تحالف جوبا الجديد كيان للحرب والفتنة – 3 !؟.

 


 

أدم خاطر
20 September, 2011

 


هكذا كان ائتمار هذه الحركات المسلحة والمتمردة بجوبا عاصمة السودان الجديد ،  على خلفية واحدة ومرجعية واحدة هى استدامة الحرب والدماء اعتمدتها الحركة الشعبية التى استهواها الانفصال ، ولم تعد تأبه بخارطة السودان التى أعقبته ، أرادت به اسباغ الشرعية على قطاع الشمال الذى تقطعت به السبل بعد خروج الجنوب من دائرة الابتزاز السياسى للشمال الى غير رجعة !.علينا أن نقرأ هذا الكيان من خلال البيانات والتصريحات التى صدرت عن قادته منذ اعلانه المشئوم ، فهم لم يدعوا لغير الحرب ودق طبولها ، ولكم أعلوا من أجندتها بعيد التطورات فى أبيى والحرب التى دشنها الحلو فى ولاية جنوب كردفان ، وأعقبهم عقار من النيل الأزرق أو هكذا كانوا يريدون أن يقرأ البيان الثلاثى لعرمان – الحلو - عقار !. ولا يمكن أن ينظر الى هؤلاء بعيدا عن الحركة الشعبية والمخططات التى تقف عليها وكالة عن الخارج والأجنبى ، والتحديات الأمنية بالجنوب تحيط بها من كل اتجاه !. ولعل الظروف الداخلية والاقليمية والدولية جاءت على غير ما يهوى هذا التحالف لجهة الدعم والدعاية والألق الذى وجدته الحرب فى دارفور ، والساحة الداخلية ملت طبول الحرب وأدركت خطل المنظمات الاستخباراتية ونشاطها المدمر فى تشويه صورة البلاد وخنقها بالقرارات الأممية والاتهامات الجائرة التى كم أرادت الترويج  لها وكانوا يعتزمون تدبيجها على نحو يدعم خططهم المستقبلية ويرسم معالم واقع جديد فى المنطقة ، ولكن قرار رئيس الجمهورية من كادوقلى بحبس الأجانب والمنظمات العميلة عن هذه الولاية أصاب مخططاتهم فى مقتل !. وها هو اليوم تمرد النيل الأزرق يجد صفعة قوية وحسما مشرفا لفعلته من قبل قواتنا المسلحة وهى تجد هذا الدعم والتلاحم من كافة المواطنين ومكوناتنا السياسية واعلامنا بما لم يحدث من قبل !.
هذا التحالف العميل والمشبوه هو جزء من مخطط  غربى امبريالى استعمارى كبير أشراطه وتفاعلاته ستظل مستمرة تحت غطاء استحقاقات السلام المخلب ومسلسل تمزيق البلاد ، أراد قادته الجدد (ثلاثى اليتم والهوان والخيانة ) أن ينقلوا الحرب للشمال بأكثر من وجه وصوره من خلال هذه المؤامرات الحدودية التى يشنها هؤلاء بتنسيق كامل مع أربابهم بالخارج والحركة الشعبية الممول الأكبر، وقادة تمرد دارفور مناوى – خليل – عبد الواحد!. حيث كانت انطلاقة حملته متزامنة مع توقيع وثيقة الدوحة للسلام فى دارفور ، فكان ردهم عليها أن سعوا للتوحد رغم تباينهم وتم رفضها ، والسؤال لهم ، لماذا رفضت الحركات المنقسمة وثيقة الدوحة دون أن تقدم أية مبررات موضوعية ! وبعضهم ظل بالدوحة طوال فترة التفاوض وحتى التوقيع ؟! بل لماذا إختارت الحركات المنقسمة مقاتلة الحكومة كبند أول في إعلانها؟ ولماذا لم تختر البحث عن السلام واستقصاء فرصه ووسائله ؟ وأين همها وانشغالها بالأحوال الإنسانية للنازحين واللاجيئن ؟ ومن أين يحصل هؤلاء على السلاح؟ وماهو الثمن أو المقابل غير اشعال الحرائق؟. كل يوم يمر على الأزمة فى دارفور او المناطق المشتعلة الان فى جنوب كردفان والنيل الأزرق يعكس حقيقة هؤلاء المجرمين ومقاصدهم الحقيقية من وراء هذا التحالف الآثم !. ما هو الرابط الحقيقى الذى يجمع هذه الوجوه الضالة ، والأفكار المتشاكسة والمتعارضة جوهريا، وهذه العرقيات والحميات المريضة التى تؤجج باسم التهميش وأصحابها يحملون أجندات مخابرات أجنبية وبرامج مدمرة ليس فيها مثقال ذرة من هموم ومصالح ومشاغل مواطنو هذه المناطق !. ترى الا يكفى ما دفعه المواطن فى هذه المناطق من ويلات وآلام حتى يكف هؤلاء عن المتاجرة باسمهم وتبنى قضاياهم دون مشروعية أو تكليف من أحد !. الى متى تظل المتاجرة بهموم الشعوب وقضاياها العاجلة سوقا رائجة للدعم الخارجى والعمالة وخيانة الأوطان والغدر لهدم مواردنا ، وخرابها وتدميرها بما يبثونه من هراء وما يشعلونه من حرائق ظن بعضنا أن الجنوب سيوقف مدها لا أن يكون محفزا عليها وداعيا وداعما لها !.
نحن بين يدى تيار قديم متجدد من تجار الحروب وسماسرتها فى بلادنا آثروا أن يستمروا فى هذا النهج العدوانى والالتقاء بتحالفهم هذا على آلة الحرب وتدشين المعارك الخاسرة فى أكثر من جبهة وبمراحل دقيقة وتوحيد فى الهدف لا تجده بينهم الا فى تدمير البلاد ، لا تاريخا ولا عقيدة ولا مبدأ الا فى مناهضة الانقاذ ودحرها ومشروعها !.هذا التحالف الفتنة يسعى أن تطال معاركه الشبيهة بطواحين الهواء ،أن يصيب بخيباته وهزائمه المتكررة الجهود المبذولة لتشكيل حكومة الجمهورية الثانية باعادة تحاف قطاع الشمال الوهمى (اسم الدلع للحركة الشعبية) بالتنسيق مع المعارضة الشمالية ، وعلى الدولة أن تدرك ان ما أتخذته من خطوات تصحيحية لمسيرة السلام فى كل من جنوب كردفان والنيل الأزرق كلها تصب فى الاتجاه الصحيح ، وأى عدول عن هذه التوجهات دون دحر التمرد كلية وتطهير كامل الأرض تعتبر انتحارا سياسيا لا يمكن التكهن بمآلاته مستقبلا !.هؤلاء الحالمون بمشروعات الخارج لاغراق السودان فى الحروب الى الأبد دون تحقيق مطامحهم الشخصية وأجندات أسيادهم ليس بمقدورهم أن يبنوا وطنا!. أى تاريخ مشرف يحمله عرمان أو عقار أو الحلو ، وأى مشروعات وطنية بناها مناوى أو خليل ابان وجوده فى الحكم ، وأى نجاح يمكن أن يكتب على يد نور ربيب اسرائيل ، وأى سلام هذا الذى تلوكه ألسنتهم ويدهم فى القتل والدمار والخراب ، فبعد كل هذا التنكيل والضياع هل يبني المتشاكسون وطناٌ؟. هؤلاء مختلفون، منقسمون، متشاكسون، لا يستطيعون التوحد بينهم ،واختاروا الحرب طريقا لهم، كل ذلك ليكونوا زينة في الطاولة التي يعدها الصهاينة لتقسيم الوطن، واليقين أنهم لن يطالوا قامة الوطن وشموخه طالما باتت قواتنا المسلحة تقوم بواجبها ومسئولياتها على الوجه الأكمل وبسند شعبى ونفير جهادى نوعى يستطيع أن يعيد أيام الانقاذ الأولى وملاحمها ويحمى السلام ويلجم فلتنان هؤلاء والبشارات من الكرمك المحاصرة كفيلة بارسال الاشارة الأخيرة وكفى !!!؟.

adam abakar [adamo56@hotmail.com]

 

آراء