بعيداً عن الإنقلابات والإستغلال الحزبي

 


 

نور الدين مدني
25 September, 2021

 

كلام الناس
إستمعت للتسجيل الصوتي الذي بثه العميد الركن صلاح الدين محمد أحمد كرار عضو مجلس إنقلاب الثلاثين من يونيو1989م البائد حول المحاولة الإنقلابية الفاشلة دافع فيه عن المتهم الأول في الإنقلاب العميد بكراوي وقال إنها مؤامرةخبيثة تستهدف شخصه وقوات الشعب المسلحة وأشار إلى الخلاف نشب بين بكراوي وبين قائد قوات الدعم السريح حميدتي، وحذر صلاح كرار من التامر الذي يستهدف تفكيك سلاح المدرعات كما فُككت من قبل هيئة العمليات وأكد أن القوات المسلحة قوية وصامدة.
إستمعت أيضاً للتسجيل القديم للعميد بكراوي لموقع مونتي كاروو الإخباري تحدث فيه عن ماحدث في اللقاء الذي تم بحضور رئيس المجلس السيادي الإنتقالي عبدالفتاح البرهان ونائبه قائد قوات الدعم السريع حميدتي وما سببته تصريحاته في هذا اللقاء من جفوة بينه وبين حميدتي، وأكد بكراوي في هذا التسجيل حرصه على وحدة وتماسك قوات الشعب المسلحة وقال إنها مستهدفة من الحركات والقوات والمليشيات غير النظامية، لكنه أكد قوة القوات المسلحة بما تملك من أسلحة ومعدات متطورة بما فيها الطائرات المسيرة والقنابل الذكية والصواريخ، وقال إن ما يحدث يهدف في الأساس لتعميق الخلاف بين المجلس السيادي وقوى الحرية والتغيير.
لم نكن في حاجة لهذه الإفادات التي تؤكد حقيقة الاثار السالبة للإنقلابات على قوات الشعب المسلحة خاصة إنقلاب الإنقاذ الذي تبنى قيام قوات موازية للقوات المسلحة للأسف مازالت تتحرك بجرأة تحت إدعاء إنحيازها للإرادة الشعبية لكنها عملياً تتامر ضد قوى الثورة الشعبية سراً وعلانية.
مرة أخرى نؤكد تقديرنا لدور قوات الشعب المسلحة وكل القوات النظامية الأخرى في حماية وحدة وسلام السودان وحماية أرواح المواطنين وممتلكاتهم لكننا ضد الإستغلال الحزبي لهذه القوات في الإنقلابات العسكرية ضد الأنظمة المدنية الديمقراطية، ونرى ضرورة الإسراع بإعادة هيكلة القوات النظامية لتعزيزوحدتها و قوميتها وإستقلالها ومهنيتها، وتنفيذ عملية التسريح وإعادة التأهيل وفق القوانين والتراتبية النظامية وتوظيف الحالات التي لم يتم إستيعابها بالقوات النظامية في مجالات عمل أخرى كل حسب قدراته وإمكاناته، وإنفاذ قرار مجلس الأمن والدفاع بالحسم المطلوب لجمع السلاح خارج القوات النظامية دون استثناء .
معروف مسبقاً أن الحكم المدني الديمقراطي لايتعارض مع تعزيز قوات الشعب المسلحة وقوميتها ووحدتها وإستقلالها ومهنيتها بعيداً عن الإستغلال الحزبي في الإنقلابات اليائسة والبائيسة المرفوضة شعبياً وإقليمياً وعالمياً.

 

آراء