ان الاسلام ومنذ فجر التاريخ كان يواجه معارضين ورافضين له ينطلقون من منطلقات شتى منهم من يقول:) إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِمْ مُهْتَدُونَ) ومنهم من يدفعه الإستكبار والإعتزاز بالنفس وذلك كقولهم في قوله تعالى:( وَمَا نَرَاكَ اتَّبَعَكَ إِلا الَّذِينَ هُمْ أَرَاذِلُنَا بَادِيَ الرَّأْيِ وَمَا نَرَى لَكُمْ عَلَيْنَا مِنْ فَضْلٍ بَلْ نَظُنُّكُمْ كَاذِبِينَ)ومنهم من يقول:( وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لا تَسْمَعُوا لِهَذَا الْقُرْآنِ وَالْغَوْا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ)استمر العداء له من أعدائه ومعارضيه الى يومنا هذا لكنه في كل زمان تتشكل المعارضة والرفض وتتلون حسب الزمان والمكان لكن الفكرة واحدة والمحير في الأمر أن الإسلام في كل تلك الحالات يخرج منتصراً ولم يشادده أحدٌ الا غلبه لأنه يخاطب العقل مستعيناً بالمنطق والعلمية في كل أموره مجادلاً بالتي هي أحسن حدث هذا مع قريش فقد رفضوه وأخرجوا رسوله من مكة مهاجراً الى المدينة واعترضه الأفراد كعمر بن الخطاب الذي شهر سيفه مهدداً ومتوعداً رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن تبعه من قريش كما رفضه خالد بن الوليد ووصل به العداء أن هزم المسلمين في أحد لكن تعالوا لتروا العجب فقد آمنت قريش وتوحدت بعد أن فرقت بينهم القبلية والتفاخر بالانساب والأحساب وبعد أن كانوا يخافون أن يتخطفهم الناس فأمنوا واستقروا وصاروا أشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم ركعاً سجداً ثم بعدها أسلم عمر فقوي به الإسلام والمسلمون فصار فاروقاً فرق الله به بين الحق والباطل ففتح الشام والعراق ومصر ثم أسلم خالد بن الوليد بعد أن هزم المسلمين هزيمة نكراء فصار بعدها سيف الله المسلول وقد خاض المعارك والغزوات ففتح بلاد الروم وأخيراً فان دورن الذي ينتمي لحزب اليمين المتطرف بهولندا المعروف بعدائه للإسلام ومخرج الفيلم المسيء للنبي صلى الله عليه وسلم والذي أسلم وصار داعياً ومدافعاً عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
هكذا يفعل الإسلام ينتصر بمكر أعدائه ويهزمهم بسلاحهم يخربون بيوتهم بأيديهم وأيدي المؤمنين فالذي يفعله ترامب هذه الأيام مع الإسلام والمسلمين ليس خارج عن مفهوم فكرة العداء القديم الذي واجهه الإسلام فلا ننزعج كثيراً من تلك التصرفات لأن الله الذي خلق من أعداء الإسلام عبر التاريخ نصراء له قادر على أن يهدي ترامب للإسلام ويجعله فاروق العصر والا جعل تصرفاته تلك تصب في صالح الإسلام وما ذلك على الله بعزيز وأنه قادر أن يجعل الغربيين دعاة للإسلام يخرج من بينهم من يدعو للإسلام كما أخرج موسى من بيت فرعون وأخرج الرسل من أصلاب الكفار والله متم نوره ولو كره الكافرون. ونقول مقولتنا المكررة أن الإسلام قادم من هناك فترقبوه.