تحليل حصاد نتيجة الإنتخابات الجزئية بولاية جنوب كردفان 3-3 .. عرض: آدم جمال أحمد – سدنى

 


 

 



الحلقة ( ۳ – ۳  )

عرض: آدم جمال أحمد – سدنى

تناولنا فى الحلقتين السابقتين سرد وتحليل لحصاد الحركة الشعبية من أصوات جماهير جنوب كردفان ، وأوضحنا فيها كيف إن عبدالعزيز الحلو يعمل تماماً ضد وعكس تيَّار رغبات وخيارات جماهير الحركة الشعبية بجنوب كردفان ، وكيف أنه رغم أنف الدستور واللوائح والقوانين ، أقصى أصحاب القواعد الجماهيرية الحقيقيين من الترشُّح للإنتخابات بإسم الحركة الشعبية ، وأعطى الفرص (بالفرض والتعليمات) لمجموعة من (شلَّته) و(حاشيته) لا وزن ولا قبول لها لدى القواعد ، وفشل في أن يسوق الناس (بالفرض والتعليمات) للتصويت لصالحهم والتي غامر بها في الإنتخابات ، فلم تحصد إلا السخط والسخرية ، ولم ينفعهم أن يقرر عبدالعزيز فوزهم بجرة قلم مثلما فعل في إختيارهم.
وبذلك سوف نختم مقالنا بالحلقة الأخيرة والتى وعدنا فيها السادة القراء الكرام من خلال عرضنا لمقال .. الكاتب الصحفى والناشط السياسى بجبال النوبة: عمر منصور فضل : سكرتير الشئون السياسية والتنظيمية المفصول عن الحركة الشعبية بجنوب كردفان    ، ومرشح الدائرة الجغرافية (١٧) ـ الكرقل دلامي هبيلا ــ الولائية المؤجلة ... والتى سطرها بقلمه بعنوان .. (نتيجة الإنتخابات الجزئية بولاية جنوب كردفان !!.. ) .. سقطت الشللية .. سقطت العقلية الإنكفائية .. ولم تسقط الحركة الشعبية!! ..  وسنقف ولكن (ليس كثيراً) عند نماذج عن كيف وصل الحال ، حال الترهيب والترغيب ، بالناس في عهد الفريق عبدالعزيز الحلو .. وذلك من خلال ما كتبه الصحفى عمر منصور فضل .. حيث يقول الآتى: ... 
في الحلقة الأولى من هذا المقال وعدنا القراء بالوقوف على نماذج عن كيف وصل حال الترهيب والترغيب ، بالناس في عهد السلطان عبدالعزيز ، حيث إن الأول (الترهيب) جعل البعض لا أن يستسلم لجلاَديه فحسب ، بل والحرص فوق ذلك على أن لا تصدر منه (ملاحيظ) تعكِّر صفو الزعيم الذي يعتلي ظهره ، أو ما يوحي بأنه لا يحني للزعيم ظهره بما يكفي ، أو يتململ من حمله الثقيل .. بينما أفضي الترغيب وأدبيات ترفيع الأتباع للمواقع التنظيمية بالتعيين ، بالبعض للتماهي والذوبان في (الريس) ، جاعلين رضاءه و(روقان مزاجه) هي (أهداف، وقيم وأدبيات ، وقوانين ولوائح) الحركة الشعبية ، ولأننا نفرد لذلك مساحة في حلقاتنا من مقال (الإنتهازية .. النفعية .. المتاجرة بقضايا جنوب كردفان: إكتشفوها .. كاشفوها .. أكشفوها .. أحصروها .. حاصروها .. أرموها في مذبلة التأريخ) لاحقاً ، فنكتفي هنا بنموذج لكل حالة ، إذ أنه عقب سردنا بحلقات المقال: (هل يسعى عبدالعزيز آدم الحلو لإثارة حرب بين قبائل جبال النوبا عبر سياسة فرق تسُد) تفاصيل إجراءات (حملة التأديب والتطهير) التي أجراها الحلو داخل حزبه في نوفمبر۲۰۰۹ ــ  يناير ۲۰١۰ م وقائمة من شملهم التحقيق والمحاسبة والفصل تصادفت رفيقاً ورد إسمه ضمن القائمة ، ومن الذين يتظاهرون بالثورية العالية ، وصناعة المعتركات ، بل وإفتعال العدوانية حتى مع الرفاق فظنناه (دخري حوبة) و(المدخور للحارة) فإذا به يلتقيني مرتعداً مرتعشاً يكاد يهتف (دثروني ، دثِروني .. زمِّلوني ، زمِّلوني) من هول ماحدث (الحدث ورود إسمه ضمن قائمة من يستعديهم عبدالعزيز) ، وكيف إن ذلك كلفه مجهوداً لتفسير .. وإنه .. ، فعجبت من الرجل إذ لم يكن (هو) من كتب ذلك وإنما (أنا) في إطار إستعراض مظلمته ضمن مظاليم الحلو وتأسفت أن عبدالعزيز الحلو بإرهابه لرفاقه وإلى درجة مطاردة معارضي رأيه في أزقّة المدينة بالذخيرة الحية مثلما تفعل الشرطة (أحياناً) في حملات إبادة الكلاب والقطط الضالة والمسعورة ، أوصل الناس إلى هذا الحال والمآل (طبعاً تماماً على عكس أهداف الثورة التي يجب أن تعلِّم الناس الشجاعة والمصادمة ومواجهة الباطل والصدع بالحق ...إلخ) .. عذرت الفتى ، إنه نموذج الذين (إذا ضُرِبت القِراف ، عشان الجمال تخاف) يضعون أذنابهم تحت أعجازهم مثلما تفعل الكلاب الخائفة أو (الطامعة ، الطامحة في عظم) حين تجلس مهذبة أمام أسيادها ، وإن كان (مفترضاً) أن يكون من الذين يقفون في وجه عبدالعزيز الحلو هاتفاً (لا!) إذ هو يمثل الإقليم في إحدى الهياكل الرفيعة للحركة الشعبية !!.. إما الحالة الثانية (التركيع والتطويع بالترغيب) فأصدق نموذج لها (آ.ج.آ) ، (م.ع.أ.) اللذان جندا نفسيهما مخبرين قطاع خاص (العميل الخاص بلغة المخابرات) لأولياء نعمتهما (عفواً ، (ليس أولياء الأمر) بخلخلة الصفوف ، ونقل الوشايات ونسج الحكايات وفبركة الروايات ، حتى تم مكافأتهما من الرئيس بـ (تعيينهما) في مواقع تنظيمية وسياسية  يأتي إستحقاقها بالتصعيد من القواعد عبر هياكل تنظيمية مختصة وليس بتعيين من الرئيس ، ولكنه الرئيس الذي ــ كما ذكرنا مراراً من قبل ــ في إجتماع تنظيمي رسمي مهم بفعاليات محلية كادقلي بأكبر مقر تنظيمي للحركة الشعبية بالولاية ، السكرتارية ، الأربعاء  ۲۳/۹ /۲۰۰۹م بحضور كل الطاقم السياسي وعدد كبير من وزراء ومستشاري وبرلمانيي الحركة ، قال بكل التحدِّي والتهديد والوعيد بأنه كرئيس للحزب بالولاية لا يسمح لأحد أن يملي عليه ، ولا التهديد والإبتزاز بالجماهير، واصفاً حديث الرفاق الذين طالبوه بالمؤسسية والعمل بمشاورة أجهزة التنظيم ــ مجلس التحرير ، السكرتارية ــ بـ (منتهي اللامسئولية ، ومنتهى الفوضى) .. (المسئولية دي مسئوليتي ، أنا البختار التيم ــ الفريق ــ البينجِّح المشروع)!..هل قال ذلك رئيس الحركة الشعبية صاحبة برنامج الديمقراطية والحرية وحكم الجماهير ، والمؤسسية ..إلخ؟! ، بلى ، أجل ، أي والله قال ذلك ، بل إنه زاد (...دا منو القال ليكم في رئيس حزب في الدنيا بيشاور عشان يسيِّر الحزب ، لو ما عارفين أسألو)!! ، وبالفعل بدأ الحلو ــ بدون مشاورة مؤسسات الحزب ــ بتعييين الطاقم (التيم حسب عبارته) السياسي والتنظيمي والتنفيذي الذي يعمل معه ، ولكن ليس (البينجِّح المشروع) كما ذكر إلا إذا كان المشروع المقصود شيئاً غير رؤية وأطروحات وبرنامج وأهداف الحركة الشعبية ، لأن حال هذه لا يحتاج إلى تنقيب ، .. وأنا شخصياً أخذت وصية ونصيحة الحلو (لو ماعارفين أسألو) مأخذ الجد ، خاصة وإنه يوافق توجيهاً إلهياَ (...أسألو أهل الذكر إن كنتم لاتعلمون) ، (هل يستوى الذين يعلمون والذين لا يعلمون) .. وقول الشاعر:

تعلَّم فليس المرءُ يولدُ عالماً          وليس أخو جهلٍ كمن هو عالمُ

فسألت وبحثت ولكني خرجت بمحصلة واحدة فقط  إنه ليس هناك رئيس ــ تنظيمي أو سياسي أو تنفيذي ــ (يختار التيم البينجِّح العمل) بمفرده إلا في نظام شمولي أوإنقلابي يقفز على السلطة بعضلات الدبابات والمجنزرات .. المهم هؤلاء هم (رجال حول عبدالعزيز) ، وهم (التيم البينجِّح المشروع)!!.. ولم يكن غريباً إزاء هذا ومع مثل هذه الأتيام أن يكون حصاد الحركة الشعبية في الإنتخابات الماضية على النحو لذي سرناه ونسرده بكل الحسرة والأسى والأسف ، ليس أسفاً على ضياع وهلاك المشروع والأهداف والشعارات فحسب ، إذ ربما يرتبط ذلك بتطور تدريجي مرتقب ، ولكن لأن الضياع والإهلاك يتم بسبق الإصرار والترصُّد.
ذكرنا في الحلقة الماضية (الثانية) تفاصيل المقاعد التي كسبتها الحركة الشعبية وأرجأنا الحديث عن (الخسائر) و(السواقط) لهذه الحلقة (الأخيرة) وتساءلنا عن كيف في ولاية مثل جنوب كردفان لها من الرمزية والدلالة ما لها كولاية رقم واحد للحركة الشعبية في الشمال الجغرافي للسودان ، يكون حصادها في هذه الإنتخابات (20%) ، عشرين في المائة ، من أصوات ناخبي الولاية ، وهي على وجه الدقة (19.04%) ، أربعة مقاعد تفاصيلها:(إثنين جغرافية ، واحد مقعد في قائمة المرأة ، وواحد في قائمة الحزب) مع تغاضي الحديث عن المعالجات التي تمَّت بشأن المقاعد الأربعة الإضافية التي تمَّت (المصادقة) بها من المفوضية القومية للإنتخابات كمعالجة لما أثارته الحركة بشأن الإنتخابات بالولاية والتي بموجبه (أي هذا التصديق) رضيت الحركة بإنتخابات جزئية (رئاسة الجمهورية والمجلس الوطني) وتأجيل بقية المستويات ، (تأجيل مقلوب) ، وقبل أن نذكر تفاصيل ذلك جدير أن نذكر إن الدوائر في الولاية بلغت واحد وعشرين دائرة:عشرة دائرة جغرافية ، ثلاثة مقاعد للقوائم الحزبية ، أربعة مقاعد مرأة ، (زائداً الأربعة مقاعد الإضافية) وتساءلنا عن كيف إستطاع (المبرَّراتية والمنظِّراتية) تبرير هذه النتيجة لمعرفتنا الكاملة بعدم توفُّر ما يكفي من صدق وشجاعة وتواضع للإعتراف بالقصور والخطأ ودحضنا الـ (البوهية) التي حاول بها المسؤولون من النتيجة تلوين فشلهم بها.
من الحقائق الميدانية التي تستدعي الإستصحاب عند النظر لنتيجة فوز الحركة الشعبية بالدائرتين الجغرافيتين (5) ، (6) (علاوة على ما ذكرنا من قبل) هو أثر الإثنيات والعشائر التي ينتمي لها مرشحا الحركة بالدائرتين ، الذي كان واضحاً وبائناً وكذلك أثر وقوع الأجزاء الريفية من دائرتيهما داخل المناطق المحررة ـ مناطق سيطرة الحركة الشعبية سابقاً ــ  حيث (طفر) ذلك بمرشح الدائرة (5) مثلاًً من خاسر في المدينة بحيازته على ستة عشر في المائة فقط من أصوات مرشح المؤتمرالوطني إلى فائز بالدائرة بأكثر من ضعفي أصوات مرشح المؤتمر الوطني من جملة أصوات ناخبي الدائرة ، فقد كسب (أي مرشح الحركة) في أرياف دائرته (49445) ــ تسعة وأربعين ألف وأربعمائة وخمسة وأربعين ــ صوتاً أي ما يساوي (96.60) من جملة أصواته في الدائرة .. وهذا ينفي أي مجهود تنظيمي في هذا الفوز ، ويمكن القول شيئاً قريباً من ذلك في الدائرة (6) الدلنج الجنوبية .. وكذلك ملاحظة إن الشخصين الفائزين هما أصلاً عضوان بالمجلس الوطني المُعَيَّن ، أي إنهما رجعا إلى مقاعدهما سالمين لفترة ثانية! ، بينما سقط نظيراهما (أعضاء المجلس الوطني المرشحين للمرة الثانية) (بابو تيما موسى تمبا) المرشح بالدائرة (8) لقاوة ، و(جابر المكي أجبر عود) المرشح بالدائرة (9) السلام .. كما أن الفائزة بمقعد المراة (ميري جيمس كوكوأنجلو) ، رئيسة لجنة الصحة بالمجلس التشريعي الولائي الحالى بجنوب كرفان .. والفائز بمقعد القائمة الحزبية (أحمدعبدالرحمن سعيد) ، وزيرمالية سابق عن الحركة الشعبية بالولاية ، ومفوض مجلس العون الطوعي والدولي الحالي بالولاية .. أي إن الفائزين الأربعة كانوا يتولون أصلاً مواقع دستورية من حقائب الحركة الشعبية حتى لحظة إنتخابهم !!.. وفي تفصيلنا لحصاد الحركة في هذه الإنتخابات للوقوف على كسب من يتسمُّون برموز وقيادات الحركة الشعبية في أحيائهم وقراهم وفرقانهم وقبائلهم ، نبدأ بالدائرتين اللتين فازت بهما الحركة الشعبية: (5) كادقلي ، (6) الدلنج الجنوبية .. ففي كادقلي وبحي قعرالحجر الذي يسكن فيه (إثنين مساعد سكرتير ولاية ، عضو مجلس تحريرقومي ، ثلاثة مديري إدارات بسكرتارية الولاية ، ثلاثة من ناشطي وموظفي سكرتارية الحركة الشعبية ، وحوالي سبعة من رموز تجمع الشباب وتجمع المرأة ولجنة إنتخابات الحزب ولجنة بنك جبال النوبا ، ومرشحة الحزب للمجلس الوطني ...إلخ) ، في هذه الخلية ، أعني في هذا الوكر الحزين ، نال مرشح الحركة الشعبية بالدائرة (155) ــ  فقط مائة وخمسة وخمسين صوتاً إنتخابياً لا غير ــ ، مقابل (465) صوتاً لمرشح المؤتمر الوطني ، وإذا علمنا إن جملة أصوات ناخبي الحي هي (869) ، فإن مرشح الحركة الشعبية في الحي حاز على (18%) ــ  ثمانية عشر في المائة ــ من أصوات الحي .. أي إن جملة الثقل السياسي لهذه (الكوكبة) وهذا (الكوكتيل) وهذا (الكوكس Caucus) في هذا الحي العريق العتيق يساوي (18%) ، بينما نال مرشح المؤتمر الوطني (54%) من الأصوات ، وهذا يعني أيضاً أن مرشح الحركة الشعبية نال في الحي (33%) ــ  ثلاثة وثلاثين في المائة ، من أصوات مرشح المؤتمر الوطني بينما نال مرشح المؤتمر الوطني ثلاثة أضعاف أصوات مرشح الحركة الشعبية !! .. وفي (البان جديد) الذي تسكنه (مساعد سكرتير ولاية ، وعدد من ناشطي الصف الثالث من رموز الحركة الشعبية بالولاية) ، نال مرشح الحركة الشعبية بالدائرة (62) ــ  فقط إثنين وستين صوتاً إنتخابياً لاغير ــ ، مقابل (633) صوتاً لمرشح المؤتمر الوطني ، وإذا علمنا إن جملة أصوات ناخبي الحي هي (913) ، فإن مرشح الحركة الشعبية في الحي حاز على(06%) ــ ستة من مئة في المائة ــ من أصوات الحي .. بينما نال مرشح المؤتمر الوطني (69%) من الأصوات ، وهذا يعني أيضا أن مرشح الحركة الشعبية نال في الحي (09%) ــ تسعة من مئة في المائة ــ من أصوات مرشح المؤتمر الوطني بينما نال مرشح المؤتمر الوطني عشرة أضعاف أصوات مرشح الحركة الشعبية !!.. وفي المركز الإنتخابي لأحياء (السوق ، الموظفين الشرقي ، حي المصانع) الذي يقطن فيه سكرتير الحركة الشعبية بالولاية (بالكامل) ، ومساعده للثقافة والإعلام (الناطق الرسمي بإسم الحركة في الولاية) ، وعدد من ناشطي الصف الثاني والثالث من رموزالحركة) ، بل حيث موقع عدد من المنابر الرئيسية للحركة منها سكرتارية الولاية وسكرتارية محلية كادقلي ومقر تجمع الشباب للإقليم والمحلية وكذا تجمع المرأة ، مكتب الإدارة الأهلية ، مكتب البطاقة التنظيمية للعضوية ، وحيث مقر غالب (اللمَّات) والمهرجانات والكرنفالات الخاصة بالحركة الشعبية ، نال مرشح الحركة الشعبية بالدائرة (254) ــ  فقط مائتين وأربعة وخمسين صوتاً إنتخابياً لاغير ــ ، مقابل (1567) صوتاً لمرشح المؤتمرالوطني ، وإذاعلمنا إن جملة أصوات ناخبي هذه الأحياء هي (2761) ، فإن مرشح الحركة الشعبية حاز على (09%) ــ تسعة من مئة في المائة ــ منها بينما نال مرشح المؤتمر الوطني (57%) ، وهذا يعني أيضا أنه حيث مقر هؤلاء ومقرات (الهيلة والهيلمانة) نال مرشح الحركة الشعبية (16%) ــ ستة عشر في المائة ــ من أصوات مرشح المؤتمرالوطني بينما نال مرشح المؤتمر الوطني ستة أضعاف أصوات مرشح الحركة الشعبية !!! ..
من الملاحظات العامة الغريبة إن غالب مراكز الإقتراع بأحياء مدينتي كادقلي والدلنج  ــ التي عَّول البعض على إن الفوز بهما نوعي لأنها دوائر وعي وإستنارة ــ حازت على أعلى معدَّلات الأصوات التالفة في ظاهرة لا يمكن إرجاعها إلى الجهل بإجراءات الإنتخابات الذي يفترض إنه أعلى وأكثر في الأرياف فمثلاً في الدائرة (5) كادقلي سجل حي السوق أحد أرقى أحياء المدينة ــ والولاية إفتراضاً ــ واحدة من أعلى أرقام الأصوات التالفة (220) صوتاً كثاني أعلى تالف في المدينة بعد حي (السمَّة شرق) ـ 338 تالفا ًــ  وسادس أعلى تالف على مستوى الدائرة ــ أي حي السوق هذا ــ من بين مراكز إقتراع الدائرة البالغة (121) مركز ، ولم يخلو حي من أحياء كادقلي من لعنة المعدَّل العالي في الأصوات التالفة إلا (حي الرديف) الذي سجَّل صفراً في التالف الشئ الذي لم يتكررفي مركز بالمدينة بينما قرى نائية و(غميسة) في الأرياف (خاصة بالأراضي المحررة ، (مناطق سيطرة الحركة الشعبية سابقاً) سجلت صفراً في التالف (أي صوَّتت صحيح بنسبة مية في المية) مثل مركز (تساري) بنواحي كورجي ، (حجر تية) ، (أرض كنعان) ، (أم دردو) ، (كَرْكَرْ لومون) ، (القديل) .. وهذا في رأيي البسيط يعزي من ضمن أسباب أخرى لعاملين:
١ / الحس الوطني العالي التي يمتع به هؤلاء ، وحرصهم على ممارسة دورهم في التصويت الذين يعتقدون بصدق إنه وسيلة لتغيير الأوضاع القائمة الآن ..
٢/ تأكيد ما ظللنا نردده منذ أوقات مبكرة من إن الحركة الشعبية تنظيم يسير بقوة الدفع الذاتي (بإجتهادات العضوية والقواعد وليست القيادة ومؤسسات التنظيم) حيث إنه في ظل الغياب الكامل لأي برمجة أو تخطيط تنظيمي لإدارة الإنتخابات من قيادة ومؤسسات التنظيم ، لم تنعدم عند القواعد الثائرة بعض الترتيبات الــ (جونقرو) لإدارة الشأن في مراكزها .. وكان أن صوت مركزا (كَرْكَرْ لومون ، أم دردو) بنسبة مائة في المائة صحيح ومائة في المائة للحركة الشعبية بعدد (605 ، 763) صوت على التوالي ، بينما فلت صوت واحد فقط من جملة أصوات مركز (كاودا أ) لصالح مرشحة مستقلة ، وصوتان من مركز (كركر) لصالح مرشح الحزب القومي السوداني المتحد والباقي للحركة الشعبية ، ولا أعتقد أن ظاهرة تصويت مركز لصالح مرشح بنسبة مائة في المائة وبدون تالف تكرر في أي مركز آخر بالسودان أو العالم بينما سجًّل مركز إقتراع (أبوزيد ، المعاصر) أعلى درجة تالف في الدائرة  (6)  بـ (229) لم يتفوَّق عليه إلا مركز إقتراع هبيلا بـ (481) صوت بينما لم يسجَّل مركز في هذه الدائرة درجة الصفر في الأصوات التالفة ، وكان أقل تالف في الدائرة بمركزي (كتلا كاتيك ، أطو) بـ  (9) صوتاً في وقت لم تكن فيه المفارقات كبيرة في الأصوات بين المرشحين الثمانية إلا في الحصيلة النهائية ، والطريف إن مرشح الحركة الشعبية في الدائرة (5) كادقلي نال (101) ــ مية وواحد ــ صوت عند (الجيش) بمركز إقتراع (السرف) بينما نال مرشح الحركة الشعبية في الدائرة (6) الدلنج الجنوبية ذات العدد (مية وواحد) في مركز (الجامعة) ولم يتكررهذا الرقم عندهما في أي مراكز أخرى .. ولهذا الرقم دلالة ورمزية طريفة ومعلومة لدى الحركة الشعبية !! ..أما من الملاحظات العامة في نتائج الحركة الشعبية (وهذا محور تركيزنا في هذا التحليل) فإن أعلى المنافسين من الحركة الشعبية من الذين خسروا دوائرهم كان المقدَّم (حسن آدم الشيخ محمدين) ، الدائرة (2) رشاد بعدد (6028) صوت في المركزالثاني بعدالفائز (مؤتمر وطني ــ ( 9389) رغم إن ثلاثة آخرين من مرشحي الحركة الشعبية نالو المركز الثاني لكن بفارق كبيرفي الأصوات عن الأول الفائز بلغ فارق بعضهم أكثر من (27) ألف صوت عن الأول في دائرة جملة أصواتها (45497) إذ نال المؤتمر الوطني (32942) ما نسبته (72%) ، ما يقارب ستة أضعاف حصيلة الحركة الشعبية البالغة (5913) وهو ما نسبته (13%) تقريباً من جملة أصوات الدائرة ، (18%) تقريباً من حصيلة المؤتمر الوطني !! لكن المدهش كان في نتائج:

●الدائرة (3) أبوجبيهة: حيث جاء مرشح الحركة الشعبية رابعاً بعد: المؤتمر الوطني ، الإتحادي الديمقراطي ، مستقل .. حاز المؤتمر الوطني (14650) صوتاً وهو ما نسبته (36%) من جملة أصوات الدائرة البالغة (40891) ، ومايساوي أكثرمن أربعة أضعاف ما ناله مرشح الحركة الشعبية (3494)!!.. أبوجبيهة التي بها معتمد حركة شعبية لخمسة سنوات بعمرالشراكة ــ أحد أطول دستوريي الحركة الشعبية عمراً في السلطة ــ ، وحيث سكرتير الثقافة والإعلام والناطق الرسمي بإسم الحركة الشعبية في الولاية (الشخصية التعبوية للحركة) ، إنه نظرية (بيت النجار) ، بل إن النتائج في حي القلعة كانت كالآتي: (القلعة جنوب ــ مؤتمر 485 ، حركة 384 ، المؤتمر واحد وثلاثة أرباع أضعاف الحركة) ، (القلعة شمال ــ مؤتمر 641 ، حركة 109، المؤتمر ستة أضعاف الحركة) .. ولن أقول لماذا حي القلعة !! ، بينما محلية ليس بها معتمد ولا مدير تنفيذي من الحركة الشعبية مثل (الدلنج) فازت فيها الحركة الشعبية بدائرتها وهو ما يشير بوضوح وبياناً بالعمل إن عضوية الحركة الشعبية المنفعلة بثورتها هي التي تعمل وليست الكراسي والواجهات والوجاهات الفارغة.

●الدائرة (9) السلام ــ الفولة: حيث جاء مرشح الحركة الشعبية (جابر المكي أجبر عود) ، عضو المجلس الوطني ــ المحلول مؤخراً ــ رابعاً ، بعد (المؤتمر الوطني ، الأمة القومي ، المؤتمرالشعبي) .. حاز المؤتمر الوطنى الوطني (22540) صوتاً وهو مانسبته (79%) من جملة أصوات الدائرة البالغة (28542) ، وما يقارب (37) ــ سبعة وثلاثين ــ ضعف حصيلة مرشح الحركة الشعبية (615) !! ، وحصيلة الحركة الشعبية هذه تساوي (02%) ــ نعم إثنين في المائة ــ من جملة أصوات الدائرة ، ومايزيد قليلاً عن الإثنين في المائة من جملة حصيلة مرشح المؤتمر الوطني!! ، (الفولة) التي ذكرنا في الحلقة الماضية إن القائمة الحزبية للحركة الشعبية نالت فيها (619) صوتاً من جملة (28648) بنسبة (021%) ــ  واحد وعشرين من ألف في المائة ــ ، وما يساوي (026%) ــ ستة وعشرين من ألف في المائة ــ من حصيلة المؤتمر الوطني البالغة (23544) صوتاً ، بينما بلغت نسبة المؤتمر الوطني (82%) من جملة الأصوات ، وما يساوي ثمانية وثلاثين ضعف حصيلة الحركة الشعبية ، كما نالت قائمة المرأة للحركة الشعبية في هذه الدائرة (543) صوتاً من جملة (28761) بنسبة (018%) ــ ثمانية عشر من ألف في المائة ــ ، وما يساوي (023%) ــ ثلاثة وعشرين من ألف في المائة من حصيلة المؤتمر الوطني.

سدنى – استراليا      -    ۲١ يوليو ٢۰١۰ م                      



Adam Gamal Ahmed [elkusan67@yahoo.com]

 

آراء