تحت الجلد 2 … الروبوت الراعي
rafeibashir@gmail.com
قمت والحمد لله بتصميم اول موقع واودعته الانترنت في العام 1998 في كيب تاون ، وكان حسب موقع إمباندي الجنوب افريقي هو الموقع رقم 30 في جنوب افريقيا ، توجهت بعده لبريتوريا لكي اكون وكيل تصميم وتسويق لمقدم خدمات الانترنت شركة لانتك لكي اقدم خدماتي في التصميم وخدماتها في استضافة المواقع ، حيث قمت بتصميم موقع سفارة السودان في العام 2000 كثاني موقع سفارة للسودان في العالم بعد برلين.
اتصلت بعد بضعة سنيين ببعض اخواني كي اخبره عن الانترنت وكيف تعمل وكيف تتشابك ، ثم شجعته على عمل إيميل لكي استطيع ان اقوم بالتواصل معه بيسر بدل الخطابات التقليدية ، وبدل الفاكس والتلكس ، وبعد ان ابدى أخي دهشته بين مصدق ومكذب.
توكلت على الله و قلت لأخي الان في جنوب افريقيا النت الخاص interanet ادخلت في عملية الرعي حيث يدخل ship شريحة صغيرة تحت جلد الماشية ويقوم صاحبها بمتابعتها وادارة في مزرعته المترامية الأطراف من مكتبه بسيرفر يراقب كل واحدة منها فيعرف درجة حرارتها وكمية الحليب فيها وصحتها في اي لحظة وموقعها وهكذا.
كان همي الكبير هو كيف يصدقني أخي خصوصا بعد ان قلت له أن هنالك سحابة ترسو على رأس جبل التيبل ماونتين في كيب تاون طول العام وقلت له ايضا إذا قمت بعمل الايميل ممكن ارسل لك اي خطاب او صورة وتطبعها من غرفة نومك.
الان وقد بدأت التقنية في تصديق ما قلت لأخي وقد تطورت التقنيات ليصبح ما قلته قبل خمس عشر عاما واقعيا وملموسا ويمشي على رجلين بإعلان أستراليا اليوم عن بناء فكرة (الربوت الرعي) لتنتقل من مدير الرعي السيرفر الى الروبوت الراعي بعكازته التقنية التي يكسع بها اغنامه ويخاطبها باصوات صاحبها.
أنا واثق ان التقنية قد تطورت الان لتصنيع روبوتات عسكرية وجيوش واداريين روبوتات سوف تقوم بمحاربتنا في ديارنا وهزيمتنا بيسر ، واخرى تطلق علينا حشرات تصيبنا وتصيب مصادرنا الطبيعية واخشى ان تديرنا في دولنا وبيوتنا كما تدار المعيز الان ، وإذا استسمحناها لا تسمح واذا سألناها لا تجيب واذا ترجيناها لا ترحم واذا تخفينا منها تعرف وتعاقب وتحاسب وتجعلنا نشتغل عندها بسخرة وسخرية لا تعرف انسانية ولا رحمة .
وما اخشاه ان تتطور تلك الروبوتات في شكل رؤساء دول ووزراء وموظفين وعمال ومدراء خدمات تصلح لتدير دولة ، لكي توزع بعد استعمارنا على وزاراتنا وقصورنا ، وتكون في أيديها عصي غليظة او سياط ترشق بها ظهورنا حتى نصحو من غفوتنا وغفلتنا ونترك الهراء الذي نحن فيه من تقاتل وتحارب بيننا واختلاف.
انا بالطبع افضل (حكومات روبوتات) عربية وافريقية بما فيها بلادي السودان ، حتى تنهي حالة الصراع وحتى تلاقي الخطوط المتوازية لفكرنا وصراعنا على الكراسي وحتى تنهي هذا الجدل الدائري في كيف ومن يدير دولنا .
وارجو من التقنيين لتلك الروبوتات ان يراعو عملية الدفاع عنا وعن اسرنا وحريمنا وعرضنا لأنا حينها سوف نعتذر عن حماية ذلك لضعفنا وهواننا الكبير.
إذا صدقنا الان ما كنا نكذبه ونندهش له قبل عشرين عاما حيث قالوا لنا حينها أنكم ستصبحوا بعد عشرين عام أميين إذا لم تعرفوا التقنية استخداما وصناعة، علينا ان نصدق أن حكومات الروبوتات وموظفيها ستصبح واقعا بعد ان اصبح الروبوت الراعي التقني واقعا ، والتقنية التي تدير اغنامها في المزارع يمكنها ان تدير اغنامها في الدول.
معليش يعني
الرفيع بشير الشفيع