تجربة ذاتية تستحق أن تحتذي يمكن أن تضع حلا ناجعا لأزمات البلاد المستعصية !!

 


 

 

خرجت من منزلنا المتواضع حاملا كيسين من القمامة ميمما شطر اقرب حاوية نفايات لوضع هذه الحمولة في المكان المخصص لها وسرت الهويني أتلفت يمينا وشمالا ابحث عن ضالتي مع اصراري في أن لا ارمي بالقاذورات حيثما اتفق فهذا لا يليق بمن له ذرة من تحضر وحياء وذوق وللاسف كانت الساحات والرحب والشوارع وقرب البيوت وتحت أعمدة الكهرباء والترتوارات كلها كانت تعج بالاوساخ في منظر يجعل العيون تبكي لما تري من مشاهد مخيفة تجعل المرء يحس بالعار والشنار !!..
كان بامكاني أن اتخلص من هذه التبعة في أي مكان وحتي في عرض الشارع واواصل مسيرتي غير الظافرة دون أن يراني أحد أو يصيح أحدهم في وجهي ويزجرني باقسي العبارات منبها إياي بأن سلوكي هذه يجعلني في عداد الحيوانات لكن يبدو أن الجميع قد الفوا مثل هذه المناظر التي باتت أكثر من عادية ولا تشكل هما ولا قضية !!..
مازلت اشق طريقي في دروب وأزقة الحي وكلي إصرار في أن لا اطمر هذه البلوة التي احملها إلا في حاوية نفايات معترف بها رسميا من الأمم المتحدة ومن الايقاد ودول عدم الانحياز ومن مجلس بلدي ام درمان طيب الله ثراه !!..
خطا كتبت علي ووجدت قدامي أكثر من طريق فمشيت ولم أجد غير اوساخ متراكمة هنا وهنالك تشكل مقالب للقمامة غير معترف بها رسميا فصممت أن لا اتعامل معها مع أن جميع أهل الحي لا يتحرجون في ذلك وبعد مضي وقت ليس بالقصير والعرق يتصبب من جبيني مثل شلالات نياجارا عثرت علي حاوية قمامة تقف في شموخ مثل سفينة تايتنك وهي مكتظة بحمولة تفوق حد الوصف ومن تحتها اضطر الأهالي أن يرموا بما يحملون من مصائب والوضع سريالي بمعني الكلمة مع اطفال ينقبون داخل الحاوية بحثا عن مايسد الرمق في هذا الزمن الذي لا يرحم وبلادنا فقدت صفة الدولة ومازالت تبحث عن حكومة تقدم الخدمات وتدير الامور ولكن يبدو أننا مازلنا عند محطة اللت والعجن والجدل البيزنطي والكل متلهف لعمل دستور وقيام انتخابات حرة نزيهة والكل حكومة وشعبا وجيشا ومليشيات عاجزون عن وضع النفايات في المكان المخصص لها حتي قال الفنان التشكيلي العالمي الصلحي :
( أن العيون صارت صماء عجزت أن تسمع كل هذا الضجيج الذي تحدثه القاذورات المتمددة في الطرقات ) !!..
كما أن اخوكم مالك بن نبي قال :
( من لم يستطع أن يرتب بيئته المحلية اكيد سيعجز عن ترتيب المجتمع ) !!..
يبدو أننا كلنا عجزنا عن ترتيب بيئاتنا المحلية ونريد اصلاح الكون !!..
قوموا ونظفوا مدينتكم وبعدين طق الحنك ملحوق حتي لا تلعب القردة في السوق وتجدوا
صاحبكم القاضي مشنوق علي كرسيه المسروق !!..

حمد النيل فضل المولي عبد الرحمن قرشي .
معلم مخضرم .

ghamedalneil@gmail.com

 

آراء