بن كيران.. سياسي من زمن الربيع العربي … بقلم: طلحة جبريل

 


 

طلحة جبريل
6 December, 2011

 


كانت ثمة ربطة عنق زرقاء بنقاط بيضاء دقيقة، لها حكاية. شعار أصفر دائري على عروة البذلة مكتوب عليه "لنتحد ضد الحاجة"، كرسي أحمر من قماش، ليس وثيرا لكنه مريح.

لم يستغرق المشهد سوى دقائق في "الاستراحة الملكية" في مدينة ميدلت، التي توجد فوق جبال الأطلس المتوسط، في المغرب العميق. هذه المدينة الأمازيغية يعرف عنها أنها "مدينة التفاح". الآن أصبحت ترتبط بحدث يعد بمثابة "زلزال سياسي". المشهد السياسي المغربي، لا يتحرك فقط، إنه يتغير.

دخل عبد الإله بن كيران رئيس الحكومة المغربية المعين، إلى قاعة ليست فسيحة، لكنها لا تخلو من الأبهة الملكية. كان يخطو بخطوات محسوبة، باتجاه الملك محمد السادس لأول مرة في حياته. حدثت هفوة صغيرة جدا، لأن بن كيران لم يكن يدري إلى أي اتجاه سيرافقه أحد كبار موظفي التشريفات الملكية، لذلك تردد لبضع ثوان ثم تحرك. تقدم بن كيران نحو الملك باسما، وكان الملك أيضا يبتسم. دار بينهما حديث قصير لم يلتقطه أحد وهما وقوفا. بعد ذلك أدى بن كيران القسم رئيسا للحكومة المغربية، وهي الحكومة التي خرجت من جوف صناديق الاقتراع، ويقودها حزب "العدالة والتنمية" الذي أسسه بن كيران مع ثلة من رفاقه الإسلاميين بعد مخاضات.

جلس بن كيران على حافة الكرسي الأحمر، وتبادل مجددا حديثا باسما مع الملك. في تلك الليلة شاهد المغاربة لأول مرة الملك محمد السادس مع عبد الإله بن كيران. كان بن كيران يرتدي بذلة تميل إلى اللون الأزرق، من الواضح أنها اختيرت بعناية، وربطة عنق يرتديها لأول مرة في حياته، حيث ظل الناس يشاهدون بن كيران يرتدي دائما بذلة وبنطالا، في كثير من الأحيان لا تناسق بينهما في الألوان، وقميصا مفتوحا من دون ربطة عنق، وعندما سأله الصحافيون: إذا أصبحت رئيسا للحكومة هل سترتدي ربطة عنق؟ أجاب بطريقته المباشرة "عندما يستقبلني الملك سأفعل ذلك".

أما الشارة الصفراء المستديرة، فقد جرت العادة أن تباع في الصيدليات، وهي شارة يرتديها المغاربة، مع بدء الحملة السنوية لمساعدة الشرائح المعوزة والفقيرة، وهي حملة يقودها الملك محمد السادس، ويهتم بها شخصيا.

حقق بن كيران، هذا الرجل الذي رضع السياسة منذ أن كان يافعا داخل تنظيمات سياسية يسارية وإسلامية، ما لم يستطع أن يحققه سياسي آخر من قادة الأحزاب المغربية، إذ قاد حزبه "العدالة والتنمية" إلى فوز كاسح، حيث حصل على 107 مقاعد، في انتخابات يمكن القول باطمئنان إنها الأكثر نزاهة في تاريخ البلاد. ويحسب لأستاذ الفيزياء، الذي ولد في الشوارع المتربة في "حي العكاري" في الرباط، أنه وفي أكثر من محطة سياسية، كانت له حاسة شم سياسية قوية تجعله يوجه مجموعته في الاتجاه الصحيح وأحيانا الصعب.

كان من آخر وقفاته في هذا الجانب، معارضته وبشدة خروج أعضاء حزبه، الذي اتضح الآن أنه أكثر الأحزاب المغربية تنظيما، في مظاهرات موجة "الربيع العربي" عندما وصلت إلى المغرب، متمثلة في "حركة 20 فبراير" الشبابية الاحتجاجية. يومها قال بن كيران "سندافع عن الملكية واستقرار بلادنا ولن نتلاعب بهذا الأمر". وعلى الرغم من أن قياديين من حزبه خالفوا قراره، فإن بن كيران استطاع الحفاظ على وحدة الحزب. عاتبهم علنا، وحاسبهم تنظيميا، لكن الأمر لم يؤد إلى خصومة أو قطيعة. وعلى الرغم من أنه واجه بعض المتاعب مع "شباب 20 فبراير" لكن، هذا الرجل الذي مارس أيضا التجارة مستفيدا من "جيناته الفاسية"، حيث يعرف أهل فاس التي تتحدر منها أسرة بن كيران، بمهارتهم التجارية. إنهم طبعة مغربية من أهل الشام (دمشق). عرف كيف يضبط حساباته، حتى لا يضع نفسه في موقع الخسارة، حتى لو كان الزمن زمان كساد. لا يحب بن كيران الخسارة لكنه جاهز لها ومستعد لتحمل تبعاتها. في أحد اللقاءات هاجمه "شباب حركة 20 فبراير" ورفعوا في وجهه شعار "ارحل" الذي ابتذل عربيا. لم يتأثر للهتافات المعادية، لكنه قال لهم بلهجته المميزة "أرحل إلى أين؟ ثم من أنا حتى أرحل"، وراح يردد نشيد حزبه، واشتعل الجمهور حماسا، والمفارقة أن تلك المجموعة الغاضبة هي التي "رحلت" من مكان التجمع الجماهيري. بيد أنه أدرك في الوقت نفسه، ضرورة أن يتفادى الاصطدام بهؤلاء الشباب، لذلك رفع حزبه خلال الحملة الانتخابية شعارهم الذي يقول "ضد الاستبداد والفساد".

عندما كادت الدولة تحل حزب "العدالة والتنمية" في أعقاب تفجيرات الدار البيضاء في 16 مايو (أيار) 2003، قال بن كيران وهو يستعد لخسارة فادحة "إذا كانوا لا يريدون هذا الحزب سنحله". مع انطلاق الحملة الانتخابية في الشهر الماضي، شمر بن كيران عن ساعديه وراح يجوب المغرب. يتحدث بصوته قوي النبرات. كان خلال الحملة هو اللولب والنجم في لياليها، ينظر، يتذكر، يستدرك، يحلل، يستنبط، يهاجم ينتقد، يقدم الوعود، ويحث الناخبين على الذهاب إلى صناديق الاقتراع ليقولوا كلمتهم. منذ أن دخل الساحة السياسية، برز خطيبا لافتا، لا يقرأ من خطب مكتوبة مقبولة في صياغتها وإلقائها وإنما كلمات تتدفق لهبا وتتدحرج جمرا. لا أحد يتذكر أن بن كيران قرأ في يوم من الأيام من ورقة مكتوبة.

بدأ عبد الإله بن كيران "يساريا" مع "منظمة 23 مارس"، وتوقف لفترة قصيرة مع تنظيمات "الاتحاد الوطني للقوات الشعبية" حزب اليسار خلال الستينات. كثيرون من "الإسلاميين" مروا على الجسر نفسه، أي العمل مع مجموعات يسارية، ثم بعد ذلك تحولوا نحو التنظيمات الإسلامية.

يقول المفكر المصري الراحل لطفي الخولي "من لا ينضم إلى اليسار في شبابه، إنسان بلا قلب، ومن يبقى بعد الأربعين يساريا هو إنسان بلا عقل". وفي السياق نفسه قال عبد الخالق محجوب الأمين العام للحزب الشيوعي السوداني حول الشباب اليساري المتطرف "هؤلاء إما أن ينتهوا في أحضان اليمين، أو يتحولوا إلى مجموعة انتهازيين".

لكن عبد الإله بن كيران، سيغير دفته السياسية، لم يبق في اليسار طويلا، لم تكن سوى فورة شباب، خاصة أن اليسار وقتها هو الموضة، لذلك انضم في عام 1976 إلى "الشبيبة الإسلامية" وهو تنظيم أصولي راديكالي، وبسبب تلك العضوية تعرض للاعتقال.

أعتقل مرتين الاولى عام 1981، والثانية عام 1982، حيث أقتيد الى مفوضية شرطة في الدارالبيضاء تعرف باسم "درب مولاي على الشريف"، وهي مكان سيء السمعة، وكانت التهمة توزيع مجلة"المجاهد" الناطقة باسم " الشبيبة الإسلامية" والإعداد لثورة مسلحة في البلاد. تعرض لتعذيب فظيع لأشهر، ما يزال يعاني آثاره حتى اليوم.

لم تكن فترة عمله ضمن "الشبيبة الإسلامية" مريحة، ولعله لم يجد نفسه في العمل السري المغلق، وكان أعضاء تنظيم "الشبيبة الإسلامية" تطاردهم الاعتقالات والاتهامات، خاصة بعد أن فر زعيمهم عبد الكريم مطيع إلى الخارج، عندما ثبت أن للتنظيم علاقة مباشرة بعملية اغتيال السياسي الاشتراكي عمر بن جلون في الدار البيضاء عام 1975. بيد أن بن كيران الذي كان قد انضم لهذه المجموعة بعد حادث الاغتيال، ظل يقول ساخرا "نحن لا نذبح دجاجة، بالأحرى أن نذبح سياسيا". وكان عمر بن جلون قد اغتيل في ديسمبر (كانون الأول) عام 1975 بعد أن وجه إليه ثلاثة من أعضاء "الشبيبة الإسلامية" طعنات قاتلة إلى صدره قرب منزله، وتركوه يسبح في بركة من الدماء.

ظل بن كيران يطرق جميع الأبواب لكي يتحول إلى العمل العلني، ولم يكن راغبا في نشاط ضمن إطار "حلقات سرية"، لذلك بادر إلى تشكيل تنظيم سياسي جديد باسم "الجماعة الإسلامية" في عام 1986. بيد أن السلطات رفضت الترخيص لهذه الجماعة، إذ إن الدولة المغربية ترى أن المغرب بلد مسلم، وبالتالي لا يمكن أن يحتكر أو يوظف تعبيرا "إسلاميا" في اسم أي حزب. لكن بن كيران أعطيت له موهبة الانتظار. يتقدم خطوة وعندما يجد أن الأبواب مغلقة ينتظر. ينتظر كثيرا وعندما يطول الانتظار ينتظر أكثر.

بعد رفض طلب "حركة الإصلاح والتجديد" تأسيس حزب إسلامي، لجأ بن كيران ومجموعته عام 1992 إلى الراحل الدكتور عبد الكريم الخطيب، الذي كان يقود حزبا مجمدا هو "الحركة الشعبية الدستورية الديمقراطية" على أساس إحياء الحزب و"إغراقه" بالإسلاميين، وقبل الخطيب ذلك بشرط أن يقبل "الإسلاميون" الملكية الدستورية، وينبذوا العنف. وفي عام 1996 عقد حزب الحركة الشعبية الدستورية الديمقراطية مؤتمرا استثنائيا جعل بعض الإسلاميين، يصلون إلى القيادة. وفي عام 1997 أصبح اسم الحزب "العدالة والتنمية"، وكان من المبادرات اللافتة أن مؤتمر الحزب اختار اسمه في تصويت علني. ومن المفارقات أيضا أن الإسلاميين الأتراك سيأخذون الاسم نفسه، ليصبح اسم حزبهم الذي يقوده الآن رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان.

قبل تلك الفترة كان فصيلان من فصائل الحركة الإسلامية، هما "حركة الإصلاح والتجديد" و"رابطة المستقبل الإسلامي"، يعملان على الاندماج بينهما، وتوجت تلك المساعي بتشكيل "حركة التوحيد والإصلاح" بقيادة أحمد الريسوني.

وفي عام 1998 سيتخذ الحزب موقفا داعما لحكومة التناوب التي يقودها عبد الرحمن اليوسفي، لكنه اعتذر عن المشاركة فيها. وقالوا وقتها إن موقفهم سيكون "المساندة النقدية". لكن حزب "العدالة والتنمية" سينتقل مع انتخابات عام 2002 إلى صفوف المعارضة بعد أن حصل على 42 مقعدا، بل أصبح هو حزب المعارض القوي داخل وخارج البرلمان.

وظل "العدالة والتنمية" في المعارضة حتى حقق اكتساحه الأخير خلال الانتخابات التي جرت يوم الجمعة الماضي. وخلال الفترة ما بين 2002 و2008، اكتفى عبد الإله بن كيران بمنصب رئيس المجلس الوطني، في حين تولى قيادة الحزب الدكتور سعد الدين العثماني. وفي عام 2008 نافس بن كيران العثماني، لينال منصب الأمين العام بالتصويت، وبفارق واضح في الأصوات. ومنذ تلك السنة وضع بن كيران نصب أعينه، الفوز في الانتخابات السابقة لأوانها. استعمل بن كيران مواهبه الخطابية في جذب الناخبين، معتمدا على لغة مباشرة وتعابير "تطرب" المغاربة، كما أنه اختار تشكيلة من المرشحين تضم جميع الشرائح، كان من الواضح أنه يريد الاستعداد لمرحلة ما بعد الانتخابات.

عبد الإله بن كيران (57 سنة) رجل يسهل على زملائه أن يحبوه لمزاياه الشخصية، وقدرته واضحة في جمع الناس حوله، وهو يعتمد شيئا من الشهامة والكثير من الشجاعة، لإرضاء الجميع. عندما صرح خلال الحملة الانتخابية بأن حروف اللغة الأمازيغية مثل اللغة الصينية، اعتذر علنا عن هذه الهفوة، وقال للشخص الذي ذكره بقوله "أنا مستعد أن أحضر حتى عندك لتصفعني على هذا الخطأ"، وفعلا هبط من المنصة نحو الشخص الذي لم يصفعه بل عانقه.

مرح المزاج.. يمكن أن يوجه انتقادات لاذعة لأي خصم من خصومه السياسيين، لكن ما أن يلتقيه حتى يمازحه بصوت مرتفع، ويستعمل المستملحات، ليبعد التوتر عن أي لقاء. فولاذي الأعصاب، إذا تعرض إلى موقف حرج. يعرف كيف يخرج منه ليضع الآخرين في الحرج. هو رجل واضح أكثر مما ينبغي، لذلك كثيرا ما يتعب خصومه وأصدقاءه على السواء، بهذا الوضوح، خصومه لا يعرفون بالضبط ما هي الفكرة التي تستأثر باهتمامه أكثر، طالما أن الأفكار تنزلق مباشرة إلى لسانه، وأصدقاؤه يقولون "هذا هو بن كيران". أحيانا يحلق بأفكاره عاليا، وتارة يخمد وكأنه لا يوجد. يجمع بين المتناقضات ببراعة، وفي كثير من الأحيان بعفوية. يملك طاقة عمل كبيرة. يرد على جميع المكالمات الهاتفية، ويقبل الدعوات لإلقاء المحاضرات، ويحرص على حضور كل الاجتماعات الحزبية، وفي كل لقاء يطلق فكرة أو موقفا، يجعله يحتل باطمئنان الصفحات الأولى من الصحف. هو حاضر في الإعلام أكثر من ما هو مطلوب أحيانا. البعض يرى في أسلوبه دهاء وآخرون يعتبرونه مدرسة متقدمة في علم الخطابة، والحقيقة أنه الاثنان معا. يدافع عن موقفه بغطرسة وبلغة عنيفة أحيانا، وله جرأة في أن يقول كل شيء. عنيد طموح شجاع وشعبي.

عندما يتحدث يثير الزوابع والأعاصير. لا يحقق نفسه إلا عبر التصادم. بعض الناس يعتقدون أنه يمتلك الجرأة والصراحة ليقول ما لا يقدر الآخرون على قوله. بالنسبة إليه "كلام السياسة الهادئ" من الكماليات. لا يكترث لأخطاء الخصوم، لكنه يعرف كيف يكيل لهم الانتقادات.

يحرص على أن يقدم نفسه بلا تزويق، صريح إذا ناقش، متدفق إذا تكلم، لا يبحث عن الكلمات لكنه يعطيها المعنى الذي يريد، صوته مليء بالتموجات والطبقات ودرجات كثافة عالية وخافتة، سريعة أو بطيئة. بسبب لغته الخشنة أحيانا، يبدو حازما أكثر مما ينبغي، أو كمن يدعو "إلى الجنة بعصا غليظة".

إنه رجل هادر إذا دخل معركة ذهب فيها حتى نهاية الشوط. وإذا اختار معركة لا يتراجع حتى لو كان موقفه ضعيفا، ولا يساوم عندما يكون قويا.

عندما دخلت حكومة عبد الرحمن اليوسفي في معركة لتغيير قوانين المدونة الشخصية الخاصة "المرأة"، سمعت شخصيا من عبد الإله بن كيران يقول إنهم سيخوضون معركة لإسقاط تلك القوانين، حتى ولو كان ظهورهم إلى الحائط. ونزل بن كيران عام 2002 ليحرك الشارع ضد تلك الخطة. كانت معركة ضارية انطلق فيها ضعيفا لكنه لم ينكسر حتى سقطت الخطة التي أطلق عليها "خطة إدماج المرأة في التنمية"، وهو ما أدى إلى تدخل الملك محمد السادس ليكلف محمد بوستة، وزير الخارجية الأسبق، الذي استطاع بمهارته السياسية أن يقدم خطة أدت الى تهدئة "مخاوف الإسلاميين" وأرضت "الحداثيين".

على الرغم من أنه يتحدث كثيرا مع الصحافيين، لكن إذا وجد أن أحدهم يريد أن "يأكل الثوم بفمه" سرعان ما يرد مزمجرا، وبعد ذلك يصبح اللقاء به في حد ذاته موضوع تفاوض. هو يعرف معظم الصحافيين ويخاطبهم بالاسم. لغته السياسية بعيدة نسبيا عن لغة المثقفين المقعرة. لا يحب اللغة المتعرجة والملتوية بل يفضل الخطاب الصريح والمباشر. هو رجل فعل ولم يكن أبدا رجل فكر. يمزج بين العامية والفصحى مزجا موفقا. عندما يجد أنه سيجر إلى حيث الكلام الأيديولوجي الكثيف، يتدخل مقاطعا لينقل الحديث إلى المساحات التي يبرع فيها.

هو قارئ جيد، تشعر دائما أنه قرأ كل صحف الصباح، واستمع إلى عدد كبير من الإذاعات، وشاهد الكثير من القنوات. يقرأ أيضا على الإنترنت. ولعله من قادة الأحزاب المغربية القلائل الذي يعتمد على الإنترنت للتعرف على التفاصيل.

وجه مستطيل، شعره غطاه البياض، لحيته ازدادت تشذيبا في الآونة الأخيرة. له قدرة على تغيير ملامح وجه كما يريد، فهو متجهم، وهو مبتسم، وأحيانا يضحك إلى حد القهقهة حتى تظهر نواجذه، يعتمد كثيرا على طبقات صوته المتموجة، ذقنه مرتفعة تدل على الاعتداد بالنفس، عيناه صغيرتان لكنه قادر على أن يرسل نظرات قوية لافتة، جسمه يميل إلى البدانة، يمشي على مهل، لا يعتني كثيرا بقيافته. يوجد نوعان من السياسيين الذين يريدون أن يكونوا شيئا ما والذين يريدون أن يفعلوا شيئا ما.. عبد الإله بن كيران يريد أن يكون شيئا ويفعل شيئا.

إنه حقا طموح.

عن صحيفة "الشرق الاوسط"

 

آراء