تصريحات الشرطة خطوة للأمام أم ملاح بايت!. 

 


 

 

نقاط بعد البث

* اضطر المسؤولون في قيادة  شرطة العاصمة القومية للاعلان عن إستنكارهم إطلاق الرصاص على المتظاهرين خلال مواكبهم الهادرة في الثلاثين من يونيو الماضي، ليستشهد تسعة من المتظاهرين إضافة لسقوط أعداد من الجرحى. وهو ما ظل يحدث في كل حين، منذ خروج المتظاهرين للتعبير عن رأيهم في الانقلاب الذي وقع منذ الخامس والعشرين من أكتوبر الماضي!.

* وجاء هذا التصريح في أعقاب  انتشار فيديو نشرته العديد من الفضائيات يوضح سقوط متظاهر جراء إطلاق رصاص عليه بينما يقوم أحد أفراد الشرطة بركلة بعد سقوطه!، الأمر الذي سبب استنكاراً واشمئزازاً في أوساط العديد من المشاهدين داخل وخارج السودان!.

* ورافق الاعلان تصريح أيضاً من قيادة الشرطة مؤكدة فيه إن قرارات وتعليمات قد (صدرت في إطار تنفيذ خطة تأمين حراك أمس الخميس بشكل واضح  ومعلوم للجميع بعدم  تسليح أي قوات تتعامل  مع المتظاهرين)!.

* وأضافت أن المقطع المتداول (يؤكد أن هنالك مخالفة للتعليمات وتصرف يشكل جريمة ولا نقبله بتاتا من منسوبينا في كافة المستويات). مشيرة  إلى شروعها (في التحقيق لاتخاذ القرارات التي تحفظ الحقوق كاملة غير منقوصة تجاه من خالف تعليمات وقرارات الرئاسة ومن ارتكب الفعل ومن سمح له بالتسليح والخروج ونلتزم بتطبيق نصوص القانون دون حصانة لمثل هذه الأفعال). وأردف المصدر بأن مثل هذه التصرفات (لا تشرفنا ولا ندافع عنها ويتحملها صاحبها شخصياً ولا نرضى أن يكون بيننا من لا يحترم التعليمات لإعطاء كل ذي حق حقه سواء كان لنا أو علينا لا نتردد في ذلك ولا نخشى في الحق لومة لائم).

إضطررنا لإبراز النص المطول أعلاه  والمتعلق بتصريحات الشرطة حول أحداث الخميس  لندلل على جملة ملاحظات:ـ

أولها أن هذه التصريحات تدين جهاز الشرطة بأكثر مما تبرئة!، حيث أن مسؤولية وواجبات الشرطة ـ من حيث هي شرطة ـ حفظ الأمن وتأمين مثل هذه المسيرات من واقع صيانة  حق الجماهير  طالما أنها كانت في حدود التعبير السلمي، والكشف الفوري عن أي تفلت خارج عن القانون، خاصة أن الأمر يتعلق بعصيان أوامر وحمل سلاح بذخيرة وجهت لصدور الجماهير، وعلى الشرطة يقع واجب الكشف والقبض على مرتكب الحادث اليوم قبل الغد، خاصة وأن أصابع الاتهام تشير إلى متسللين ينتمون لبقايا الانقاذ من دفاع شعبي وأمن شعبي وطلابي وكتائب لعلي عثمان (تعلمها الجماهير جيداً) !.

ثانيها أن هذا الحادث قد تكرر أكثر من مرة منذ انقلاب البرهان، دون أن تصدر رئاسة الشرطة أي تصريح يستشف منه أنها اعتقلت المخالفة لأوامرها وتعليماتها، عكس ذلك فقد كانت تبرر الفعل بأن الشرطة كانت في حالة دفاع عن النفس وهي تواجه هجوماً بكل الأسلحة ـ بما فيها الذخيرة الحية ـ ضد منسوبيها!. ونحفظ هذه المرة للشرطة هذه التصريحات المسؤولة (نحواً ما) كونها قد صدرت (كإعترف)، رغم أنه جاء متأخراً ولكن أن تأتي آخيراً خير من ألا تأتي مطلقاً،  في ظل هذه الأعداد المهولة من القتلى والجرحى الذين سقطوا!.

ثالثها  ـ وهو الأهم ـ أن الاعلان عن أن تحقيقاً سيتم بهذا الخصوص، إنما هو بمثابة (ذر على الرماد) في أعين الجميع المستنكرين للحادث، خاصة بالنسبة للرأي العام الإقليمي والدولي والذين رأت أعينهم ذاك المنظر المشمئز للمجند الذي يركل مواطناً تم الاعتداء على حقه في الحياة والوجود!.

*  عليه ،، هل يا ترى أن الاعتراف بالحادث و الاعلان عن أن تحقيقاً سيجري بخصوصه، يعد بمثابة خطوة للأمام ،، أم ليس سوى (ملاح بايت) يأتي على شاكلة (موت يا حمار)!.

ـــــــــــــــــــ

* لجنة تفكيك التمكين كانت تمثلني وستمثلني لاحقاً أيضاً.




hassanelgizuli45@gmail.com

 

آراء