد خطاب حميدتي .. خوفي علي بلدي من الإنتكاسة

 


 

 

علمتنا التجارب مع الساسة السودانيين أنهم يقولون ما لا يفعلون ، خاصة تلك الوعود المرتبطة بالتنازلات عن الحقوق والمكاسب الشخصية.
وكلما إستبشرنا خيرا بحلو الحديث منهم وفرحنا وطربنا في إنتظار الغد المشرق...حتي يطل علينا ذلك السياسي المعارض (كاره البشر ) ، المتمرد، بوجهه الكالح من بين الجموع، ليصبح صوته الناشذ هو ( الطعم) و( المصيدة) المدمرة لكل طموحات وتطلعات الوطن نحو المستقبل الجديد..
الحديث السياسي الوطني المسئول ، الذي تبناه القائد حميدتي، في كلمته للأمة السودانية عبر التلفزيون القومي، وتأكيده من جديد وتمسكه بالاتفاق الاطاري والانتقال السلمي للحكومة المدنية ودمج القوات الدعم السريع في منظومة القوات المسلحة السودانية ...وكذلك الأخبار الطيبة الواردة من جمهورية جنوب السودان بشأن الاتفاق حول مصفوفة ( سلام جوبا)...كلها مؤشرات تحمل الكثير من البشريات لهذا الوطن وشعبه الصابر الجميل..وتؤكد بأن السودان لازال بخير ما دام قادته قد استشعروا الخطر الذي يحيق بوطنهم جراء تلك الخلافات ومناكفاتهم السياسية.
وتبقي في الخاطر...بقايا من مخاوف قديمة لا زالت تعشعش في اللاشعور الجمعي للشعب السوداني..وأبرزها الانتكاسة لكل عمل جميل أو اتفاق وطني يتم التوصل إليه..ويخافون النكوص والتنصل بل والتمرد علي المتفق عليه...وهذا التقييم ليس من عندي..بل أسألوا حال السياسة في السودان منذ عهد الاستقلال.
ورغم الصدق الذي إتسم به خطاب القائد حميدتي، إلا أن ذلك لا يعني عدم وجود معارضة لهذا التوجه داخل قوات الدعم السريع..فليس من السهولة فقد الامتيازات...
ولن يقصر أصحاب النفوذ ومراكز القوي من العسكريين والمدنيين ومن الساسة المتبطلين من التشكيك في نجاح تلك البشريات.. وستكثر التصريحات المناوئة والتحليلات السالبة والشوفانيات المتعددة..ولهذا قلنا وكتبنا كثيرا بغفل الباب أمام تلك المحبطات وذلك بضرورة توحيد الخطاب الإعلامي خاصة لأصحاب المصلحة الوطنية
الحقيقية في القوات المسلحة وقوات الدعم السريع والقادة المدنيين الذين سعوا بكل ما يملكون من قوة لانجاح تلك المساعي، والكف عن التصريحات الارتجالية وترك ذلك للمكتب الاعلامي المتخصص لهذا الغرض.
نعم نحن متفائلون بالخير بعد خطاب القائد حميدتي..وبتلك الانباء الواردة عن (سلام جوبا)..ولكن تظل المخاوف باقية...وبمشاعر مضاعفة هذه المرة..فإذا حدثت ( النكسة) بعد كل تلك البشريات، فلن تقوم لنا قائمة بعدها..وهذا ما لا نتمناه لبلادنا الحبيبة..

.فراج الشيخ الفزاري
f.4u4f@hotmail.com

 

آراء