بين بلعومين !
عبدالباسط شاطرابي
20 June, 2022
20 June, 2022
الرواتب التي يبتلعها السوق في غمضة عين ليست هي رواتب العمال التي زعم وزير المالية، جبريل إبراهيم، أنها لا تغطي أكثر من ثلاثة أيام. فثلاثة أيام تعتبر رفاهية معمرة مقارنة ببلعوم السوق الذي قد لا يعرفه الوزير بالقدر الكافي.
لكن موت الجماعة عرس كما يقول القوم، عفا الله عنا وعنهم. فقد تابعنا خبر البلعوم الأكبر الذي "يقنص" في الفضاء لكل ما يقع في طريقه، وهو الثقب الأسود الذي قالت الوكالات إنه قد تم اكتشافه حديثا، والذي لا يشبه الثقوب السوداء "العطوفة" قياسا بنهمه وشراهته.
أتريدون معرفة مقدار الفتك الذي يمكن أن يحدثه هذا الفك المفترس؟ إذن اعلموا أنه يفوق كتلة الشمس (الحراقة) بـ 2.6 مليار مرة، وأنه ينمو بجنون على عكس أقرانه، وفوق ذلك فهو يبتلع في كل ثانية كمية من المواد تعادل كتلة الأرض!
يا لسوء منقلبك يا كوكبنا !
في كل ثانية يشفط الوحش الفضائي الكامن في مجرة درب التبانة ما يعادل كرتنا الأرضية المختنقة بزحام البشر وأطماعهم وطموحاتهم وترسانات أسلحتهم والبحار والأنهار والجبال والبراكين والوهاد والصحارى التي لم تسلم، جميعها، من عبث العابثين!
هذا الثقب الأسود الكامن في نفس مجرتنا، سيجعلنا جميعا متساوين في فئة واحدة، بعكس ما يجري في كثير من دول العالم وفي مقدمتها السودان من فئات يقتلها الجوع وفئات تموت بالتخمة. فالأقوياء والضعفاء، والأغنياء والفقراء، والأصحاء والعليلون .. وكل ما يحويه كوكب الأرض من جماد ونبات سيكونون جميعهم لقمة سائغة للفك المفترس.
بصراحة .. صويحبكم الشاطرابي لا يحب مقولة موت الجماعة عرس، لكنني لم أخترعها، ويبدو أنها تشيع الراحة لدى البعض. ولذلك نقول لجبريل إبراهيم إن راتب العامل الذي يكابد ليبقى على قيد الحياة سيكفيه يوما أو بعض يوم إن كان محظوظا، وإن الخطر لم يعد يتهدد (البعض) ويترك البعض الآخر، فالثقب الأسود (العادل) يتربص الآن بنا جميعا، فإذا زار كوكبنا فسنكون كلنا في جوفه بلمح البصر.
صحيح أن درب التبانة الذي يضم الأرض والشمس يضم أيضا مئات البلايين من النجوم، ولن يترك الوحش كل هذا الصيد السمين والثمين الذي يكفيه لملايين السنين ليبدأ بكوكبنا التعيس، لكن كل شيء وارد، نسأل الله السلامة.
ويبقى السؤال: هل موت الجماعة عرس؟ . الإجابة القطعية ستكون في رحم الغيب، لكن الدنيا ستعرف صدقه من كذبه حين يأتي عليها الدور.
shatarabi@hotmail.com
/////////////////////////
لكن موت الجماعة عرس كما يقول القوم، عفا الله عنا وعنهم. فقد تابعنا خبر البلعوم الأكبر الذي "يقنص" في الفضاء لكل ما يقع في طريقه، وهو الثقب الأسود الذي قالت الوكالات إنه قد تم اكتشافه حديثا، والذي لا يشبه الثقوب السوداء "العطوفة" قياسا بنهمه وشراهته.
أتريدون معرفة مقدار الفتك الذي يمكن أن يحدثه هذا الفك المفترس؟ إذن اعلموا أنه يفوق كتلة الشمس (الحراقة) بـ 2.6 مليار مرة، وأنه ينمو بجنون على عكس أقرانه، وفوق ذلك فهو يبتلع في كل ثانية كمية من المواد تعادل كتلة الأرض!
يا لسوء منقلبك يا كوكبنا !
في كل ثانية يشفط الوحش الفضائي الكامن في مجرة درب التبانة ما يعادل كرتنا الأرضية المختنقة بزحام البشر وأطماعهم وطموحاتهم وترسانات أسلحتهم والبحار والأنهار والجبال والبراكين والوهاد والصحارى التي لم تسلم، جميعها، من عبث العابثين!
هذا الثقب الأسود الكامن في نفس مجرتنا، سيجعلنا جميعا متساوين في فئة واحدة، بعكس ما يجري في كثير من دول العالم وفي مقدمتها السودان من فئات يقتلها الجوع وفئات تموت بالتخمة. فالأقوياء والضعفاء، والأغنياء والفقراء، والأصحاء والعليلون .. وكل ما يحويه كوكب الأرض من جماد ونبات سيكونون جميعهم لقمة سائغة للفك المفترس.
بصراحة .. صويحبكم الشاطرابي لا يحب مقولة موت الجماعة عرس، لكنني لم أخترعها، ويبدو أنها تشيع الراحة لدى البعض. ولذلك نقول لجبريل إبراهيم إن راتب العامل الذي يكابد ليبقى على قيد الحياة سيكفيه يوما أو بعض يوم إن كان محظوظا، وإن الخطر لم يعد يتهدد (البعض) ويترك البعض الآخر، فالثقب الأسود (العادل) يتربص الآن بنا جميعا، فإذا زار كوكبنا فسنكون كلنا في جوفه بلمح البصر.
صحيح أن درب التبانة الذي يضم الأرض والشمس يضم أيضا مئات البلايين من النجوم، ولن يترك الوحش كل هذا الصيد السمين والثمين الذي يكفيه لملايين السنين ليبدأ بكوكبنا التعيس، لكن كل شيء وارد، نسأل الله السلامة.
ويبقى السؤال: هل موت الجماعة عرس؟ . الإجابة القطعية ستكون في رحم الغيب، لكن الدنيا ستعرف صدقه من كذبه حين يأتي عليها الدور.
shatarabi@hotmail.com
/////////////////////////