تساؤلات مشروعة حول المفاوضات باديس. بقلم: أ. د/ صلاح الدين خليل عثمان أبو ريان
بسم الله الرحمن الرحيم
يحق لنا بعد تعليق الحوار وحديث امس وامس الاول وتصريحات الاخوان غندور وعرمان ان نتسأل. ما الذى يجرى خلف الكواليس ؟ ولماذا نسدل الستار ؟ ان هذا الحوار يجب ان يحسم وفى اقرب وقت ممكن ، فالتمادى والتعليق يجعل الحوار اشبه بالمرض الخبيث يصيب عضوا من الجسم وما يلبث ان يصيب كل اعضاء الجسم وتصبح عملية استئصاله شبه مستحيلة و النتيجة استمرار الحرب والخراب والدمار . ان فقدان الرشد والحكمة فى هذا النوع من المفاوضات يؤدى لا محالة الى اضعاف الالتزام بالمسئولية الوطنية والاجتماعية والسياسية والاخلاقية . وللقضاء على وباء الحوار الذى اصاب المفاوضات الاخيرة لابد لنا من تنازلات وتسامح لنصل الى وفاق ، اذ لايزال اسلوب الحوار وما سمعناه دون المستوى المطلوب . لماذا التشدد والمطالبة بالمستحيل ؟ ولماذا التفريط فى معايير اداء الواجب الوطنى والتى غالبا ما تؤدى الى فقدان الثقة وخلق جو مرفوض من الصراعات التى يجب ان توضع فى مزبلة التاريخ بعد هذا الحوار . وسبق ان بينت ان حزب المؤتمر وحده لا يستطيع بمفرده مهما بلغت قواه وامكانياته المعروفة الاحاطة بجميع جوانب موضوع الحوار لانه يراه من خلال وجهة نظره الغائبة عن الواقع .فى مثل هذا الحوار لا وجود للالهام السياسى أو فى اى ميدان اخر ، بل الامر مرهون بالاحاطة ثم الاسهام فى تطوير الحوار من احل انهاء الدمار . الاخ غندور التقديس لرأى الحزب انكار للذات واثبات للاخر ، انكار للعقل وللوطنية وانكار للواقع المعيش واعتماد على الخيال الحزبى الضيق ، واعلم اخى من حق هذا الشعب ان ينقل اليه ما يدور فهو المكتوى بنيران الحرب . الشعب كله حريص على نجاح هذه المفاوضات ويعلم جيدا ان الحوار الاكثر الحاحا ومصداقية هو الذى يؤدى الى وفاق ونتيجة . وتجربتنا مع المؤتمر تجربة طويلة امتدت الى ربع قرن لم يصدر فيها قرار واحد يقضى بوقف الحرب او لمصلحة الوطن .، لانه ينطق من سياسة فرض القرار قبل الحوار فى حين ان الحوار ينبثق منه القرار ويأتى فى شكل حلول دائمة وناجعة لان العمل السياسى السليم يولد حلوله . ولهذا تجدنى انادى بمنهج جديد للحوار وهو ( منهج الايضاح ) الذى يقوم بمهمة ازالة الغموض الذى يكتنف المفاوضات ومحاولة الاحتواء . الاخوان باديس من الصعب ان لم يكن من المستحيل فشل هذا الحوار فقد استنزفت الحرب قدرا كبيرا من الطاقات الاجتماعية والسياسية والمالية ، هى حرب ( الانهاك )فلنسخر طاقاتنا الوطنية وبقدر اوسع حتى ينتصر الوطن . لا نريد ان نقع فى متاهات الماضى ، لان هذا الحوار يتطلب حساب كل شئ حتى نكون متاكدين من حل المشكلة مائة فى المائة دون ان نترك شيئا للصدفة او الحظ . ان نجاح هذه المفاوضات يمثل صبر وصمود هذا الشعب وستنتصر ارادته ويتم القضاء على الجوانب الاسطورية التى ما زالت تتخلل حياتنا السياسية وسلوكنا الاجتماعى ، عندها سيكون المقاتل هو المزارع والتاجر والصانع واستاذ الجامعة الامر الذى يعنى انتصار الشعور القومى وكلمة الشرف السودانية . لننعم بالسلام والمحبة والمودة وجميل اللقاء والعيش الكريم .......
أ . د / صلاح الدين خليل عثمان أبو ريان ........... امدرمان