بلاغ ضد مغشوش
11 February, 2010
قابل للكسر
mawia10@yahoo.com
نحن في السودان لا نهتم بضبط الجودة على صحتنا.... وأغلب تجارنا لا يمتلكون أمانة أو ضميراً، وتشهد على ذلك أدلة إدانتهم بسلع فاسدة ومنتهية الصلاحية يتم حرقها وإبادتها كل يوم.. نعم... الكل يبيعنا الموت ممزوجاً بكل وجبة نتناولها ولا يبالي، ولو بمجرد الشعور بقشعريرة تصيب ضميره التالف بحبة إنسانيةٍ تصلح لتناولها عند اللزوم!! هل تعلمون أنكم تتناولون (السمّ) يومياً وتسقُونه لعيالكم في جريمة دوماً ما تُقيد ضد (مغشوش)؟!!والقاتل (المسموم) تشترونه بِحُرِّ مالكم وتدخلونه في بيوتكم صباحَ مساء، دونما استئذان، ولا تستطيعون العيش بدونه.. لا أنتم ولا ما ملكت أيمانكم من النساء والأطفال.. فالسمّ الذي أقصده هنا هو (الحليب)... وقبلها دعونا نتساءل: هل هو حليب فعلاً؟! أم هو عبارة عن ماء (محلوب) من حنفية تُضاف إليه بضع قطرات من الحليب، وبعض ذرات من الألوان والبدرة، كمكسبات للطعم وألوان للتزيين و(التزييف) ليصبح بعدها حليباً كامل (الدسم)؟!! فحليب بهذه المواصفات المائية يصبح قاتلاً ويتطلب فتح بلاغ ضد فاعله، خاصة عندما تضاف إليه وبكل (أمانة) كمية من المضادات الحيوية حرصاً منهم على حفظ (ماء) وجهِه من التلف!! ليزيدوا الطين بلة!! ووقتها لا ينفع البكاء على الحليب المغشوش والمسكوب على قارعة الطريق!! ألا تتفقون معي أن هذا (الغش) يعتبر فعلاً إجرامياً منزوع الدسم.. يستحق فاعله أقصى العقوبات بدءً بالإعدام وانتهاءً به؟!! لأنه أسهم في تحويل الحليب من غذاء إلى داء يحمل الموت بين جنباته، خصوصاً إذا علمتم مدى خطورة إضافة المضادات الحيوية للحليب كمادة حافظة له من الفساد! ومكمن الخطورة على صحة الإنسان في أن إضافتها إلى الحليب تعني تناولها بكميات ضئيلة في غير موضعها؛ ونتيجة لهذه الجرعات تكسب البكتريا مقاومة؛ مما يعني عدم فعالية المضادات الحيوية كعلاج لاحقاً.. الآن فقط عرفتم كم كان مجرماً وقاتلاً من يفعلها من أجل الربح وهو لا يعلم أنه (سافك دم) وتُقيد جريمته (ضد مغشوش)!! لينفذ هو بفعلته بمزيد من الربح، وينتقل المرحوم لمثواهُ (الحليب)!!
أعزائي (الشاربين) لحليب كامل الدسم لا أفشيكم سرّاً إذا قلت لكم إن كوب الحليب مغشوش بالماء والمضادات الحيوية وغني بالملوثات يفوق في سُميّتة ماتفعله جريمة (هيروين)!! وكما تعلمون فللمخدرات شرطة تكافحها.. فلماذا لا تكون (لصحتنا) شرطة تحميها من الجشع والغش في الأطعمة والمشروبات الغذائية بما ثمنه الموت لأطفالنا وفلذة أكبادنا؛ لأنهم أكثر استخداماً للحليب كغذاء.وضع صحى بهذه الخطورة لا تنفع معه العفوية والتسامح وترك (الحلب) على القارب!! والذي ينتج عنه استعمال الدواء في غير دواعيهِِ من أجل الكسب الرخيص على حساب صحتنا وصحة أولادنا... ودونكم (برومات البوتاسيوم) التي تضاف للخبز لتحسينه.. وهي مادة مُسرطنة قاتلة!!
فتخيَّل عزيزي أن تعطي لابنك الصغير كوب حليب ملوث وقطعة خبز (مُبرمَتة) بالبوتاسيم.. وتنتظره أن ينمو ويكبر.. فليس (بالخُبث ) وحده يحيا الإنسان!!
ختاماً.. أقترح أن تُنشيء وزارة الداخلية دائرة اختصاص شرطية صحية تستوعب بداخلها كل أصحاب الاختصاص في الشأن الصحي والمختبري من أطباء وبياطرة وضباط صحة؛ وذلك للسيطرة على الفساد الأخلاقي لأغذيتنا وأن يكون سلاحها قوانين رداعة لكل من يُسوِّل له جشعه (الاقتران) بالفساد الغذائي، وأن تُدعم بالأجهزة والمعدات الطبية وحملات الدهم والتفتيش لكل تاجر يبيعنا (الموت) نتيجة لموت ضميره في لقمة عَيش أو كَوب حليب!!