تراخى الحوار السياسى بين الأحزاب
د . صلاح الدين خليل عثمان
27 November, 2011
27 November, 2011
salah osman [prof.salah@yahoo.com]
بسم الله الرحمن الرحيم
آثرت فى الواقع - أن أتناول اللقاءات التى جرت بين الأحزاب والمؤتمر بغرض المشاركة فى الحكومة الآتية . ويبدو أن الحوار الذى جرى تلاحقت فيه الأحداث
الظاهرة والباطنة ، الحقيقية و المفتعلة ولهذا أخذت تتراخى قبضة الحوار ومع تراخيه، بدأ يتقلص . فمثلا سقط الحوار السياسى مع حزب الأمة القومى وهو حزب لا يستهان به . وان استمر مظهره واطاره الخارجى حتى فرغ من مضمونه و يبدو أنه توصل مع الاتحادى الأصل بعد عسر وطول معاناة وكسبا للوقت كان على مفاوض المؤتمر أن يتحلى بالفهم الصحيح لهذه الأحزاب لتاريخها وحاضرها ولتراثها ودورها الوطنى .. ولماذا ما زالت مستمرة رغم ضربات انقلاب الانقاذ ومحاصرته لها لاكثر من عشرين سنة . ان قاعدة التفاهم تشير الى أنه لا تفاهم بغير الفهم ولا يكون الفهم صحيحا الا اذا تحلى بروح العدل و الانصاف و الموضوعية . كفانا حديث التعالى النقاش مع الآخر بثنائيات ضدية حينا ومؤتلفة حينا . وكنا دوما نوصى باستعمال لغة العقل والاسلوب من منظور الوعى الوطنى والنكافؤ و الندية ودون شعور الآخر بالدونية أو الأستعلاء عليه . وعليه يجب أن يستمر الحوار مرات ومرات وحتما سنصل الى نتيجة مشرفة بموجبها سينعم المواطن بالحرية التى طال انتظارها . الحوارالآن يمثل روعة الغرض لحلحلة قضايانا كالدستور وخلافه ويعوض هذا الشعب الصابر الصامد ما فقده من معاناة وحرب وجوع ونزوح ودمار وانعزال دولى . دعنى أقول لمفاوض المؤتمر - أن نصل الى شئ لابد من ان نضحى بشئ . أى ان لم نستطع أن نفعل كل شئ فلنفعل شيئا وبروح وطنية حتى نخفف من حدة الصدمات الكبرى التى تهدد هذا الوطن وتهدف فى النهاية الى شل حركته وتجزيئته والتهامه جزئية بعد أخرى كما يريد البعض الآن . وليعلم الكل أن قضايانا من الممكن أن تحل بوفاق وطنى وكلمة شرف سودانية دون قتال او مماطلة أو ادعاء المعرفة، وكما هو معلوم فشل الادعاء والكبرياء . انتهى زمن السكوت . المعركة الآن معركة فكر خلاق والعقلية الحزبية المفاوضه عليها ان تفكر جيدا حتى يعلم البعض أننا قادرين على أن نواجه أنفسنا . فى رأيى أنه آن الأوان لأن نعود مرة أخرى الى التسامح ومصادره واستبعاد كل ما أفتعل من دخان و أبخرة وألفاظ لا علاقة لها بالفكر السياسى ... عودوا الى طاولة الحوار والعمل على اقناع حزب الأمة وغيره من الأحزاب فالصدمات فى الحوار أو نهاياته لا يمكن أن نتصورها انتصارات بينما هى مسيرة أو منطلق لوحل أشد وأعنف مرحلة تالية .نريدها حكومة تقبل المناقشة و المحاكمة العقلية دون
ادعاء للحق واحتكاره لفرد أو فئة ودون تجهيل المخالف أو تكفيره أو تجريمه . و أخيرا لانريد لحكومتنا الآتية أن تكون مجرد أصداء شارحة لسياسات غيرنا
تجاه وطننا
أ . د /صلاح الدين خليل عثمان أبو ريان -----أمدرمان