بين مطرقة اللصوص الكذابين وسندان الأوباش المتعطشين للدماء !!

 


 

 

(1)
أحد أفراد عائلتي و الذي تحول من الحقل الطبي الي مجالات التنمية المستدامة لاحقاً ( و التي في طياتها الطب و الاقتصاد و القانون و الحوكمة وغيرها) ؛ كان قد عمل طبيبا بمعسكر للتدريب العسكري الإجباري بمنطقة السليت شمالي الخرطوم.
خلال عمله هناك (و الذي كان هو الآخر مجبر عليه) ؛ شاهد الكثير من أهوال من يقبض عليهم من أبناء العامة لإرسالهم كوقود للحرب ضد الجنوبيين الذين كان كل جرمهم هو حلمهم بالعيش في أخوة و مساواة مع أبناء جلدتهم بالشطر الشمالي من السودان الكبير .
لكن هنالك حادثة ظلت عالقة بذاكرته وهي ان مجنداً كان يعاني من آلام مبرحة في البطن ؛ شخٌصه الطبيب كحالة إشتباه لإنسداد الامعاء، تستدعي إجراء عملية جراحية عاجلة. لذا أحال المريض إلي السلاح الطبي .
إلا ان الطبيب تفاجأ بإرجاع المريض في المساء بزعم ان لمستشفى السلاح الطبي مستحقات مالية متأخرة على مؤسسة الخدمة العسكرية الاجبارية.
تزامن توقيت إرجاع المجند المريض مع زيارة كان يقوم بها منسق الخدمة العسكرية الاجبارية الي المعسكر .
توجه الطبيب الي المنسق متوسلاً.
لكن الصدمة عندما طلب منه المنسق إخراج المجند ( ب أورنيك الخروج) ليتم إبعاده عن المعسكر ( و هو الذي لا يقوي حتى على الجلوس.!!
فما كان من الطبيب إلا ان سأل المنسق: ماذا نفعل غداً ؟
رد المنسق: أي غدٍ تقصد ؟
أجاب الطبيب: يوم القيامة !!
إبتسم المنسق إبتسامة ماكرة صفراء؛ إلا انها بهزيمة و إستسلام.
هنا تبرع ضابط شريف بكل ما كان في جيبه من مبلغ و تبعه اخرون، ليأخذوا المجند الي مستشفى بحري التعليمي، حيث أجريت له العملية في الحال و تعافى ( كما تعافى شعبنا من براثن هؤلاء اللصوص الكذابين القتلة في ديسمبر 2019) قبل ان يطمحوا و يطمعوا بالعودة ثانية بسبب رعونة و صبيانية بعض مكونات قحت - الذين أداروا المدة الذهبية المكتسبة من الفترة الإنتقالية بعقلية طلاب أركان نقاش الجامعات و ليست بعقلية رجال الدولة.. !!
بينما الشرفاء من أبناء قواتنا المسلحة من شاكلة ذلك الضابط هم من يقاتل اليوم لمنع تلاشي بلادنا و إندثارها على يد تتار هذا العصر - مليشيا الدعم السريع.

(2)
اعجبني تعليق زميلنا بمنتدى سودانيز اونلاين و الخرطومي القح توفيق مكي ؛ عندما أورد الزميل الدكتور زهير عثمان خبراً ساذجاً يحكي عن الإتصال به من قبل أحد مستشاري القائد السابق لمليشيا الدعم السريع يزعم فيه متابعة الاخ الراحل حميدتي لكل ما يكتب على صفحات سودانيز اونلاين.
فما كان من الزميل توفيق مكي إلا ان إستفسر مستغرباً و مندهشاً ان كان بالمقابر خدمة الانترنت ... ؟!!
من حق الاخوة في قيادة الحالية لدعم السريع إخفاء رحيل قائدها لأسباب تبدو موضوعية و ذلك لمنع إنهيار المقاتلين الذين في الأصل لا هدف لهم ، و لضمان نصيبهم في الكعكعة التي قد تتمخض عن مفاوضات جدة ؛ إلا ان الإكثار من الشيء و المبالغة فيه يعطي نتائجاً عكسية.
( رحم الله جميع من قضوا بهذه الحرب المدمرة)

(3)
يقيني ان ظهور فلول النظام البائد و المشاركة الصورية الدعائية في الحرب الدائرة في هذا التوقيت يعد خصم على بسالة و تضحيات أبناء القوات المسلحة و صمود جماهير شعبنا أمام الأوباش المتعطشين للدماء و الذين أغلبهم مرتزقة مأجورون من دول غربي افريقيا.
صحيح أننا اليوم بين مطرقة فلول العهد البائد و سندان مليشيا الدعم السريع و التي صنعها العهد البائد و من موبقاته التي لا تغتفر ايضاً؛ إلا ان شعبنا المسنود بالشرفاء من أبناء قواتنا المسلحة لن يستسلم لشركاء جريمة 25 أكتوبر الإنقلابية .
لذا لا مناص أمام مليشيا الدعم السريع( تحت قيادة الأخوين/ عبدالرحيم دقلو ، عزت الماهري أو غيرهما ) غير الجنوح للسلم.
كما لا خيار أمام الاخ الفريق أول عبدالفتاح البرهان غير تسليم السلطة كاملة ( مجلسي السيادة و الوزراء) الي إدارة مدنية إنتقالية، ذلك فور توقف الحرب بحول الله و لطفه بالسودان و السودانيين !!

د. حامد برقو عبدالرحمن
NicePresident@hotmail.com

 

آراء