بيان من مؤتمر البجا التصحيحي

 


 

 

محمد علي ـ لندن
بسم الله الرحمن الرحيم

جماهير شعبنا الأبي
جماهير شرقنا الصامدة والصابرة

ظل مؤتمر البجا التصحيحي ومنذ نشأته التي كانت نتاج رفضه القاطع والمبدئي لإتفاقية الشرق المعيبة شكلا ومضمون والتي لم ينال منها أهل الشرق البسطاء شروي نقير وذهبت أموالها الدولارية الي جيوب حفنة من تجار القضايا ودماء البسطاء، ظل منذ تكوينه مقاومًا ومصادمًا لنظام الإنقاذ القمعي الشمولي وحتي سقوطه، لم يتلوث معه بإتفاق أو مناصب ولم يبع قضايا الشرق والوطن في مزادات الإتفاقيات المدفوعة، رغم الإغراءات الكثيرة .
نخاطبكم اليوم بكامل الشفافية والصدق والوضوح عما يدور في ساحة بلادنا عامة وشرق السودان خاصة، ونحن وبلادنا في مفترق طرق تكون أو لا تكون.
بعد سقوط النظام إنتقدنا سلوك حكومة الفترة الإنتقالية في تعاملها مع قضية شرق السودان بذات نهج وتفكير وأدوات نظام الإنقاذ المباد، وحصرها فيما عرف بمسار الشرق، هذا المسار الكارثي الذي كونته الجبهة الثورية من أفراد لا علاقة لهم بقضية وإنسان الشرق من قريب أو بعيد، بل أتي بهم بعض قادة الجبهة الثورية لتحقيق أجندة ذاتية ولتصفية حسابات تخصهم، وبهذا أثبتت هذه القيادات أنها في سبيل الإنتصار للذات الضيقة لا تتورع في أن يحرق شرق السودان، وكذلك لإبعاد بقية مكونات الشرق الأصيلة والفاعلة.
إن قضية شرق السودان العادلة والتاريخية أضحت للأسف تشد من قبل طرفين:
1/طرف عبارة عن أشخاص لا علاقة لهم بقضية الشرق وإنسانه وإنما تحركهم أطماعهم الخاصة في السلطة والإستوزار وكل همهم مناصب وأمتيازات ذاتية ، لا قواعد لهم أو سند أو قبول، وكانوا في فترة جزءاً من نظام الإنقاذ، أوجدهم من عدم ما يسمي مسار الشرق المعيب، وعقد بهم مشكلة الشرق وأدى الي تصعيدها وأنفجارها.
2/ أما الطرف الثاني فقد وجد في رفض مسار الشرق الحجة التي يمكن أن يحشد من خلالها أهلنا في الشرق، وللأسف تسلل فلول النظام وتصدروا المشهد لهذا الطرف ليعيدوا عجلة الزمن للوراء ويقوموا بإجهاض الثورة من خلال تبني قضية الشرق العادلة، و من ثم التمهيد للفوضي الخلاقة التي تعيد النظام مرة أخرى ليعودوا أكثر فسادا وقمعا .
إننا في مؤتمر البجا التصحيحي مبدأً أصيلاً، ضد أي حكم عسكري إستبدادي شمولي أيًا كان نوعه، فقد عانى الشرق تهميشه القاسي الطويل في ظل هذه الحكومات الإستبدادية، وإننا كما قاتل أباؤنا المؤسسون من أجل قضية الشرق العادلة سنقاتل مرة أخري من أجل قيم الحرية والعدالة والمساواة والعيش الكريم لشعب شرق السودان، وهي ذات القيم التي قامت وتفجرت من أجلها ثورة ديسمبر المجيدة.
إن قضية شرق السودان قضية عادلة ومطالبها واضحة و معروفة منذ الإستقلال وحلها يسير وسهل الآن، متى ما توفرت الإرادة والصدق والحس الوطني السليم وإعلاء قيم الوطنية على شهوات الذات والأنا، وأبعدت العناصر الإنتهازية وصاحبة الأجندة منها .
إننا في مؤتمر البجا التصحيحي ندين أي إنقلاب عسكري ومحاولة جرنا الي دائرة الفشل الجهنمية مره أخري، وندعم الفترة الانتقالية رغم علاتها وأخطائها تجاه قضية الشرق، وتجاوزها لنا، لتحقيق قيم ومطلوبات الثورة من حرية وسلام وعدالة حتى الوصول إلى إنتخابات حرة وشفافة ونزيهة يقول فيها الشعب السوداني كلمته الفصل. كما نرفض أي مظهر للإضرار بالأمن القومي أو الاقتصاد، أو تصعيد النعرات القبلية التي سيخسر بعدها الجميع، وتفتح الباب لحكم عسكري جديد ، في ذات الأثناء سنظل نقاتل ونناضل سلميًا وبكافة الطرق وفق القانون في سبيل إنتزاع حقوق أهلنا في الشرق كاملةً وغير منقوصة، بما يحقق لهم الحق في حكم أنفسهم والتمتع بثرواتهم وفق دولة سودانية ديمقراطية فيدرالية موحدة وقوية.

الثورة مستمرة والنصر قادم بإذن الله
مؤتمر البجا التصحيحي
21 نوفمبر 2021
//////////////////////////////

 

آراء