بكري حسن صالح: شهادة براءة من الانقلاب !!

 


 

 

كنا نظن (والظن بسوء جماعة الإنقاذ والاخونجية قاصر عاجز) أن نكران "علي عثمان" مشاركته وعلمه بانقلاب الإنقاذ هو آخر (التملّصات) المعيبة والهزلية..فإذا ببكري حسن صالح يقول انه سمع اسمه من الإذاعة..! ومن لا يريد أن يشتري فليتفرّج.. ولا حول ولا قوة إلا بالله..!
أرأيت بالله عليك هذا الدرك من الافتقار إلى النخوة الفطرية التي تستنكف الإنكار الطفولي والانبطاح الرخو وتجسيد (القدوة الأسوأ) في التهرّب من المسؤولية والتنصّل عن التبِعات والكذب الصراح..؟! كيف بالله ينظر أبناء هؤلاء الجماعة لآبائهم الآن وهم ينكرون ما كانوا يعدونه (عملا بطولياً) من اجل (مشروع حضاري) يتطلب التضحية..فإذا به يتحوّل إلى (أباطيل) ينكر أصحابها المشاركة فيها ويتهربون من الانتماء إليها..؟!
هذا كله (كوم) وبقية شهادة بكري حسن صالح أمام المحكمة بالأمس محنة أخرى..! ولو كان للرجل ذرة (ميكروسكوبية) من الضمير أو الذكاء (ودعك من الضمير) لما ذكر كلمة واحدة عن معاملتهم (اللطيفة) للسجناء السياسيين والنقابيين..التي قال إنهم لم يجدوا مثلها عندما جرى اعتقالهم بعد ثورة ديسمبر..!!
نحن لا نذهب بعيداً لنذكر جانباً من مذكرة الأستاذ الجامعي "فاروق محمد إبراهيم" التي كتبها من بيوت الأشباح عندما اعتقلوه من منزله..ولا نقف فيها كثيراً عما تعرّض له في فجر الإنقاذ الكاذب من ضرب بالسياط وركل بالأحذية في الوجه والرأس ومواطن العفة وتهديد بالاغتصاب (وقد ترفّع د. فاروق عن ذكر ألفاظ الإساءات البذيئة التي وجهوها له) وحبسه في مرحاض غارق في الماء العفن لثلاثة أيام ثم أضافوا معه إلى الحمام الصغير الطافح بمياه الصرف الصحي أربعة آخرين من السياسيين والنقابيين لتسعة أيام أخرى وهم وقوف على أرجلهم ممسكين بأنوفهم.. ثم نقلوا الرجل إلى الخلاء مع حمام بارد في الشتاء بالماء المثلج يتخلله (مَحْط بسياط العنج) ثم العودة به لحفلات التعذيب الليلة والنهارية ومعه نقابيون بينهم "هشام محمد أحمد" رئيس هيئة السكة حديد و"محجوب الزبير" رئيس اتحاد عمال السودان وأساتذة من جامعة الخرطوم..إلخ نترك كل ذلك جانباً ونشير فقط إلى ما ورد في المذكرة عما دار بين فاروق محمد إبراهيم وبكري حسن صالح (شخصيا)..الرجل الذي سمع اسمه من الإذاعة..!
بكري حسن صالح (الذي ليس له علاقة بانقلاب الإنقاذ وسمع إسمه من الإذاعة) ولكنه كان وقتها عضواً في "مجلس قيادة ثورة الإنقاذ" جاء إلى معتقل فاروق محمد إبراهيم وقال له بلهجة صارمة إنه يعترض على بعض المواد التي يقوم بتدريسها في الجامعة (أرأيت قبل ذلك الجهل عندما يحاكم العلم) وبغير أن ينتظر جواباً قال لفاروق: أنت متهم بنشاط يعارض النظام القائم وما يحدث لك في المعتقل هو عقاب عادل..! هل هذا سلوك وتصرفات شخص "سمع اسمه في الإذاعة" وكان مستضافاً فقط في نظام الإنقاذ..!
هذه إذن هي المعاملة اللطيفة ونحن ذكرنا منها جانباً صغيراً مما تعرّض له شخص واحد مع آخرين في مكان واحد وبزيارة كريمة من بكري حسن صالح للمعتقل من اجل التشفي في معتقلين ومن اتهام باطل يرى التعذيب في مرحاض لأستاذ جامعي لم يقم بأي جريمة عقاباً عادلاً ..ونحن لم نذكر الأهوال الأخرى التي حدثت في بيوت الأشباح.. إنما نريد أن ننزع عن بكري حسن صالح مسوح القفاز الحريرية و(البدلة الإفرنجية) التي يضعها على جثمانه..حتى ينظر الناس من قُرب إلى المسوخ البشرية التي جاءت بها الإنقاذ والتي اجمع كل زبانيتها على إنكار أنهم شركاء في الانقلاب وهم في اعلي مناصبه وفي مجلس قيادته..وكانوا طوال عهدهم الأغبرقد فتقوا طبلة آذاننا في أحاديثهم المسجلة (صورة وصوت) كيف أن بكري حسن صالح كان مسئولاً عن تأمين القيادة العامة في لحظات الانقلاب الأولى وما بعدها ثم على رأس جهاز أمن الانقلاب..! الله لا كسبكم دنيا وأخرى..!

murtadamore@yahoo.com

 

آراء