بوتن وحرب اوكرانيا ومحن النخب السودانية
طاهر عمر
12 March, 2022
12 March, 2022
بالمناسبة الحرب الدائرة الآن في اوكرانيا ربما تكون مفاجئة للكثيرين و لا أحد يريد أن يصدق بأن هناك حرب دائرة بين الاوروبين أنفسهم. لكن بالنسبة لمراكز البحوث و كثير من المفكرين الاوروبيين هي ليست كذلك بل من السهولة بمكان معرفة أسبابها و ما يقف خلفها حيث يكمن البناء الثقافي و دوره في تسير الأحداث و على ذكر دور البناء الثقافي و دوره في اندلاع الحرب بين اوكرانيا و روسيا رغم اشتراكهم في الحدود إلا أن البناء الثقافي للاوكرانيا يختلف عن البناء الثقافي للروس حيث تسود في أوكرانيا ثقافة الاسرة النووية و هي تشبه ثقافة الاسرة النووية المتجذرة في كل من فرنسا و بريطانيا و الولايات المتحدة و ثقافة الاسرة النووية في بريطانيا و فرنسا و أمريكا هي المسؤولة من أنتاج نظام ديمقراطي ليبرالي يقوم على الاخلاق و العقلانية و هنا ننبه القارئ للتفريق بين خيانة أوروبا للتنوير و ما تقدمه من أفكار تفتح على مستقبل البشرية المنفتح على اللا نهاية حيث يخلط كثر ما بين ممارسة اوروبا اليوم كخائنة لعقل الانوار و هي تستغل شعوب العالم الثالث و هذا موضوع آخر و بين ما قدمته من فكر يمثل أفكار التنوير و يبقى فكر عقل الانوار كأنه أفق بعيد تنظر اليه الانسانية في مسيرتها التراجيدية و قطعا في سبيل الوصول الى أفق عقل الانوار هناك الكثير من العرق و الدم و الدموع.
حرب روسيا و أوكرانيا هي حرب بين بنائين ثقافيين مختلفيين للغاية حيث تسود في اوكرانيا ثقافة الاسرة النووية التي تنتج نظام ديمقراطي ليبرالي و لهذا تتوق اوكرانيا الى الانضمام الى اوروبا الغربية حتى تحقق ثقافة الاسرة النووية التي تنتج نظام ليبرالي عقلاني أخلاقي و عبره تحقق نظام ديمقراطي اخلاقي و عقلاني لا يتخذ قرار الحرب فيه ديكتاتور كبوتن كما فعل اليوم في حربه ضد اوكرانيا أما روسيا فهي أسيرة ثقافة الأسرة الجذعية التي لا تنتج غير نظم تسلطية تجسد سلطة الأب و ميراث التسلط و هذا ما يقوم به بوتن اليوم و السبب الكامن وراء حرب بوتن هو ان ثقافة المجتمع الروسي هي ثقافة الاسرة الجذعية و هي لا تنتج غير نظم تسلطية و شمولية لهذا السبب كان الروس أرض خصبة استقبلت الشيوعية كنظام شمولي تسلطي و رغم انهيار الاتحاد السوفيتي إلا أن كمون ثقافة الاسرة الجذعية في روسيا هو ما جهز أرضية ان يكون بوتن ديكاتور يبني نظام حكم تسلطي لاحظ هنا كيف كانت نبؤة ماركس بانفجار النظام الرأسمالي و اختفاءه كانت خاطئة و هو يبعد البناء الثقافي من منهجه بعكس ماكس فيبر و مسألة اعتماده على البناء الثقافي و لهذا لم تكن روسيا بثقافتها الأبوية ثقافة الاسرة الجذعية غير أرض خصبة لقيام النظام الشيوعي في روسيا و لم تظهر له أي ملامح في اوروبا الغربية بل نجد أحزاب شيوعية في اوروبا الغربية قد انتبهت لمسألة البناء الثقافي لذلك نجد الاحزاب الشيوعية في الغرب تختلف عن نسخة الشيوعية السودانية و هذا ما يجب الانتباه له و لكن كيف ينتبه له المثقف السوداني و هو اسير ثقافة الأسرة الجذعية التي تجعله مثقف خانع لسلطة الأب و ميراث التسلط و لهذا نجد احزابنا يسيطر عليها المرشد عند اتباع الحركة الاسلامية و الامام كما في طائفية الصادق المهدي و مولانا كما في حزب الميرغني و كذلك الاستاذ كما ينسب الشيوعيين حزبهم لعبد الخالق كأب لم يستطع الشيوعي السوداني الشب عن طوقه.
لهذا السبب أي أن في ظل ثقافة الاسرة الجذعية يستحيل الوصول الى الى نظام ديمقراطي مثلما فشل الروس في التخلص من ثقافة الاسرة الجذعية و بسبب سيطرتها ها هو بوتن يحكم كديكاتور ما لم تتخلص روسيا من ثقافة الأب و ميراث التسلط لا يمكن ان تصل لنظام ديمقراطي كما في الدول الغربية حيث لا يمكن ان تقوم حرب بين فرنسا و انجلترى كما يفعل بوتن اليوم مع اوكرانيا و قطعا يوما سوف يصل الشعب الروسي الى نقطة يصل فيها الى يقين بان ثقافة الاسرة الجذعية قد وصلت لمنتهاها و قد أصبحت في مستوى مفارق الى ما تريده مسيرة البشرية و هي تسير الى نظم حكم تضبطها معادلة الحرية و العدالة و هي تعتمد على الاخلاق و العقل.
و كثير من مثقفي السودان يقولون بأن نجاح روسيا و الصين في الجانب الاقتصادي و انعكاس ذلك على مجتمعهم في رفاه اقتصادي يرفع مستوى نظم شمولية كالصين و روسيا الى مستوى عقل الليبرالية الزاعمة انها وحدها هي التي تحقق الرفاه لشعوبها و بالمناسبة ما يقوله مثقفي السودان بان الصين و روسيا حققت رفاه لشعوبها كما حققته الليبرالية في شعوبها الحرة كان يقوله كل من ميشيل فوكو و جاك دريدا في هجومهم على عقل الحداثة و لم يعرفا الفرق إلا عندما تعرض جاك دريدا لمؤامرة في احدى دول اوروبا الشرقية ايام نظمها الشمولية و عرف حينها الفرق بين النظم الشمولية و النظم الديمقراطية و كذلك كانت هناك مشكلة كبيرة قد تعرض لها فوكو في تونس و حينها عرف الفرق بين النظم الديمقراطية و النظم الشمولية و لهذا نقول للمثقف السوداني الذي ينظر الى الصين كنموذج و روسيا كذلك هناك فرق كبير بين النظم الشمولية و النظم الديمقراطية لا يظهر الفرق بينهما الا في ظروف كظرف حرب روسيا ضد اوركرانيا.
و هذا يفتح الآفاق للمثقف السوداني لكي يفهم الفرق بين النظم الشمولية و النظم الديمقراطية و يفتح عين المثقف السوداني الى معرفة ان ثقافة الديمقراطية تحتاج لمراقبة ثقافة البناء الاسري و اول ظهورها في خروج المثقف السوداني من سيطرة الامام و مولانا و الاستاذ أي احزاب وحل الفكر الديني و نسخة الشيوعية السودانية و على المثقف السوداني ان يخرج من سطحية القراءة التي تجعله يقاوم ترسيخ نظام ديمقراطي ليبرالي و هو يمتدح نموذج الصين الشمولي و نموذج روسيا بوتن. و بالمناسبة يجب ان يعرف القارئ ان الشعب الالماني و الشعب الياباني شعب أيضا متجذرة فيه ثقافة الاسرة الجذعية و لذلك كانت المانيا اسيرة نظام نازي و لم تفارق المانيا ثقافة الاسرة الجذعية الا بعد هزيمتها في الحرب العالمية الثانية و مساعدتها عبر ضغوطات كثيرة لكي تفارق ثقافة الاسرة الجذعية التي لا تنتج غير نظام شمولي كالنازية التي لا تختلف عن الشيوعية كنظام شمولي مقيت.
و كذلك اليابان فهي ذات ثقافة ابوية امبراطورية و قد اجبرها العالم الحر بعد نهاية الحرب العالمية الثانية على مفارقة ثقافة الاسرة الجذعية و سيطرة الأب و ميراث التسلط و ها هي اليابات تبارح ثقافة الاسرة الجذعية و لكن آثارها ما زالت في قوانيين تظلم المرأة في اليابان و خاصة فيما يتعلق بالاجور. على الشعب السوداني ان يراقب و يرفض ثقافة الاسرة الجذعية و يتخلص من سلطة الاب و ميراث التسلط كما تخلصت منها اليابان و المانيا بعد نهاية الحرب العالمية الثانية و هما تحت ضغط انتصار الحلفاء.
الشعب السوداني بعد ثورة ديسمبر قد نال إعجاب الشعوب الحرة و قد وقفت بجانبه كمنجز لثورة عظيمة كثورة ديسمبر لذلك ها هم أحرار العالم يقفوا مع الشعب السوداني ضد انقلاب البرهان و قد حذر كل من السعودية و الامارات و مصر من مساعدة الانقلاب و على الشعب السوداني ان يعرف بان تحقيق نظام ديمقراطي في السودان يرفضه السعوديون المصريون و عرب الخليخ لأنهم اسيري ثقافة الاسرة الجذعية التي لا تنتج غير نظم تسلطية كملوك العرب و امراءهم و ديكتاتور يريد بناء نظام حكم تسلطي كسيسي مصر كأغبى رئيس يمر على مصر. و لهذا نقول بان الانتقال من ثقافة لا تنتج غير نظم شمولية مسألة ليست بالهينة بل تريد المفكر النابه الذي يجذر لثقافة الاسرة النووية التي تنتج نظام ديمقراطي ينتظر للفرد و العقل و الحرية لاننا في زمن الحداثة التي قد قضت على جلالة السلطة و قداسة المقدس.
taheromer86@yahoo.com
/////////////////////
حرب روسيا و أوكرانيا هي حرب بين بنائين ثقافيين مختلفيين للغاية حيث تسود في اوكرانيا ثقافة الاسرة النووية التي تنتج نظام ديمقراطي ليبرالي و لهذا تتوق اوكرانيا الى الانضمام الى اوروبا الغربية حتى تحقق ثقافة الاسرة النووية التي تنتج نظام ليبرالي عقلاني أخلاقي و عبره تحقق نظام ديمقراطي اخلاقي و عقلاني لا يتخذ قرار الحرب فيه ديكتاتور كبوتن كما فعل اليوم في حربه ضد اوكرانيا أما روسيا فهي أسيرة ثقافة الأسرة الجذعية التي لا تنتج غير نظم تسلطية تجسد سلطة الأب و ميراث التسلط و هذا ما يقوم به بوتن اليوم و السبب الكامن وراء حرب بوتن هو ان ثقافة المجتمع الروسي هي ثقافة الاسرة الجذعية و هي لا تنتج غير نظم تسلطية و شمولية لهذا السبب كان الروس أرض خصبة استقبلت الشيوعية كنظام شمولي تسلطي و رغم انهيار الاتحاد السوفيتي إلا أن كمون ثقافة الاسرة الجذعية في روسيا هو ما جهز أرضية ان يكون بوتن ديكاتور يبني نظام حكم تسلطي لاحظ هنا كيف كانت نبؤة ماركس بانفجار النظام الرأسمالي و اختفاءه كانت خاطئة و هو يبعد البناء الثقافي من منهجه بعكس ماكس فيبر و مسألة اعتماده على البناء الثقافي و لهذا لم تكن روسيا بثقافتها الأبوية ثقافة الاسرة الجذعية غير أرض خصبة لقيام النظام الشيوعي في روسيا و لم تظهر له أي ملامح في اوروبا الغربية بل نجد أحزاب شيوعية في اوروبا الغربية قد انتبهت لمسألة البناء الثقافي لذلك نجد الاحزاب الشيوعية في الغرب تختلف عن نسخة الشيوعية السودانية و هذا ما يجب الانتباه له و لكن كيف ينتبه له المثقف السوداني و هو اسير ثقافة الأسرة الجذعية التي تجعله مثقف خانع لسلطة الأب و ميراث التسلط و لهذا نجد احزابنا يسيطر عليها المرشد عند اتباع الحركة الاسلامية و الامام كما في طائفية الصادق المهدي و مولانا كما في حزب الميرغني و كذلك الاستاذ كما ينسب الشيوعيين حزبهم لعبد الخالق كأب لم يستطع الشيوعي السوداني الشب عن طوقه.
لهذا السبب أي أن في ظل ثقافة الاسرة الجذعية يستحيل الوصول الى الى نظام ديمقراطي مثلما فشل الروس في التخلص من ثقافة الاسرة الجذعية و بسبب سيطرتها ها هو بوتن يحكم كديكاتور ما لم تتخلص روسيا من ثقافة الأب و ميراث التسلط لا يمكن ان تصل لنظام ديمقراطي كما في الدول الغربية حيث لا يمكن ان تقوم حرب بين فرنسا و انجلترى كما يفعل بوتن اليوم مع اوكرانيا و قطعا يوما سوف يصل الشعب الروسي الى نقطة يصل فيها الى يقين بان ثقافة الاسرة الجذعية قد وصلت لمنتهاها و قد أصبحت في مستوى مفارق الى ما تريده مسيرة البشرية و هي تسير الى نظم حكم تضبطها معادلة الحرية و العدالة و هي تعتمد على الاخلاق و العقل.
و كثير من مثقفي السودان يقولون بأن نجاح روسيا و الصين في الجانب الاقتصادي و انعكاس ذلك على مجتمعهم في رفاه اقتصادي يرفع مستوى نظم شمولية كالصين و روسيا الى مستوى عقل الليبرالية الزاعمة انها وحدها هي التي تحقق الرفاه لشعوبها و بالمناسبة ما يقوله مثقفي السودان بان الصين و روسيا حققت رفاه لشعوبها كما حققته الليبرالية في شعوبها الحرة كان يقوله كل من ميشيل فوكو و جاك دريدا في هجومهم على عقل الحداثة و لم يعرفا الفرق إلا عندما تعرض جاك دريدا لمؤامرة في احدى دول اوروبا الشرقية ايام نظمها الشمولية و عرف حينها الفرق بين النظم الشمولية و النظم الديمقراطية و كذلك كانت هناك مشكلة كبيرة قد تعرض لها فوكو في تونس و حينها عرف الفرق بين النظم الديمقراطية و النظم الشمولية و لهذا نقول للمثقف السوداني الذي ينظر الى الصين كنموذج و روسيا كذلك هناك فرق كبير بين النظم الشمولية و النظم الديمقراطية لا يظهر الفرق بينهما الا في ظروف كظرف حرب روسيا ضد اوركرانيا.
و هذا يفتح الآفاق للمثقف السوداني لكي يفهم الفرق بين النظم الشمولية و النظم الديمقراطية و يفتح عين المثقف السوداني الى معرفة ان ثقافة الديمقراطية تحتاج لمراقبة ثقافة البناء الاسري و اول ظهورها في خروج المثقف السوداني من سيطرة الامام و مولانا و الاستاذ أي احزاب وحل الفكر الديني و نسخة الشيوعية السودانية و على المثقف السوداني ان يخرج من سطحية القراءة التي تجعله يقاوم ترسيخ نظام ديمقراطي ليبرالي و هو يمتدح نموذج الصين الشمولي و نموذج روسيا بوتن. و بالمناسبة يجب ان يعرف القارئ ان الشعب الالماني و الشعب الياباني شعب أيضا متجذرة فيه ثقافة الاسرة الجذعية و لذلك كانت المانيا اسيرة نظام نازي و لم تفارق المانيا ثقافة الاسرة الجذعية الا بعد هزيمتها في الحرب العالمية الثانية و مساعدتها عبر ضغوطات كثيرة لكي تفارق ثقافة الاسرة الجذعية التي لا تنتج غير نظام شمولي كالنازية التي لا تختلف عن الشيوعية كنظام شمولي مقيت.
و كذلك اليابان فهي ذات ثقافة ابوية امبراطورية و قد اجبرها العالم الحر بعد نهاية الحرب العالمية الثانية على مفارقة ثقافة الاسرة الجذعية و سيطرة الأب و ميراث التسلط و ها هي اليابات تبارح ثقافة الاسرة الجذعية و لكن آثارها ما زالت في قوانيين تظلم المرأة في اليابان و خاصة فيما يتعلق بالاجور. على الشعب السوداني ان يراقب و يرفض ثقافة الاسرة الجذعية و يتخلص من سلطة الاب و ميراث التسلط كما تخلصت منها اليابان و المانيا بعد نهاية الحرب العالمية الثانية و هما تحت ضغط انتصار الحلفاء.
الشعب السوداني بعد ثورة ديسمبر قد نال إعجاب الشعوب الحرة و قد وقفت بجانبه كمنجز لثورة عظيمة كثورة ديسمبر لذلك ها هم أحرار العالم يقفوا مع الشعب السوداني ضد انقلاب البرهان و قد حذر كل من السعودية و الامارات و مصر من مساعدة الانقلاب و على الشعب السوداني ان يعرف بان تحقيق نظام ديمقراطي في السودان يرفضه السعوديون المصريون و عرب الخليخ لأنهم اسيري ثقافة الاسرة الجذعية التي لا تنتج غير نظم تسلطية كملوك العرب و امراءهم و ديكتاتور يريد بناء نظام حكم تسلطي كسيسي مصر كأغبى رئيس يمر على مصر. و لهذا نقول بان الانتقال من ثقافة لا تنتج غير نظم شمولية مسألة ليست بالهينة بل تريد المفكر النابه الذي يجذر لثقافة الاسرة النووية التي تنتج نظام ديمقراطي ينتظر للفرد و العقل و الحرية لاننا في زمن الحداثة التي قد قضت على جلالة السلطة و قداسة المقدس.
taheromer86@yahoo.com
/////////////////////