تحذير من (ساعة صفر) أخرى !!

 


 

 

من الأحوال المؤسفة ولكنها شديدة الإثم أن رئيس تحرير صحيفة القوات المسلحة هذا الذي يسمونه العقيد "إبراهيم الحوري" يتحدث باسم الإنقاذ من هذا المنبر وهو يرتدي زي القوات المسلحة..!! وبغض النظر عما قاله من (كلام هوائي) خبيث وغير مسؤول يهدد فيه المجتمع السوداني باقتراب ما أسماه (ساعة الصفر)..! والمعروف أن من ينطق باسم الجيش لا يهدد مواطنيه..رغم غموض ما يعنيه بساعة الصفر..! وإذا كنا نعيش الآن تحت انقلاب..فهل يقصد بساعة الصفر انقلاباً آخر على الانقلاب..؟! أم أنه يهدد الناس بقيامة أخرى يراها..أو داهية يعلمها تقتل السودانيين وتبيدهم عن أخرهم..؟!
لقد اعتاد هذا الرجل استغلال منبر صحيفة القوات المسلحة لأغراض تفضح انتماءه للإنقاذ وللانقلاب..وظل كل صباح يفرغ أمعاءه بشتائم غريبة على مواطنين سودانيين يعارضون الانقلاب ولا يهاجمون الجيش ولن انقل هنا ما ويصف به أفراد وجماعات من الشعب السوداني من بذاءات..من المسؤول عن استمرار هذه الخطرفة وهذا الرجل في هذا الموقع..؟!
وإلى أن يوضح لنا مقصده بساعة الصفر نقول إن هذا الرجل لا يصلح في الموقع الذي يجلس عليه.. فهو يتحدث بلسان الإنقاذ بلا مواربة.. وأخطر من هذا أنه يستعدى قطاعات من الشعب على قطاعات أخرى والأسوأ انه يحاول أن يزيّف الواقع بأن جانباً من الشعب يقف ضد جيش السودان..وهو في هذا يردد أقوال كذبة متآمرين منافقين ويسير على نهج الانقلابيين في تصوير أن انتقادهم والمطالبة بالحكم المدني يعني استعداءً ضد الجيش..! وهو حديث يجري فيه معهم في مضمار الفتنة وحديث هذا الذي نشره على الناس هو جزء من حملة خبيثة يقم بها الفلول وترمي إلي دق الأسافين بين المؤسسة العسكرية والمدنيين بل وإلى تجزئة المؤسسة العسكرية نفسها..وهو يجهل أن القوات المسلحة السودانية هي مؤسسة من الشعب واليه..وأنها كيان قومي لا ينبغي له أن يناصر فئة على فئة..وهي مؤسسة موقع احترام الشعب..وما حديث الناس بعد سنوات الإنقاذ الكالحة إلا من باب أن تعود لهذه المؤسسة العريقة منعتها وقوميتها..فالإنقاذ كانت تحمل حقداً بيّناً على الجيش بل لقد تغوّلت عليه وحاولت بشتى الأساليب وأقبحها أن تنشئ أجساماً مسلحة موازية له..وكل القوى الوطنية الحقيقية تريد للقوات المسلحة السودانية أن تكون كما كانت عبر تاريخها قبل الإنقاذ مؤسسة قومية قوية عزيزة ومفاعلاً قومياً يحمل في جوفه الرحب تعددية السودان الباهية..ويريدها أن تظل حامية للوطن وناجية من الاختراقات السياسية ومن المتسللين الذي يغامرون باسمها بالانقلابات المشبوهة التي تريد أن تسلبها أهم خصائصها ووظائفها...!!
من هذه الإمراض التي تهدد امن البلاد وسيادتها يأتي مثل هذا الحديث المريض لمحرر صحيفة القوات المسلحة..وهو لا يدري خطورة ما تحمله سطور مقاله من قنابل عنقودية شديدة الانفجار..لأنه يجهل خطورة الكلمة وكارثية الحديث الذي يُلقي على عواهنه بغير تدبر.. وهو مدفوع بتكرار ما يردده الفلول من حديث خبيث عقيم ..!! إن الناس يفرقون بين جنرالات الانقلاب ومن معهم من الفلول وبين الجيش السوداني..ومن العار أن يتحدث هؤلاء الجنرالات الانقلابيين وهم في زي القوات المسلحة باسم الإنقاذ..والشعب يعرف أن ما يقولوه لا يمكن أن يعبّر عن الجيش الوطني بأية حال... إنما يعبر عن انتمائهم للإنقاذ وصوت هذا الرجل هو صوت قادة الانقلاب أصحاب الهوى السياسي..وهو ليس بالضرورة صوت المؤسسة العسكرية التي ينتمي إليها ويحرر صحيفتها ولا يعبّر عنها ..هل المناداة بالحكم المدني هو الوضع الطبيعي أم إنها مؤامرة ضد الجيش...؟! كيف نستطيع أن نركّب فهامة على هذه الرؤوس (المفلطحة) حتى تفهم هذا المعني البسيط ..؟!
ان هذا العقيد التائه عن الحقيقية وعن واجبات موقعه وأمانة الكلمة يحاول أن يزج بالقوات المسلحة في معترك التدافع السياسي..وهو ينطلق من منصة خاطئة بخطاب إنقاذي كامل الخبث ويريد أن يقنع الناس بان المطالبات الشعبية الكاسحة بالحكم المدني والعدالة والحرية والسلام إنما هي دعوة ضد القوات المسلحة.. وهذا لا يقوله عاقل ولا تنطق به إلا الخيالات المريضة والنفوس المعتمة والانتماء الفاسد الذي يطمس العقول ويعمي العيون ويميت الضمير..!!
حيلك يا رجل..! أن ما تقوله لأهون من مرور لفحة هواء فاسد في فضاء الله الواسع العريض..وقد تجاوز الوعي الشعبي والوطني مثل هذه الضلالات القديمة البائسة التي تفوح من الجحور المنتنة التي لا تنفذ إليها أشعة النور وإشعاعات المعرفة (إن الله لا يهدي كيد الخائنين)..وحسبنا الله في هذه التنطع الذي يجعل مثل هؤلاء المتنطعين يقذفون بكلام لا يعرفون معناه ولا يتبصّرون بعاقبته..! الله كسب الإنقاذ..!

murtadamore@yahoo.com

 

آراء